التهيئة لرمضان (9) التهيئة بالقدوة 1

منذ 2017-05-25

نحن مأمورون في عبادتنا لله تعالى أن نتّبع هدي النبي صلى الله عليه وسلم فيها فهو المبلِّغ عن ربه عز وجلّ فلا نبتدع من عند أنفسنا شيئا في أيّ عبادة من العبادات التي نتقرب بها إلى الله تعالى لأننا لن نكون أفضل من النبي صلى الله عليه وسلم فهو أعرف الخلق بربه وأتقاهم له وأشدهم خشية له وتعظيما وأكثرهم قياما لله وشكرا وحمدا.

{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} [الأحزاب-٢١].

رسول اللهصلىالله عليه وسلم قدوة المسلمين في دينهم وعبادتهم وأخلاقهم وهو الأسوة الذي ينبغي لنا أن نتأسى به ونهتدي بهديه (فبهداهم اقتده) والرسول صلى الله عليه وسلم أرسله الله عز وجلّ معلّما وهاديًا للخلق {كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آَيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ} [البقرة-١٥١] وأمرنا عز وجلّ بطاعته وطاعة نبيه صلى الله عليه وسلم {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ} وقال صلى الله عليه وسلم: «صلّوا كما رأيتموني أصلي وقال صلى الله عليه وسلم خذوا عني مناسككم».

وعلى هذا فنحن مأمورون في عبادتنا لله تعالى أن نتّبع هدي النبي صلى الله عليه وسلم فيها فهو المبلِّغ عن ربه عز وجلّ فلا نبتدع من عند أنفسنا شيئا في أيّ عبادة من العبادات التي نتقرب بها إلى الله تعالى لأننا لن نكون أفضل من النبي صلى الله عليه وسلم فهو أعرف الخلق بربه وأتقاهم له وأشدهم خشية له وتعظيما وأكثرهم قياما لله وشكرا وحمدا.

وصيام رمضان ركن ركين من أركان الدين «بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت الحرام» كتبه الله عز وجلّ على عباده المؤمنين {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة-١٨٣] وقد صامه رسول الله صلى الله عليه وسلم كما أمره ربه جلّ جلاله فهل نعرف كيف صامه نبينا حتى نقتدي به؟!

تبييت النية: «من لم يبيت الصيام من الليل فلا صيام له» (صحيح النسائي) والنية محلها القلب، والتلفظ بها بدعة.

الحثّ على السحور: «السحور أكلة بركة فلا تدعوه ولو أن يجرع أحدكم جرعة من ماء، فإن الله وملائكته يصلون على المتسحرين» (حسن رواه الإمام أحمد) وقال -صلى الله عليه وسلم-: "نعم سحور المؤمن التمور" [صحيح أبي داود] وكان من هديه صلى الله عليه وسلم تأخير السحور إلى قبيل الفجر.

حسن الخُلُق وترك الزور واللغو: «من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله عز وجل حاجة أن يدع طعامه وشرابه» (رواه البخاري)  «ليس الصيام من الأكل والشراب، وإنما الصيام من اللغو والرفث، فإن سابَّـك أحد أو جَهِل عليك فقل: إني صائم» (صحيح ابن خزيمة). 

تعجيل الفطر: «لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر»  «كان النبي صلى الله عليه وسلم يفطر على رطبات قبل أن يصلي، فإن لم يكن رطبات فتمرات، فإن لم يكن تمرات حسا حسوات من ماء» (صحيح أبي داود). 

الدعاء عند الإفطار: «للصائم عند فطره دعوة لا ترد» (صحيح ابن ماجه) ومن دعائه صلى الله عليه وسلم عند إفطاره: «ذهب الظمأ وابتلت العروق، وثبت الأجر إن شاء الله» (صحيح أبي داود) 

قيام الليل: لقد سن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قيام رمضان جماعة، ثم تركه مخافة أن يفرض على الأمة فلا تستطيع القيام بهذه الفريضة وعدد ركعاتها ثمان ركعات دون الوتر لحديث عائشة رضي الله عنها: «ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة» (متفق عليه). وكان صلى الله عليه وسلم يطيل القرآءة والتدبر في آيات القرآن ويطيل الركوع تعظيما لله ويطيل السجود تقربا إلى الله جلّ جلاله وإلحاحًا عليه بالدعاء.

زكاة الفطر: وهي واجبة على الصغير والكبير، والذكر والأنثى، والحر والعبد من المسلمين ومقدارها صاع من غالب قوت البلد إذا كان فاضلاً عن قوت يومه وليلته وقوت عياله، والأفضل فيها الأنفع للفقراء ووقت إخراجها: يوم العيد قبل الصلاة، ويجوز قبله بيوم أو يومين، ولا يجوز تأخيرها عن يوم العيد.

هذا باختصار هديه صلى الله عليه وسلم في رمضان فما بلغنا عنه أنه كان يقضي نهاره نائما ولا ليله في مجالس السمر مع أصحابه ولا أنه كان يفرط في تناول ما لذ وطاب من أنواع الطعام والشراب ولا أنه أصابته تخمة فتكاسل عن أداء صلاة العشاء والقيام ولا أنه غضب على أحد لأنه صائم ولا بلغنا عنه سوء خُلُق حاشاه فقد كان خلقه القرآن في كل أحواله.

فليتنا نتأسى بهديه ونقتفي أثره في عبادته.. اللهم يا ذا الجلال والإكرام أكرمنا بالدخول إلى الجنة في زمرة نبيك صلى الله عليه وسلم وتحت لوائه ومنّ علينا بشرف صحبته فيها بعد أن حُرمنا صحبته في الدنيا وارزقنا لذة النظر إلى وجهك الكريم والشوق إلى لقائك.

سمر الأرناؤوط

كاتبة إسلامية فاضلة لها كتابات قيمة في عدد من المواقع والمدونات

  • 0
  • 0
  • 4,069

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً