نيران إيران (2)
الجهل بـ(الخريطة العقدية)؛ التي بدون معرفتها وفهمها يكون أكثرالمفكرين مخرفين..ويكون أكبر السّاسة أجهل الناس في السياسة..!
مواقفٌ خادعة..رغم سقوط الأقنعة!
• كان الدورالدموي الأسود للشيعة الإثني عشرية عبر التاريخ الإسلامي كافياً لأن يعرف الناس؛ ماذا يعني أن تقوم لهؤلاء دولة قوية؛ لها قادة يحملون أرتالاً من الأحقاد التاريخية والثارات الطائفية والعنصرية، ضد أهل السُنة عامة، والعرب خاصةً، لكن الذي حدث أن أعداء الأمة فهموا طبيعة ذلك المشروع الاعتقادي المعادي قبل أن يتنبه له النابهون من أهل السُّنة ! فمع أن حركة الخُميني منذ البداية رفعت شعارالتمدد و(تصدير الثورة) وقدمت نفسها على أنها (ثوريةٌ) وأنها (إسلامية) وأن لها توجهات (توسعية ..قتالية.. عالمية) إلا إنها رغم ذلك لم تُواجه بالحرب والإسقاط والضرب من دول الغرب؛ مثلما كان التعامل دائما مع أي (ثورة) أوحتى (حركة) سُنية.. تُوصف بأنها (إسلامية ثورية) منذ إسقاط الخلافة العثمانية..!!
• دل هذا على أن نيران ثورة إيران أراد الغرب لها وبها إشعال حرائق داخلية وخارجية في جسد الأمة الإسلامية، لذلك أُعطيت تلك الثورة السوداوية الحمراء الإشارة الخضراء، ومُررت دولياً لأغراض مستقبلية تتعلق بتغيير وتزييف الهوية وبإعادة ترتيب النظام الإقليمي في المنطقة الإسلامية والعربية على أسس مذهبية وطائفية! ولهذا لم يكد يمر على اشتعالها عام 1979 سنة واحدة حتى نشبت الحرب العراقية الإيرانية التي سميت حرب الخليج الأولى، لتستمر ثماني سنين، ثم تعقبها حرب الخليج الثانية 1991ثم الثالثة 2003 وفق إيقاعات وترتيبات غربية غريبة، حتى انتهت الحرب الثالثة بالكارثة المخطط لها مسبقاً، وهي إسقط بغداد وتسليم العراق للشيعة، لتكون منطلقاً لإسقاط المزيد من العواصم العربية في جولات أخرى خليجية أو غير خليجية من الحروب المذهبية..
• خُدعت الأمة في المشروع الشيعي، وخُدرت من خارجها ومن داخلها، فمن العجيب أن بداية صحوة أشرار الشيعة الفارسية التي صادفت بدايات (الصحوة الإسلامية) السُنية العربية في بدايات القرن الخامس عشر الهجري والسبعينيات الميلادية؛ وجدت ترحيباً غريباً من أوساط إسلامية سنية عريضة، ومع أن الصحوة السُنية كان يُفترض أن رموزها قد بلغوا من النضج العقدي ما يؤهلهم لإدراك خطر انبعاث الحركات الباطنية الشيعية؛ إلا أن الذي حدث كان خديعة كبرى؛ إذ صار كثير من هؤلاء يُغدقون على باعث الباطنية الحديثة الخبيثة أوصاف التفخيم وألقاب التضخيم مثل ("الإمام" الخميني) و (أمل المستضعفين) و (قائد الثورة الإسلامية) ..! وظلت صوره تُرفع في التظاهرات الحماسية.. وتتصدر أغلفة أكبر المجلات الإسلامية ..!
• واستمرت الخديعة بثورة الشيعة والحركات المنبثقة منها – كحركة حسن نصر الله – حتى وقتٍ قريب؛ لدرجة أن هذا القزم المتعملق.. استطاع أن يخدع أو يقنع رموزاً كثيرة تقود جماهير غفيرة من شعوب السُّنة بأنه: (سيد المقاومة) و (أمل الأمة) و (رمزالممانعة)..!! وكانت صور ذلك الزعيم المزعوم تُرفع في بعض المساجد المصرية وغيرها أيام حرب لبنان عام 2006 التي ادعى حزب اللات أنها الحرب الوحيدة التي هُزمت فيها (إسرائيل)!.
من خدع الأمة طوال تلك العقود بحقيقة الرافضة أشباه اليهود؟!، إنه بالطبع والقطع تجاهل الحقائق التاريخية، وتقديم المصالح الذاتية، والذوبان في اللحظة الآنية، وقبل ذلك، الجهل بـ(الخريطة العقدية)؛ التي بدون معرفتها وفهمها يكون أكثرالمفكرين مخرفين..ويكون أكبر السّاسة أجهل الناس في السياسة..!
- التصنيف: