من عجائب كتاب الله

منذ 2016-10-25

ومن عجائب كتاب الله تعالى أنه يَستدل على اليوم الآخر، ثم يَستدل به، ثم يجعله الله تعالى من آياته. فأما أنه يَستدل عليه؛ فهو مبثوث في كتاب الله تعالى؛ فاستدل ببدء الخلق على إعادته، واستَدل بخلق المماثل من المخلوقات كخلق النبات مرة بعد مرة، واستدل بخلق ما هو أعظم من الإنسان وهو خلق السماوات والأرض، واستدل تعالى بالحكمة من الحياة وعدم العبث أو اللعب.

ومن عجائب كتاب الله تعالى أنه يَستدل على اليوم الآخر، ثم يَستدل به، ثم يجعله الله تعالى من آياته.
فأما أنه يَستدل عليه؛ فهو مبثوث في كتاب الله تعالى؛ فاستدل ببدء الخلق على إعادته، واستَدل بخلق المماثل من المخلوقات كخلق النبات مرة بعد مرة، واستدل بخلق ما هو أعظم من الإنسان وهو خلق السماوات والأرض، واستدل تعالى بالحكمة من الحياة وعدم العبث أو اللعب.
لكنه تعالى في سياق آخر جعله من آياته وعدّه فيها. { ومن آياته أن تقوم السماء والأرض بأمره، ثم إذا دعاكم دعوةً من الأرض إذا أنتم تخرجون} [الروم: 25] على وجه من جعل الكلام متصلًا..
كما استدل به تعالى في سياقٍ ثالثٍ على قدرته، وحاجّ به المشركين؛ أن آلهتهم لا تبعث الخلق فهي ليست آلهة، فقال تعالى في معرِض التحدي وإظهار بطلان الشرك بقوله: {أَمَّن يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ} [النمل جزء من الآية: 64]، ثم قال {أَإِلَـٰهٌ مَّعَ اللَّـهِ} [النمل جزء من الآية: 64]، يعني أإله غير الله فعل هذا؟

ومن أنكره فهو محجوجٌ، لهذا جعل تعالى أعداءه محجوجين ولا قيمة لإنكارهم، بل جعلهم كأنهم مقرون به.
إن البعث جزءٌ من الحياة، بل هو الجزء الأعظم، بل هو الحياة نفسها، إنه القطب الذي تدور حوله حياتنا اليوم واليه تتجه أنظارنا ومشاعرنا، إنه أساس الحركة وإليه يرحل الراحلون.
ليُبعثنّ الخلق وإن أنكروا، وليأتين اليوم العظيم وإن استبعد وقوعَه من استبعد، وليقعنّ النبأ العظيم ولو نسيه ناسٍ أو غفل عنه غافل.
عن كل كلمةٍ وأثرها، وعن كل موقفٍ وأثره، عن كل عملٍ وما أنتج: سيُسأل الخلق، لن يضيع شيء، في يوم سيتغير ترتيب كل شيء، وقيمة كل شيء، وتتقطع علائق وتنفصل وشائج، ويبقى ما كان لله، وينطق كل مخلوق {الْحَمْدُ لِلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الفاتحة: 2].

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

مدحت القصراوي

كاتب إسلامي

  • 2
  • 0
  • 1,860

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً