الفضائيات الإسلامية سيوف من ورق

منذ 2011-04-13

قوة هذه البرامج ليست فى ديكوراتها بل فى الموضوعات والمعالجة الضيوف وإدارة الحوار وسخونته



الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده

فموضوع هذا المقال قديم قدم زيارتي الأولى لمقر قناة فضائية دينية ، ومرارة هذا المقال فى حلقى من يومها لكنى كنت أؤجله طمعاً فى جو خاص أكتبه فيه ، رغبة فى أن يأتى على القدر الذى ينبغى أن يكون عليه من العقلانية والتحليل وكذلك من الإنصاف ، وأيضاً خشية أن تطغى مرارتى من المعاملة الدون التي لقيتها وأنا أدور على هذه القنوات أتسول من يمنحنى فرصة أن أعرض أفكارى ، أقول خشيت أن تطغى هذه المرارة على ما ينبغى أن يتحلى به الكاتب من الإنصاف والموضوعية والتجرد .

ونظراً لحساسية بعض أبناء الصف الإسلامى من النقد - أى نقد - مهما كان صاحبه يحمل من مؤكدات الإنتماء لذات التيار والإيمان بذات الثوابت ، أقول إحتراماً لهذه الحساسيات ولأن مقالاتى الأخيرة التى حاولت فيها من بعيد - بل من بعيد جداً - أن أساهم فى استكشاف بعض أسباب الخلل - بالمناسبة اكتشفت أن هناك الألوف المؤلفة التى لا ترى أصلاً أن هناك خللاً ، ومن صرح منهم بغير ذلك فذلك من باب التجمل والمداراة - أقول إحتراماً لكل هذه الحساسيات ، ولأن فتح ملف الفضائيات الإسلامية بشكل جاد وعميق يمكن أن يكون سكيناً فى يد أعداء المشروع الإسلامي ، لأن هذه القنوات فى النهاية محسوبة على انها قنوات التيار الإسلامى وقنوات دعاته وشيوخه مع أن الحقيقة غير ذلك فعدا قناة الرحمة والحكمة فإن سائر القنوات الأخرى لا علاقة للدعاة بها إلا علاقتهم بالبرنامج الذى يقدمونه

لكل هذا أعرضت عن هذا الملف وابتلعت إهانات ومرارات ومعاملة دونية ومحاولات تصل لدرجة تسول موعد أو مقابلة لعرض فكرة أو أفكار للتطوير بلا فائدة - بالمناسبة ما لم تكن من نجوم الصف الأول فاعلم أنهم سيتعاملون معك على أنك متسول لا هم لك إلا الشهرة ولا رغبة تحركك إلا حب الظهور وغالباً سيجلس معك شخص ليس لديه موهبة إعلامية ولا عنده خلفية شرعية وحين تبدأ فى طرح أفكار تجعل من القناة ( قماشة تانية ) فللأسف سيكون الرد أسوأ من : ( فوت علينا بكرة يا سيد ) -
إلا أنه ولكثرة ما يأتينى من رسائل ونداءات ليكون هناك برامج ذات وزن وحوارات حقيقية ومعالجات مدروسة لمواجهة الحملات البربرية على التيار الإسلامى والتى قامت بها القنوات الفضائية الخاصة ، حتى كانت برامج التوك شو فى هذه القنوات هى السلاح الأقوى فى أيدى الخصوم ، وفى عز هذه الأحداث وجدت الكثيرين يصرخون أين قنواتنا من كل هذا ، لماذا لا يكون فى قنواتنا مثل هذه البرامج ؟

جعلت أعرض عن هؤلاء حتى لا أصدمهم بالحقيقة المرة ، فلما فشى هذا السؤال ، وجدتنى أصرخ فيهم : هذه ليست قنواتنا ، أفيقوا ، هذه قنوات أصحابها أو من يديرونها ، هذه قنوات يظهر فيها دعاتنا وشيوخنا نعم ، لكنها ليست قنواتهم ولا قنواتنا .

هذه القنوات سيوف من ورق لا أقول من خشب لأن السيف الخشب قد يرد عنك صائلاً أو تخيف به عدواً

، حين احتجنا إليها لنبارز بها خصومنا ، لم نجد فى أيدينا سيوفاً حقيقية بل وجدنا سيوفاً من ورق لم تسمن ولم تغن من جوع .

بينما كانت القنوات الأخرى تستضيف وحوشاً من الليبراليين والعلمانيين والمناوئين كل فى تخصصه وكل له دور محدد فى خطة جهنمية مدروسة بعناية ومرتبة ترتيباً فائقاً ، كانت قنواتنا - عفواً أقصد التى يظنها الناس قنواتنا - كانت تعرض إعلانات المراوح والخلاطات والسجاجيد ، بينما كان الباطل فى أبهى حلة وأقوى صورة كان الحق يعرض فى صورة شائهة باهتة . كانت تدور بمنتهى البطء والرتابة ، باهتة مملة كأنها تعيش فى عالم آخر نفس الآداء ونفس الخطاب ، الثورة قامت فى التحرير فأنتجت ثورات فى كل شىء فى مصر ، إلا فى هذه القنوات ، لم يتغير شىء اللهم إلا سباق محموم لإستضافة من كان محجوباً من الدعاة الكرام .

لو أنك كنت مشاهداً عادياً محايداً ليس لديك خلفية عن قضية فكرية آخذة فى التحول إلى قضية ساعة ثم فتحت التلفاز وبدأت تدور بين القنوات لتأخذ نظرة سريعة عما تعرضه القنوات المختلفة فإنك ولا شك فى مأزق كبير لأنك ستستمع إلى رأى واحد فى حلة قشيبة أما الرأى الآخر فمسكين سيفه ورق

يموت المرء من القهر وهو يعتقد أن المعركة الآن هى معركة الصورة والخبر والتقرير المرئى وأن القنوات الفضائية هى التى تدير المعركة وتحرك الثوار وتسقط العروش وهى التى تشكل القناعات وتوجه الرأى العام ، يموت المرء من الكمد حين يرفع الخصوم سيوفهم المرئية ويرتدون دروعهم الفضائية ، فتقوم لتشهر سيفك المرئى فيخذلك وتلقى للناس درعك ليحتموا به من سيوف الباطل فإذا بسيوف الباطل تكاد تصل إلى قلوبهم

تكاد تموت من الغيظ حين تقول لو أن لنا قنواتاً كهذه القنوات لكان لنا مع الباطل شأناً غير الشأن وحالاً غير الحال

يا كل الشرفاء فرض الوقت الآن قناة فضائية تسند إدارتها إلى هيئة شرعية فنية تضمن أن كل ما يعرض فيها مجاز شرعاً وممتاز مهنياً

بقيت ملاحظات :

- كلامى عن القنوات الدينية التى تعنى بالشأن المحلى فى مصر

- فى هذه القنوات شرفاء ولا شك لكن إما أنهم لا قرار بيدهم أو أن مواهبهم لا تسعفهم

- قد يرد البعض بفارق الإمكانيات ، فأقول مع التسليم بذلك فإن قوة هذه البرامج ليست فى ديكوراتها بل فى الموضوعات والمعالجة الضيوف وإدارة الحوار وسخونته بل حتى الديكورات يمكن بقليل من الخبرة تعويض هذا الجانب بحيث لا يبقى كبير فرق ، ثم أهم من كل ذلك أننا صوت الحق .

- حاول الإعلامى خالد عبدالله أن يفعل شيئاً وهو يملك من الخلفية الشرعية والمقومات الفنية ما يجعله ربما الوحيد فى الإعلام المصرى القادر على أن يفعلها ، أقول حاول لكن الكثرة غالباً تغلب الشجاعة ، حاول الرجل أن يسبح ضد التيار لكن البرودة القارصة والأمواج العالية كادت أن تجمد أطرافه وبينما كان يسبح بشجاعة لينقذ ما يمكن إنقاذه وجد نفسه مشغولاً عن غايته الأصلية بمحاولة أن ينجو بنقسه ، خالد عبد الله إكتشف أنه استقل قارباً مختلفاً عنه فى الوجهة فلم يجد الفارس بداً من أن ألقى بنفسه فى الماء ونأى بصدره تجاه أرض الخلاص ظناً منه أن الموت غريباَ أفضل من الحياة فى بلاد تنكره و ينكرها

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

خالد الشافعي

داعية مصري سلفي

  • 11
  • 1
  • 6,028
  • الشافعى احمد

      منذ
    دكتور عبد الله الحارثى لقد تابعت حلقه الاسبوع الماضى من البينه والتى كانت بعنوان الدعاه والصحافه لماذا التراشق والليله علمت ان هناك الجزء الثانى وتكمله الحلقه عن نفس الموضوع المطروح دكتور عبد اله ان الصحفيين والكتاب الذين يكتبون فى الصحف العربيه يجب ان يعلموا وهم يعلمون ذالك ولكن هكذا عقولهم ونفوسهم او يفهمونها هكذا فالله اعلم بهم وبما فى نفوسهم يجب ان يعلموا ان دين الاسلام وشريعه الاسلام ليست مثل الفن او كره القدم حتى يخرج صحفى او كاتب ينتقد داعى من الدعاه او عالم من العلماء فى وظيفته ومهنته وهى الدعوه الى الله فمال الصحافه والكتابه فى الصحف ومال الدين والشريعه هذه تخصصات ولكل تخصص او مهنه ووظيفه رجاله ودارسيه الذين يتكلمون فيه ويتحدثون فيه ويدلون فيه بدلوهم اما ان ياتى صحفى او كاتب لا يصلى او يدخن او لا يصوم وكثير منهم كذالك ونحن نعلم ذالك وهم يعلمون ذالك ياتى واحد من هؤلاء ينتقد العلماء ايا كان الانتقاد ونوعيه الانتقاد الذى يوجهه الصحفى والكاتب الى العالم والداعيه على اساس وعلى علم ودراسه وتخصص هذا الكاتب يستند اليه فى انتقاده للعلماء الشرعيين قال ضيفك فى الحلقه الماضيه الذى يمثل الصحفيين والكتاب هناك صحفيين وكتاب دارسين وعندهم من العلم الشرعى والاطلاع على العلم الشرعى ما يجعلهم ان يستطيعوا ان ينقدوا هذا العالم او هذا العالم اولا دكتور عبد الله اخبر هذا وامثاله الذين خربوا البيوت والمجتمعات والاسره والفرد بكتاباتهم وثقافاتهم وسمومهم التى سموموا بها عقول الشعوب ليس على صفحات الجرائد حتى ان بلغ الكاتب والصحفى مبلغ من العلم والدراسه فى العلم الشرعى وهؤلاء قليل ومثلهم قليل مثل قطره الماء فى بحر عظيم خضم فاكثر الصحفيين والكتاب علومهم وثقافاتهم من الشرق ومن الغرب وبعيده كل البعد عن العلم الشرعى الا قله قليله حتى هؤلاء القله الذين عندهم دين واخلاق ومبادىء لا يهاجمون العلماء ولا ينتقدوهم على صفحات الصحف والمجلات ليس للصحفى له حق ان ينتقد عالم شرعى على صفحات الجرائد او الصحف والمجلات لان القارىء الذى يقرا المقال هذا لن يبلغ من العلم والفهم ان يصل الى مراد هذا الصحفى بل سياخذ بظاهر الحديث والمقال وسيتهم الداعى او العالم بغير علم ولا فهم فليس كل من يقرا الصحف والمجلات والجرائد دارسين وعلى علم وفهم حتى يميزوا او يفطنوا الى الحقيقه ان الصحفى او الكاتب اذا تحدث او وجه انتقاد للعلماء فهو بين اثنين لاثالث لهما يا دكتور عبد الله اما انه يوجه انتقاد للدين وعلوم الدين وهذا لييس من حقه وليس من تخصصه وليس له الحق ان يتكلم فيه بكلمه واحده قال عليه الصلاه والسلام من افتى بغير علم فليتبوا مقعده من النار او انه ينتقد العالم اوالداعيه فى حياته او شخصه وايضا هذا ليس من الادب ان ينتقد عالم او داعيه ويشهر به على صفحات الجرائد لانه هكذا سيسىء لكل اصدقائه وزملائه فى هذا المجال وهذا التخصص معه وخاصتا هو تخصص الدين والعلوم الشرعيه اذا راى منه شىء لم يعجبه او لم يرضيه فيه شخصيا يذهب اليه فى بيته او يتصل به ويوجه له اللوم او الانتقاد بالحسنى والتى هى احسن احتراما لمقامه وفضله على المسلمين كما قال الشاعر قف للمعلم ووفيه التبجيلا كاد المعلم ان يكون رسولا فمن احترام اهل العلم والعلماء والدعاه ان لا ينقده او يراشقه صحفى فى جريده امام الملاء هكذا ولكن هناك بعيدا عن اعين الناس الذين لن يفهموا مراد الصحفى من هذا الانتقاد فوالله لو وجد الصحفى وعلم وعرف وفقه ان هذا العالم من المنافقين او الضالين الذين يضلون المسلمين فالعلماء واهل العلم اولى بذالك منه وسيعلمون وسيفهمون ذالك قبله هو ويتكلمون فيه ويحذرون منه دكتور عبد الله نحن نعلم جميعا ان الصحافه والجرائد والصحف والمجلات عندنا فى الدول العربيه لادين لها ولا مبادىء ولا حلال ولا حرام الا من رحم الله وقليل ما هم وسط عشرات الصحف وعند الصحافه مثل الشعره السوداء فى الثور الابيض فاى انتقاد او لوم واى تجريح من هؤلاء الصحفيين والكتاب الذين اكثرهم وعامتهم ياكلون على الموائد ينتقدون لاعب كره فنان ممثل فهذا ليس تخصص كل هذا لعب ولهو وتسليه اما ان ينتقدوا علم وعلم شرعى ودين سماوى فهذا تعدى على الحقوق وعلى الحق وبغير حق ولو قالوا ان هذا من باب اظهار الحق ومعرفه الناس بالحقيقه فهؤلاء ضحك على الشيطان او ضحكت عليهم انفسهم البلاد كلها فساد وانحلال ونصب واختلاس تركوا ذالك ولم يجدوا الا العلماء والدعاه لكى يظهروا الحق فيهم ويقولوا كلمه الحق فيهم ان الطبيب لا ينتقده الا طبيب والفنى لاينتقده الا فنى والمدرس لاينتقده مدرس وكذالك العالم والعلماء لا ينتقده الا عالم مثله بل وفى نفس تخصصه هو ودراسته هو فالعلم الشرعى بحره واسع وكبير فعلماء الحديث لهم علماء الحديث وعلماء القران والتفسير كذالك لهم علماء القران وعلماء اللغه والنحو والعقيده كذالك فمال لكاتب او صحفى بهؤلاء وتخصصاتهم هذه وانا اقسم بالله لو ان الكاتب او الصحفى تعلم العلم الشرعى ودرس العلم الشرعى وقرا القران والحديث كما زعم الضيف فى الحلقه الماضيه ما رضى ان يبقى فى هذا المجال وهذه الوظيفه يوم واحد لان اكثرها كذب وضلال وافتراء ومجاملات ومن يقول الحقيقه فيهم كما هى التى يعلم واراد ان يفصح بها فى الصحائف والجرائد فان مصيره الى المعتقلات والسجون حتى لا يرى ابنائه مره اخرى فالكاتب والصحفى فى البلاد العربيه والاسلاميه جلها بين امرين اما ان يكتب ما يردون هم وما يرضيهم عنه او يتحمل نتيجه كلمه الحق التى سيقولها فى مقاله واحده فى او ل ظهورها فى النهار وهذا لايخفى على احد فالكتاب والصحفيين هم اول العالمين والعارفين فى المجتمعات تعلم الحقيقه كامله وما يدور فى البلاد والمجتمعات من وراء الشعوب ولكن لايستطيعون ان يقولوا شىء
  • محسن على

      منذ
    اصبت استاذنا الفاضل ولكن لدى سؤال اين الشيخ خالد عبدالله الان!!!!!!!!؟
  • أحمد

      منذ
    فعلا أصبت الحق إن شاء الله
  • abo moaaz

      منذ
    جزاك الله خيرا ولكن لا نريد ان نقول ان الصورة بهذه القتامة ولا ننسى انه في السابق كان هناك ضغوط عديدة ولم يكن الامر بالسهولة التى تمكن من الدخول مع هؤلاء بمنا قشات وحوارات ولكن نستيشر خير ونطالب القنوات جميعا باعداد العدة لهؤلاء لأن المكرحلة القادمة تحتاج منا جميعا الوقوف وقفة واحدة منظمةنتناصح ونتعاون لا نيئس ولا نقنط
  • هالة

      منذ
    للآسف هذه حقيقة معظم قنواتنا الاسلامية قنوات اسلامية فقط ليس للفكر والأراء ووجهات النظر فيها دور ولأني لا اجد ملاذا سوى برنامج الشيخ خالد عبد الله وخاصى في الفترة السابقة في الرد على القس الكاذب الخرف ولكن لان الوقت قليل لا يستوعب لكثير من القضايا وعامتنا يلجأ لبرامج التوك شو في القنوات الاخرى ارجوا ان يكون برامجا فكرية وبرامج الرأي في قنواتنا الاسلامية بارك الله فيكم
  • أبوالحارث

      منذ
    ارجو الانتقال من الورق والنت الي المشايخ انفسهم
  • د/ شريف

      منذ
    اذكر انني قرأت عن الشيخ بن باز - عليه رحمة الله - بأنه احتاج ان يرسل مائة مرة الى احد الاشخاص حتى استجاب له ولذا فإنني ارجو منك الا تيأس ابدا فإن كتب لك النجاح فبها ونعمت وإن لقيت الله قبلها فنرجو ان تكون قد ابرأت ذمتك. والرجاء محاولة الاتصال بمن تظن فيهم الخير من رؤوس تلك الفضائيات واعانك الله

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً