مع القرآن - وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ
كذب المعاندون جميع الرسل وحاربوا الرسالات.
كذب النصارى محمداً صلى الله عليه وسلم بينما يرى اليهود أن عيسى ابن زنا، وكفر اليهود بعيسى وبمحمد صلى الله عليه وسلم بينما كان رأي فرعون ومن معه من عبدة الأوثان أنهم شرذمةٌ مارقةٌ عن أمر فرعون يتبعون ساحراً ماكراً.
وهكذا كذب المعاندون جميع الرسل وحاربوا الرسالات.
فعناد المعاندين لرسالة الإسلام حتى يومنا هذا ومحاربتهم للرسول ثم لأتباعه ورفضهم لتطبيق رسالته والإيمان العملي بمنهجه وشريعته ليس بجديد.
ومن نسي أو لم يؤمن فعلياً بيوم الحساب والعقاب فسيعاين يقينًا ما أنكر وسيرى مغبة عناده للشريعة والرسالة وحامليها سواء كان المعاند كافراً أصلياً أو كان من منافقي الأمة الذين هم في الدرك الأسفل من النار، الذين يظهرون الإسلام ويرفضون شريعته ويعاندون أوامر الله ويستكبرون عليها ويحاربون أهلها وحامليها متبعين في ذلك سنة كبيرهم عبد الله بن سلول الذي كان يصلي خلف الرسول صلى الله عليه وسلم ويحمل مسمى الإسلام وهو من ألد أعداء الرسول والرسالة.
{وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَمْلَيْتُ لِلَّذِينَ كَفَرُوا ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ} الرعد: 32.
قال السعدي في تفسيره : يقول تعالى لرسوله -مثبتًا له ومسليًا- {وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ} فلست أول رسولٍ كُذب وأوذي {فَأَمْلَيْتُ لِلَّذِينَ كَفَرُوا} برسلهم أي: أمهلتهم مدة حتى ظنوا أنهم غير معذبين. {ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ} بأنواع العذاب {فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ} كان عقابًا شديدًا وعذابًا أليمًا، فلا يغتر هؤلاء الذين كذبوك واستهزؤوا بك بإمهالنا، فلهم أسوةٌ فيمن قبلهم من الأمم، فليحذروا أن يفعل بهم كما فعل بأولئك.
#مع_القرآن
أبو الهيثم محمد درويش
دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.
- التصنيف:
- المصدر: