منهجنا التربوي المظلوم
نملك بين أيدينا منهجا تربويا ذهبيا لا يقارن بغيره من المناهج الأرضية مهما كانت
البعض يرى المناهج التربوية الغربية أو الشرقية هي الأفضل فيضربون مثالا بألمانيا أو باليابان , ويبررون ذلك بنجاح الألمان في التكنولوجيا أو اليابانيين في تربية ابنائهم على الآداب العامة والأخلاق , وبأنهم يخرجون متميزين في الأداء والتخصص , وباتصافهم باتقان أعمالهم .
وللأسف فكثير من الناس ينكسرون أمام ما يجدون من إنجازات تربوية لمناهج الغرب أو الشرق , وينبهرون أمام نظرياتهم التربوية , وربما قارنوا نتاج مجتمعاتهم بما انتجته مجتمعاتنا فظنوا أن منهجنا قاصر عن تلك المناهج , وكان ذلك الانبهارهو بداية الانحراف في مناهج التربية !
ولئن كانت مناهج الغربيين والشرقيين أنتجت أبناء منجزين أو عاملين , فإن القصور الكبير في تلك المناهج يكسوها من كل جانب ,( ليس فقط كما يردد البعض أن قصور المناهج الغربية ظاهر في الجانب الروحي والاجتماعي فحسب و بل في تلك الجوانب التي يراها الناس متميزة , من العمل والإنجاز وغيره إذ سيطرت عليها النفعية والمصلحة الخاصة وشوهتها الصراعات التي اعتبرت الإنسان آلة لكسب المال ) .
ولن تسعفهم نظرياتهم التربوية في سد ذلك الخلل بل ربما تدينهم نظرياتهم التربوية , خصوصا تلك التي تدعو إلى الدور الاسري البناء أو التي تدعو الى بناء القيم وغيرها
إننا – نحن المسلمين – نملك بين أيدينا منهجا تربويا ذهبيا لا يقارن بغيره من المناهج الأرضية مهما كانت , ولئن كنا نرى قصورا في العملية التربوية في بلادنا فإن ذلك لايرجع أبدا إلى المنهج الصافي الحكيم للتربية الإسلامية , بل إنه يرجع إلى عدم تطبيقنا لمنهجنا الإسلامي وإهمالنا لنظرياتنا التربوية الإسلامية الرائعة المتقنة المتفردة .
د. حالد روشه
- التصنيف: