الأمومة كمهنة ووظيفة

منذ 2017-04-18

كرم الله سبحانه وتعالى الأم بأن جعلها المدرسة الأولى في حياة الطفل، وجعل منزلتها أعلى وأسمى من جميع الارتباطات الاجتماعية الأخرى، لما لها من دور عظيم في إعداد وتنشئة أجيال المستقبل، وهذا الدور بلاشك هو الدور الأساس للمرأة سواء كانت عاملة أو ربة بيت.

لم يبالغ شاعر النيل عندما قال:

 

الْأُمُّ مَدْرَسَةٌ إِذَا أَعْدَدْتَهَـا   ***     أَعْدَدْتَ شَعْبًا طَيِّبَ الْأَعْرَاِق

الأُمُّ رَوْضٌ إِنْ تَعَهَّدَهُ الحَيَا   ***     بِالرِّيِّ أَوْرَقَ أَيَّمَا إِيْرَاقِ

الأُمُّ أُسْتَاذُ الأَسَاتِذَةِ الأُلَى   ***     شَغَلَـتْ مَـآثِرُهُمْ مَـدَى الآفَـاقِ

                  

كرم الله سبحانه وتعالى الأم بأن جعلها المدرسة الأولى في حياة الطفل، وجعل منزلتها أعلى وأسمى من جميع الارتباطات الاجتماعية الأخرى، لما لها من دور عظيم في إعداد وتنشئة أجيال المستقبل، وهذا الدور بلاشك هو الدور الأساس للمرأة سواء كانت عاملة أو ربة بيت.

 

لقد نجح المجتمع في أن يقطع شوطا لا بأس به في تكريم المرأة العاملة، وإعطائها الدور الوظيفي الذي تستحقه بما تملك من إمكانات علمية ومهارية وثقافية، بالإضافة إلى إتاحة الفرص أمامها وتشجيعها لتحقيق الامتياز في مختلف مجالات العمل، إلا أن أحد الأعمدة في هذا المضمار، وهي ربة البيت، نراها بكل أسف محجوبة عن الأضواء، ولاتزال أغلب الفئات تتغافل عن تقدير دورها، بينما هذا الدور هو حجر الزاوية في كل مجتمع.

 

لا شك أن هناك إشكالية ترتبط بثقافتنا، تجاه النظرة السلبية من البعض لربة البيت على اعتبارها عاطلة عن العمل، وفي هذا تجاهل فادح، لما تسهم به هذه المرأة من دور محوري وأساس، لا يقتصر على  توفير ما يحتاجه الأولاد من ملبس وطعام ونظافة ورعاية صحية واهتمام بالتعليم وإدارة كاملة لشؤون المنزل، بل هناك معاني نفسية وتربوية أخرى تقع على عاتق ربة البيت يحتاجها الأولاد، ويحتاجها كذلك المجتمع.

 

إن ربة البيت هي بذاتها مصنع متكامل، ينتج أعظم إنتاج للمجتمع، وبالتالي يستلزم لضمان حسن الإنتاج توفير المعطيات اللازمة والأدوات الجيدة له، من تحفيز وتقدير معنوي، ودعم مادي لكل ربة بيت؛ لمساعدتها على تنمية ذاتها وتثقيفها وتمليكها الأدوات التربوية والمهارات اللازمة لإتمام مهمتها على الوجه الأكمل.  

 

تحتاج ربة البيت كذلك إلى مساندة كل فئات المجتمع، ومساهمة وسائل الإعلام والتوجيه على وجه الخصوص، في رفع درجة الوعي لدى المجتمع، وتغيير نظرته السلبية تجاه عمل المرأة كأم متفرغة لتربية الأبناء.

 

كما نؤكد على المرأة العاملة مع تقديرنا الكامل لدورها، أنه مهما بلغ درجة انشغالها في عملها الوظيفي، ألا تنسى أن الله تعالى جعل الوظيفة الأولى لها هي تربية أولادها، وغرس ذلك في فطرتها؛ كهدف أسمى من أي عمل آخر، وبالتالي عليها أن تستوعب أن المجتمع الذي لم يعقها عن الخروج لساحات العمل كحق لها، يطالبها أيضاً بالقوة نفسها أن تستشعر أن دورها كأم، يتطلب منها الكثير من الاهتمام والاحتواء والرعاية النفسية؛ لكي تنسق بين عملها خارج المنزل، وبين دورها كصانعة أجيال!

  • 2
  • 0
  • 2,532

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً