مع القرآن - لن يكشف الضُر أو يمنح النِعم إلا هو
إن يردك سبحانه بنعمةٍ واختبرك بالسراء، واجتمع أهل الأرض على أن يسلبوها فلن يحدث ولو أنفقوا كل ما يملكون فلا مانح للخير ولا مُعطي للنِعم ولا كاشف للضُر إلا هو .
إن قدر الله لك اختباراً بالضراء، واجتمع الخلق كُلهم على أن يكشفوا عنك الضر لن يُفلحوا، فلا كاشف لضرك مُنهياً لاختبارك إلاهو سبحانه.
وإن يردك سبحانه بنعمةٍ واختبرك بالسراء، واجتمع أهل الأرض على أن يسلبوها فلن يحدث ولو أنفقوا كل ما يملكون فلا مانح للخير ولا مُعطي للنِعم ولا كاشف للضُر إلا هو .
فاخلع عن قلبك النظر إلى الناس وكن مع الله.
{وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [يونس: 107] .
قال السعدي في تفسيره:
هذا من أعظم الأدلة على أن الله وحده المستحق للعبادة، فإنه النافع الضار، المُعطي المانع، الذي إذا مس بضر، كفقر ومرض، ونحوها {فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلا هُوَ} لأن الخلق، لو اجتمعوا على أن ينفعوا بشيء، لم ينفعوا إلا بما كتبه الله، ولو اجتمعوا على أن يضروا أحدًا، لم يقدروا على شيء من ضرره، إذا لم يرده الله، ولهذا قال:{وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ } أي: لا يقدر أحد من الخلق، أن يرد فضله وإحسانه، كما قال تعالى: {مَّا يَفْتَحِ اللَّـهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا ۖ وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِهِ} [فاطر جزء من الآية: 2].
{يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ} أي: يختص برحمته من شاء من خلقه، والله ذو الفضل العظيم، {وَهُوَ الْغَفُورُ} لجميع الزلات، الذي يوفق عبده لأسباب مغفرته، ثم إذا فعلها العبد، غفر الله ذنوبه، كبارها، وصغارها.
{الرَّحِيمُ} الذي وسعت رحمته كل شيء، ووصل جوده إلى جميع الموجودات، بحيث لا تستغنى عن إحسانه، طرفة عين، فإذا عرف العبد بالدليل القاطع، أن الله، هو المنفرد بالنعم، وكشف النقم، وإعطاء الحسنات، وكشف السيئات والكربات، وأن أحدًا من الخلق، ليس بيده من هذا شيء إلا ما أجراه الله على يده، جزم بأن الله هو الحق، وأن ما يدعون من دونه هو الباطل.
#مع_القرآن
أبو الهيثم محمد درويش
دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.
- التصنيف:
- المصدر: