هل ستفعل بنا يا بشار ما يفعله القذافي بشعبه؟
سيادة الرئيس بشار الأسد مازال مصراً على رأيه أن سوريا ليست كبقية البلدان العربية التي حصلت فيها ثورات أطاحت برؤسائها أو تكاد، لم يبق من الجمهوريات المزعومة في العالم العربي سوى ستة: جزر القمر، موريتانيا، الجزائر، السودان، اليمن وسوريا..
سيادة الرئيس بشار الأسد مازال مصراً على رأيه أن سوريا ليست كبقية
البلدان العربية التي حصلت فيها ثورات أطاحت برؤسائها أو تكاد، لم يبق
من الجمهوريات المزعومة في العالم العربي سوى ستة: جزر القمر،
موريتانيا، الجزائر، السودان، اليمن وسوريا، مع استثناء الصومال و
العراق لأنه لا يوجد فيهما نظام دولة أصلاً ومع هذا بدأت المظاهرات في
العراق.
موريتانيا فيها حكم شبه ديمقراطي تخلى فيه العسكر عن الحكم وليست
بحاجة حالياً لثورة جديدة، فهي في طور التجربة وفيها حريات تعبير
مقبولة. جزر القمر لا ندري ما وضع الشعب فيها وهل هو فعلاً راض عن
حكومته وهل يملك قدراً كافياً من الحرية والكرامة يمنعه من الثورة على
حكامه.
سيادة الرئيس كتبنا ونكتب ونقول ونعيد إن مشكلة الشعب السوري ليست الفقر وإن كان الفقر مشكلة، ولكنها مشكلة الكرامة والحرية، كل الشعوب التي ثارت لم تثر من اجل بطنها ولكنها ثارت من أجل كرامتها وحريتها، وكل إصلاح لا ينطلق من هذا المنطلق فهو كذب وادعاء وغباء سياسي واضح. الثورة قادمة قادمة لا محالة. ربما كانت استعداداتك الأمنية أكبر من استعدادات من سبقك ممن هوى ويهوي من الطغاة، وربما استطعت قمع المظاهرات الأولى ولكن النهاية محتومة، فلماذا لا تفكر يوماً بالحل الآخر الذي يوفر عليك الخوض في دماء الناس كما خاض أبوك من قبل؟ ولماذا لا توفر عليك لعنة التاريخ التي ستلاحقك وكل من يقف معك اليوم؟ ولماذا لا توفر عليك الموقف الذي يقفه المجنون القذافي اليوم؟ مازال الشعب مستعداً أن يعطيك فرصة ولكن تأكد أنه مع سيلان أول قطرة دم من أول متظاهر في ساحة الشهداء أو ساحة الأمويين في دمشق ستنتهي هذه الفرصة. كما انتهت فرصة مبارك بعد موقعة الجمل، وكما انتهت فرصة بن علي بعد قتل أول متظاهر، وكما انتهت فرصة القذافي بعد أول هجوم على المتظاهرين بالرصاص الحي. أنصحك بإعادة قراءة هذه الفقرة حتى لا تفوت على نفسك الفرصة الأخيرة، أما إذا كنت تظن أنه بالقمع والاضطهاد ستستطيع تأجيل الثورة فقد يكون هذا صحيحا ولكن فقط إلى يوم الوقت المعلوم، فإن لم تبدأ الثورة في هذا الشهر فستبدأ في الشهر القادم وأنت تتصارع مع الزمن الذي لن يمهلك، فالشعب لم يعد يطيق الاحتمال والأمر ليس أمر معارضة خارجية أو مؤامرة أمريكية أو إسرائيلية، بل هو أمر كرامة وحرية والخيار متروك لك.
ختاماً نقول الدم الذي سفكه القذافي لن ينجيه من مصيره المحتوم، وإياك أن تعتبر أن نجاح تجربة أبيك في حماة وغيرها سيتكرر، فقد تغير الزمن، ولك في خروجك من لبنان صاغراً أمام مئات آلاف المتظاهرين السلميين عبرة، وإياك أن تراهن على خوف الشعب السوري فقد انتهى عصر الخوف والإرهاب بعد أن جاءت سحائب سكينة الإنترنيت والفضائيات، وإياك أن تراهن على حزب الله ومقاتليه بدل مرتزقة القذافي لأنهم لن يغنوا عنك شيئا، وإياك أن تراهن على ورقة إيران فهي نفسها في حاجة اليوم لمن ينقذها من ورطتها مع معارضتها، وإياك أن تراهن على مقولات الصمود والتصدي فجبهة الجولان تكذب كل رهاناتك.
1/4/1432 هـ
- التصنيف:
عبد العليم
منذ