فتاوى المبتدئين

منذ 2017-03-08

العلم كلٌ لا يتجزأ في التصدر به، ولا يصح لك التصدر قبل التأهل، والتعالم مهلكةٌ ومضرةٌ ومصيبةٌ ابتلي بها المبتدؤون!

كثير من المبتدئين والمتعالمين، يتصدرون للفتوى من باب الحديث، كلما رأوا حديثًا أفتوا به مباشرة، وجُل اهتمامهم صحة الحديث أو ضعفه ..

هؤلاء يبدو أنهم لا يعرفون شيئًا عن صناعة الفقه ولا عن أصول الفقهاء والأصوليين، ولا عن مناهجهم، فضربوا الحديث بالفقه والأصول.

فالفقهاء لديهم أصولهم العامة وضوابطهم الاجتهادية الواضحة، وإنما يكون اختلاف بعضهم مع بعض في حدود تلك الأصول والقواعد، لا لمجرد وجود حديث أو عدمه فقط، فكم من حكمٍ شرعيٍ ثابت ولا حديث في بابه بهذه الشروط، بل الأقيسه والقواعد، وكم من حكمٍ شرعيٍ ثابت وبابه مقعد بالقواعد الأصولية الفقهية الاجتهادية ويذكر الحديث الضعيف فيه استئناسًا به فقط لأنه وقع تحت المأخوذ به من الضوابط والقواعد الصريحة الواضحة ..

وكم من حديثٍ صحيح لم يستدلوا به لنسخه أو جمعه مع آخر في مفهومه أو لاختصاصه أو تقييده أو لوقوعه تحت ضوابط أخرى وقواعد اجتهادية أوغيره.

علم الحديث بابٌ هام من أبواب الاجتهاد، لكن لا يكتفي به الفقهاء، بل الأصول الاجتهادية ضرورة في الاستدلال به.

العلم كلٌ لا يتجزأ في التصدر به، ولا يصح لك التصدر قبل التأهل، والتعالم مهلكةٌ ومضرةٌ ومصيبةٌ ابتلي بها المبتدؤون!
 

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

خالد روشة

داعية و دكتور في التربية

  • 3
  • 0
  • 2,167

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً