أنتم شهود على الطغاة والمحسنين

منذ 2011-04-20

عندما يذكر الناس صاحب بدعة أو ظالم طاغية أو مفسد من المفسدين تجد القلوب تبغضه والألسنة تلعنه حياً أو ميتاً عياذاً بالله

المتأمل لحركة قلوب الملايين من البشر ميلاً إلى شخص حباً له وإجلالاً وتقديراً يعرف المعنى الحقيقي لما رواه الإمام البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِذَا أَحَبَّ عَبْدًا نَادَى جِبْرِيلَ إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَبَّ فُلَانًا ، فَأَحِبَّهُ فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ ، ثُمَّ يُنَادِي جِبْرِيلُ فِي السَّمَاءِ إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَبَّ فُلَانًا ، فَأَحِبُّوهُ ، فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ ، وَيُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ فِي أَهْلِ الْأَرْضِ " .
والمتأمل لاجتماع الملايين من البشر على بغض شخص وبذل الدماء الغالية حتى يزول عنهم ظله الكريه يعرف معنى الزيادة التي رواها الإمام أحمد في مسنده : " وَإِذَا أَبْغَضَ عَبْدًا , قَالَ : يَا جِبْرِيلُ ، إِنِّي أُبْغِضُ فُلَانًا , فَأَبْغِضُوهُ , فَيُنَادِي جِبْرِيلُ فِي السَّمَاوَاتِ : إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُبْغِضُ فُلَانًا , فَأَبْغِضُوهُ , فَيُوضَعُ لَهُ الْبُغْضُ لِأَهْلِ الْأَرْضِ , فَيُبْغَضُ " .
سبحان الله , إذا ذكر الناس عالماً من العلماء أو مصلحاً من المصلحين سكنت القلوب وخشعت محبة وإجلالاً , ودعت له طواعية بالبركة وطول العمر أو الرحمة إن كان من الراحلين .
وعلى النقيض عندما يذكر الناس صاحب بدعة أو ظالم طاغية أو مفسد من المفسدين تجد القلوب تبغضه والألسنة تلعنه حياً أو ميتاً عياذاً بالله .
أخرج الإمام ابن أبي شيبة في المصنف قال حدثنا هشيم بن بشير حدثنا عبد العزيز بن صهيب عن الحسن : قال "  مرت جنازة برسول الله صلى الله عليه وسلم فأثني عليها بخير حتى تتابعت الألسن فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وجبت قال ومرت به جنازة فأثني عليها بشر حتى تتابعت الألسن فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وجبت فقال عمر بن الخطاب يا رسول الله قلت في الجنازة الأولى حيث أثني عليها خيرا وجبت وقلت في الثانية كذلك فقال : هذا أثنيتم عليه خيرا فوجبت له الجنة وهذا أثنيتم شرا فوجبت له النار إنكم شهود الله في الأرض مرتين أو ثلاثا ".
وفي هذا الشأن موعظة بليغة لكل حي حتى لا يأمن على نفسه الفتنة و حتى يتمسك بحبل الله , ويتعلق بمراد الله راجياً من الله الثبات على الحق حتى يلقاه .
فنهاية الأمير كنهاية الفقير كنهاية العالم كنهاية العامل كنهاية العبد , كلنا إلى التراب , ولن يصحبنا في النهاية إلا عملنا , فإن كان صالحاً فنعم الأنيس وإن كان طالحاً فبئس الجليس .
فيا من طغى وعتا وتجبر .... اتق الله
ويا من سرق ونهب وتكبر ...... اتق الله
ويا من اغتر بشبابه وماله .... ويا من اغترت بجمالها والتفاف العشاق من حولها .... ويا من غره منصب أو جاه .... أمامك قبر ... وأنت بين شهود الله في الأرض فحذار من انتشار بغضك في الدنيا في قلوب العباد , والأشد منه سلب الإيمان وانتظار موعود الله في الآخرة .
قال  الشيخ العلامة ابن عثيمين رحمه الله : لقد قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم تعس عبد الدينار تعس عبد الدرهم تعس عبد الخميصة تعس عبد الخميلة ، و الدينار هو النقد من الذهب والدرهم هو النقد من الفضة والخميصة الثياب الجميلة والخميلة هي الفرش الجميلة كيف يكون الإنسان عبداً للدينار والدرهم و الخميصة والخميلة ؟؟
فسر ذلك النبي صلى الله عليه وسلم بقوله إن أعطي رضي وإن لم يعط سخط ثم دعا عليه وقال تعس وانتكس وإذا شيك فلا انتقش فدعا عليه بالانتكاسة وعدم تيسير الأمور له حتى في إخراج الشوكة من جسمه إذا شيك فلا انتقش نعم هو جدير بذلك جدير بمن عبد الدرهم والدينار والخميصة والخميلة أن لا تيسر له الأمور لأنه مخالف لتقوى الله عز وجل "
يا من بدنياه انشغل وغرّه طول الأمل ..... الموت يأتي بغتة والموت صندوق العمل

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

  • 1
  • 0
  • 5,935
  • الشافعى احمد

      منذ
    كيف حالك يا فضيله الشيخ عمر عبد العزيز فى قناه الناس الفضائيه انا اتابع برنامجك فى ظلال العقيده الذى ياتى الساعه التاسعه مساءا وكما قلت فضيلتك الامس فى بدايه الحلقه انه يجب على كل مسلم ان يتعلم بدايتا عقيده تعليما سليما صحيحا وهذه والله امنيتى ورجائى يا شيخ عمر ان يعيد ويبدا من جديد كل مسلم بل كل المسلمين ومن يؤمن بالله ويشهد ان لااله الا الله محمد رسول الله اتمنى منهم جميعا وانا اولهم وكذالك العلماء والدعاه والائمه يجب علينا جميعا ان نتعلم العقيده حتى من تعلمها وفهمها ودرسها وذاكرها يعيد فهمها وتعليمها وقرائتها مره اخرى فانا ارى ان المسلم منذ عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم الى يومنا هذا ما هو الا عقيده فان سلمت وصحت عقيدته فهمها سليما على يد علماء ربانيين راسخون فى العلم يفهمون هم بدايتا العقيده فهمها سلميا ربانيا على مراد الله مراد رسول الله صلى الله عليه وسلم بلا ذياده ولا نقصان ولا بدع ولا ضلال ولا تحريف عقيده صافيه نقيه طاهره خالصه لله وحده انا اظن يومها وسعاتها ان المسلمين فى جميع بلاد العالم من شرقها الى غربها فى الدول العربيه والغير عربيه سيكونوا صحابه وحواريون هذا الزمان ولو بلغ عددهم الف مليون مسلم سيكون عندنا الف مليون مسلم فى اخلاق وطهاره ودين وطاعته الصحابه رضى الله عنهم الذين هم خير القرون وخير المسلمين والامه الاسلاميه السنا نقول لا يصلح اخر هذه الامه الا بما صلح به اولها فعليكم يا علماء المسلمين ويا ائمه المسلمين بتعليم الامه وتفقيهها فهما سليما صحيحا لعقيدتهم فوالله ان صحت العقيده وسلمت وكانت على فهم الصحابه وكما فهموها وتعلموها هم لتغير حال الامه الاسلاميه والبلاد الاسلاميه فى ايام وشهور قليله معدوده ستجد يومها بيننا ابو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعلى بن ابى طالب وابو عبيده وخالد ولكن باسماء اخرى وصور واشكال اخرى نفس الهمه ونفس الدين ونفس الطاعه والعباده وحب الله وحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فى اخلاصهم لله ولدينه وحبهم وتباعهم لرسوله عليه الصلاه والسلام فلا خير فى اخلاق ولا عباده ولا اعمال والعقيده فى رواسب وشوائب وبدع ومحدثات الله ورسوله منهما براء فما فعل الصحابه ما فعلوا ووصلوا وبلغوا ما بلغوا من القدر والمنزله والمكانه عند الله ورسوله وفى هذا الدين وفى هذه الدنيا الا عندما تعلموا وتربوا على العقيده الربانيه السماويه الصافيه على يد رسول الله صلى الله عليه وسلم فاصبحوا الصحابه واصبحوا ابو بكر وعمر لايخافون فى الله لومه لائم مخلصين لله الدين ولوكره الكافرون لاهم لهم ولا شغل لهم الا دين الله واعزاز ورفعه ونصره دين الله عقيده جعلتهم يقولون لو كشف لنا الحجاب ما اذداد يقينا مثقال ذره ان العقيده هى الدين وهى الاسلام وهى الاساس والقاعده التى يبنى عليها ويرتفع ويعلوا عليها بعد ذالك كل العلوم وكل رساله الاسلام وما جاء فيها من امر ونهى فاذا كانت العقيده من فهمها وتعلمها ودرسها كما فهمها وتعلمها اصحاب رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم فابشر يا دكتور عمر بكل خير وسرور لهذه الامه الاسلاميه فمن صحت عقيدته وسلمت وكانت على نهج رسول الله وهدى رسول الله صلى الله عليه وسلم فانا ارى ان ذالك فضل الله يؤتيه من يشاء فكيغ لو تربت الامه كلها واعيد تربيتها على هذه العقيده ولااله الا الله بهم السلف الصالح رضى الله عنهم يومها وساعتها لن يترك الله بيت وبر ولامدر الا ادخله فى هذا الدين بعز عزيز او وذل ذليل

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً