نهي الحسن البصري عن الرياء والتصنع

منذ 2017-02-18

كان الحسن يقول: ابن آدم، أما تستحي؟ تتكلم بكلام الفاسقين، وتسطو سطوةَ الجبَّارين.

كان رحمه الله يقول: ابن آدم، لا تعمل شيئًا من الحق رياءً، ولا تتركه حياءً.

 وقيل: وعَظ يومًا فتنفَّس رجل الصُّعداء، فقال: يا بن أخي، ما عساك أردت بما صنعت؟ إن كنت صادقًا، فقد شهرتَ نفسك، وإن كنت كاذبًا فقد أهلكْتَها، ولقد كان الناس يجتهدون في الدعاء، وما يُسمَع لأحدهم صوت، ولقد كان الرجل ممن كان قبلكم يستكمل القرآن، فلا يسمع به جارُه، ولقد كان الآخر يتفقَّه في الدين، ولا يطَّلع عليه صديقه، ولقد قيل لبعضهم: ما أقلَّ الْتفاتَك في صلاتك! وأحسنَ خشوعك! فقال: يا بن أخي، وما يدريك أين كان قلبي؟

 وكان يقول: نظر رجاء بن حَيْوةَ[1] إلى رجل يتناعس بعد الصبح، فقال: انتبه - عافاك الله - لا يظن ظانٌّ أن ذلك عن سهر وصلاة، فيحبَطَ عملُك.

 ولقد روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له رجل: يا رسول الله، اشتَبَه علينا النفاق، فما هو؟ فقال عليه السلام: «المرائي منافق» [2].

 وقيل: رأى الحسن على فَرْقَدٍ السَّبَخيِّ[3] كساءً صوفًا، فقال: يا فرقدُ، لعلك تحسب أن لك بكسائك على الناس فضلاً؟ ولقد بلغني أن أكثر لباس أهل النار الأكسية[4].

 وكان يقول: المرائي يريد أن يغالب قدر الله فيه، هو عند الله فاسق ممقوت، وقد أطلَعَ على ذلك عباده المؤمنين، وهو يريد أن يقول الناس: هذا صالح، وأنى له بذلك، وعلمُ الله - عز وجل - بريائه قد ثبت في نفوس عباده؟

 قال الحسن: ولقد حُدِّثتُ أن رجلاً مر برجل يقرأ: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا}   [مريم: 96]، فقال: واللهِ! لأعبدن اللهَ عبادة أُذكَرُ بها في الدنيا، فلزم الصلاة، واعتكف على الصيام؛ حتى كان لا يفطر، ولا يُرَى إلا مصليًا وذاكرًا، وكلما مر على قوم قالوا: لا يزال هذا يرائي! ما أكثرَ رياءَه، فأقبل على نفسه وقال: ثكلتكِ أمُّكِ! ولا أراك تُذكرين إلا بشرٍّ، ولا أراكِ أُصبتِ إلا بفساد دينك، وفساد معتقدك، وإنك لم تريدي اللهَ بعملك، ثم بقي على عمله لم يزد عليه شيئًا، إلا أن نيته انقلبت، فانقلب علم الناس فيه، فكان لا يمر بقوم إلا قالوا: رحم الله هذا، ثم يقولون: الآنَ الآنَ.

وكان الحسن يقول: أخلصوا لله عملكم؛ فقد روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: («من أحسن صلاتَه حين يراه الناس، وأساءَها حين لا يراه، فتلك استهانةٌ استهان بها ربه» [5].

 وكان صلى الله عليه وسلم يقول: «من سمَّع الناس بعمله، سمع الله به سامع خلقه يوم القيامة، وحقَّره وصغَّره» [6].

 وكان الحسن يقول: ابن آدم، أما تستحي؟ تتكلم بكلام الفاسقين، وتسطو سطوةَ الجبَّارين.

 وكان يقول: ابن آدم، تلبس لُبْسةَ العابدين، وتفعل أفعال الفاسقين، وتُخْبِت إخباتَ[7] المدبرين، وتنظر نظر المعتبرين، ويحك! ما هذه خصال المخلصين، إنك تقوم يوم القيامة بين يدي من يعلم خائنةَ الأعين وما تخفي الصدور.

 وقيل: كان الحسن يقول: روي أن مَن قَبِلَ الله سبحانه وتعالى من عمله حسنةً واحدة، أدخله بها الجنة، قيل: يا أبا سعيد، وأين يذهب بحسنات العباد؟ فقال: إن الله عز وجل إنما يقبل الخالصَ الطيبَ المجانبَ للعُجب والرياء، فمن سَلِمت له حسنة واحدةٌ، فهو من المفلحين.

 وكان يقول: روي أن سعيد بن جبير[8] رأى رجلاً متماوتًا في العبادة، فقال: يا بن أخي، إن الإسلام حيٌّ، فأَحْيِه، ولا تُمِتْه، أماتك الله ولا أحياك.

 وكان يقول: من ذم نفسَه في الملأ، فقد مدحَها، وبئس ما صنَع.

 وكان الحسن يروي: أن عائشة رضي الله عنها رأت رجلاً متماوِتًا، فقالت: ما بال هذا؟ قالوا: إنه صالح، فقالت: لا أبعد الله غيره، كان عمر رضي الله عنه أصلح منه، وكان إذا مشى أسرع، وإذا ضَرَب أوجع، وإذا أطعم أشبع، فدَعُوا التصنُّع؛ فإن الله لا يقبل من متصنِّع عملاً.

 وكان يقول: روي عن بعض الصالحين أنه كان يقول: أفضل الزهد إخفاء الزهد.

 وكان يقول: من تزيَّن للناس بما لا يعلمه الله منه، شانه عند الله ذلك.

 وكان يقول: تفكُّرُ ساعة خيرٌ من قيام ليلة.

 وكان يقول: إن كان في الجماعة فضل؛ فإن في العُزْلة السلامةَ.

 ولقد روي: أن أبا هريرة[9] مرَّ بمروان بن الحكم[10] وهو يبني داره، فقال: إيهًا أبا عبدالقدوس، ابنِ شديدًا، وأمِّل بعيدًا، وعشْ قليلاً، وكل خضمًا، والموعد الله.

 وكان يقول: قديمًا امتُحِن الناس بطول الأمل.

 لقد روي أن حماد بن سلمة[11] قال: كان أبو عثمان النهشلي[12] يقول: أتت عليَّ مائة وثلاثون سنة، ما من شيء إلا وقد أنكرته، إلا أملي؛ فإنه يزيد كل يوم.

 وقيل: جزِعَ بكر بن عبدالله على امرأته لما ماتت جزعًا شديدًا، فنهاه الحسن عن الجزع، فجعل بكر يصف فضلَها، فقال الحسن: عند الله خير منها، فتزوج أختها، ثم لقي الحسن بعد ذلك، فقال: يا أبا سعيد، هي خير منها، فقال: لَغيرُها من الحور العين  عافاك الله  كنت أشَرْتُ لك، ثم أنشده:

تؤمِّل أن تعمَّر عمرَ نوحٍ ** وأمرُ الله يَطرُقُ كلَّ ليلهْ[13]

وكان يقول: رأى بعض النساك صديقًا له مهمومًا، فسأله عن همه، فقال: كان عندي يتيم أحتسب فيه الأجر، فمات، قال صديقه: فاطلب يتيمًا غيره؛ فإنك لن تعدم ذلك، فقال: أخاف ألا أجد يتيمًا في مثل سوءِ خلقه، فقال صديقه: أفٍّ لك! أما لو كنت مكانك لم أذكر سوء خلقه؛ كأنه كره أن يتبجح بما كان يلقى منه.

 وكان يقول: روي عن أبي الدرداء أنه قال: أضحكني ثلاثة، وأبكاني ثلاثة: أضحكني مؤمِّلُ دنيا والموت يطلبُه، وغافل لا يُغفَلُ عنه، وضاحك ملءَ فيه، ولا يدري أراضٍ ربُّه أم غضبان عليه. وأبكاني: هول المطلع، وانقطاع العمل، وموقف بين يدي الله عز وجل، لا أدري أيؤمَرُ بي إلى الجنة، أم إلى النار؟

 وكان الحسن يقول: إن لله تعالى نزائلَ في خلقه، لولا ذلك، لم ينتفع النبيُّون وأهل الانقطاع إلى الله عز وجل بشيء من الدنيا، وهو الأمل، والأجل، والنسيان.

 

أحمد عبد الوهاب الشرقاوي

____________________________________________

[1] رجاء بن حيوة.. - 112 ه‍ =.. - 730 م رجاء بن حيوة بن جرول الكندي، أبو المقدام: شيخ أهل الشام في عصره، من الوعاظ الفصحاء العلماء، كان ملازمًا لعمر بن عبدالعزيز في عهدي الإمارة والخلافة، واستكتبه سليمان بن عبدالملك، وهو الذي أشار على سليمان باستخلاف عمر، وله معه أخبار.

انظر: الزِّرِكلي: الأعلام 6 / 35.

[2] لم أجد الحديث بهذا اللفظ أو قريب منه في كتب السنة.

[3] لم أجد له ترجمة.

[4] الكسوة: واحدة الكُسَا، وكسوته ثوبًا فاكتسى، والكساء: واحد الأكسية.

انظر، الجوهري: الصِّحاح.

[5] قال السيوطي في جامع الأحاديث: رواه عبدالرزاق، وأبو يعلى، والبيهقي فى شعب الإيمان عن ابن مسعود.

[6] قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 140: أخرجه ابن المبارك في " الزهد " رقم 141 وأحمد في " مسنده " رقم 6509 و6986 و7085 والطبراني في " الأوسط " 4 / 484 - مصورة الجامعة الإسلامية، وأبو نعيم في " الحلية " 4 / 124 و5 / 99.

[7] أخبت: خشع وتواضع، ومن المجاز: أخبت الرجل لله: إذا خشع وتواضع، وأخبتوا إلى ربهم: اطمأنوا إليه. وهو يصلي بخشوع وإخبات، وخضوع وإنصات، وقلبه مخبت. وفي اللسان: وخبت ذكره: إذا خفي، ومنه المخبت من الناس. وروي عن مجاهد في قوله تعالى: {وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ} [الحج: 34]، قال: المطمئنين، وقيل: هم المتواضعون. كذلك في قوله تعالى: {وَأَخْبَتُوا إِلَى رَبِّهِمْ [هود: 23]؛ أي: تواضعوا، وقيل: تخشعوا لربهم.

انظر، الفيروزابادي: القاموس المحيط؛ الزبيدي: تاج العروس.

[8] سعيد بن جبير45 - 95هـ / 666 - 714م: سعيد بن جبير الأسدي، أبو محمد الكوفي، تابعي، من أعلمهم، ثقة، عابد، فقيه، فاضل، ورع، تروى أخبار كثيرة عن عبادته، روى عن عبدالله بن عباس، وعبدالله بن الزبير، وعبدالله بن عمر، وأبي سعيد الخدري، وأنس وغيرهم من الصحابة، روى عنه ابناه: عبدالملك وعبدالله، وأبو إسحاق السبيعي، وأبو الزبير المكي، وحبيب بن أبي ثابت، وسليمان بن مِهْران الأعمش، وحصين بن عبدالرحمن وغيرهم.

قال له ابن عباس: انظر كيف تحدث عني؛ فإنك قد حفظت عني حديثًا كثيرًا. وكان ابن عباس بعدما أصيب بالعمى إذا أتاه أهل الكوفة يسألونه قال: أتسألوني وفيكم ابن أم الدهماء؟ يعني: سعيد بن جبير. خرج مع عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث على عبدالملك بن مروان، فلما هزم ابن الأشعث هرب سعيد إلى مكة، فأخذه أميرها خالد القسري، وبعث به إلى الحجاج فقتله، ولم يكمل 50 سنة، فقال الإمام أحمد بن حنبل: قتل الحجاج سعيدًا وما على وجه الأرض أحد إلا وهو مفتقر إلى علمه.

انظر: الموسوعة العربية العالمية، المملكة العربية السعودية، 2004م.

[9] أبو هريرة 21ق. هـ 59 - هـ / 602 - 679م: عبدالرحمن بن صخر الدوسي، صحابي جليل يرجع نسبه إلى قبيلة الأزد، نشأ يتيمًا في الجاهلية. المرجح أنه أسلم على يد الطُّفيل بن عمرو الدوسي الذي وفد على النبي صلى الله عليه وسلم قبل الهجرة.

لم يلحق أبو هريرة رضي الله عنه بالرسول صلى الله عليه وسلم مع قومه فيمَن هداهم الله إلى الإسلام إلا عند الانتهاء من فتح خيبر، صحب أبا هريرة ثمانون ممن أسلموا من قبيلة دوس وصادف مجيئهم عودة المهاجرين من الحبشة، وعلى رأسهم جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه، وخصهم النبي صلى الله عليه وسلم بشيء من غنائم خيبر، لزم رضي الله عنه الرسول صلى الله عليه وسلم وأصبح عريفَ أهل الصُّفة في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم.

حرص على التقاط كل ما يتحدث به رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان يخشى النسيان، وجاء النبي صلى الله عليه وسلم وقال له: يا رسول الله، أسمع منك أشياء فلا أحفظها! فقال صلى الله عليه وسلم: «ابسط رداءك»، فبسطه، فحدثه أحاديث كثيرة فما نسي منها شيئًا.

كان تقيًّا ورعًا يتهجد طَوال الليل خاشعا متبتلاً، عرف قدره الخلفاء فجعله عمر بن الخطاب رضي الله عنه عاملاً على البحرين، وحاول الخليفة علي رضي الله عنه أن يستعمله فأبى، ثم ولاه الخليفة معاوية رضي الله عنه المدينة، وقد أثر عن الإمام الشافعي أنه كان يقول: أبو هريرة أحفظ من روى الحديث في عصره.

كان أكثر مقام أبي هريرة رضي الله عنه في المدينة، وتوفي في العقيق، وأُثر عنه 5,374 حديثًا مرويًّا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

انظر: (الموسوعة العربية العالمية، المملكة العربية السعودية، 2004م).

[10] مروان بن الحكم 2- 65هـ / 623 - 685م: مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية، خليفة أموي، أول من استخلف من بني الحكم بن أبي العاص، وإليه ينسب بنو مروان ودولتهم المروانية، ولد بمكة، ونشأ بالطائف، وسكن المدينة، اتخذه عثمان بن عفان، رضي الله عنه، من مستشاريه وكتابه، خرج إلى البصرة مع عائشة وطلحة والزبير بعد مقتل عثمان، مطالبين بدم عثمان، وقاتل عليًّا في موقعة الجمل، وشهد صِفِّين مع معاوية، ثم أمنه علي، فأتاه فبايعه، وانصرف إلى المدينة، فأقام بها، إلى أنْ ولي معاوية الخلافة، فولَّاه المدينة عام 42 - 45هـ، 662 - 665م، وأخرجه منها عبدالله بن الزبير، فسكن الشام، ثم جاء إلى المدينة، وأُجلي عنها مع من أجلي من بني أمية أثناء ثورة أهل المدينة على الأمويين أيام يزيد بن معاوية، ثم عاد إلى المدينة، واستقر بالجابية قبل أن يلي الخلافة، وعندما مات يزيد تولَّى ابنه معاوية، ثم اعتزل الخلافة، فبايع الناس مروان بن الحكم عام 64هـ، 684م، فدخل الشام وأحسن تدبيرها، وتصدى لعبدالله بن الزبير وهزمه في معركة مرج راهط عام 65هـ، 685م، وانتزع منه مصر.

أسهم في رواية الحديث النبوي الشريف عن كثير من الصحابة، ويرجع إليه الفضل في ضبط المقاييس والموازين، مات بعد أن أوصى بالخلافة لابنيه عبدالملك، ثم عبدالعزيز.

انظر: (الموسوعة العربية العالمية، المملكة العربية السعودية، 2004م).

[11] حماد بن سلمة 000 - 167 ه‍ = 000 - 784 م: حماد بن سلمة بن دينار البصري الربعي بالولاء، أبو سلمة: مفتي البصرة، وأحد رجال الحديث، ومن النحاة، كان حافظًا ثقة مأمونًا، إلا أنه لما كبر ساء حفظه؛ فتركه البخاري، وأما مسلم، فاجتهد وأخذ من حديثه بعض ما سمع منه قبل تغيره، ونقل الذهبي: كان حماد إمامًا في العربية، فقيهًا، فصيحًا مفوهًا، شديدًا على المبتدعة، له تآليف. وقال ابن ناصر الدين: هو أول من صنف التصانيف المرضية.

انظر، الزركلي: الأعلام، 5 / 218.

[12] أبو بكر النهشلي الكوفي، من علماء الكوفة، في اسمه أقوال، ولا يعرف إلا بكنيته، حدث عن: أبي بكر بن أبي موسى الأشعري، وعبدالرحمن بن الأسود النخعي، وحبيب بن أبي ثابت، وزياد بن علاقة، وطائفة. حدث عنه: ابن مهدي، وبهز بن أسد، وعون بن سلام، ويحيى بن عبدالحميد، وجبارة بن المغلس، وآخرون. وثقه أحمد وابن معين.

قال أحمد بن يونس: كان أبو بكر النهْشليُّ صالحًا، يثب للصلاة في مرضه ولا يقدر، فيقال له، فيقول: أبادر طيَّ الصحيفة. قالوا: توفي النَّهشليُّ سنة ست وستين ومائة.

انظر: الذهبي"سير أعلام النبلاء".

[13] لما بنى السفاح مدينة الأنبار قال لعبدالله بن الحسن: يا أبا محمد، كيف ترى؟ فتمثل:

ألم ترَ حوشبًا أضحى يبنِّي ** بناءً نفعُه لبني بقيلهْ

يرجِّي أن يُعمَّر عمرَ نوح ** وأمر الله يَطرُقُ كلَّ ليلهْ

ثم انتبه فقال: أقلني؛ فما اعتمدت سوءًا، ولكن خطر ببالي؛ فقال: لا أقالني الله إنْ بتَّ في عسكري. وأخرجه إلى المدينة.

انظر، الزمخشري: ربيع الأبرار؛ الشمشاطي: الأنوار ومحاسن الأشعار.


 

  • 0
  • 0
  • 8,477

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً