قصيدة الأزهر
في زمن تكالب عليه الكثيرون من الحاقدين على الأزهر؛ جاء هذا النظم ليرد الأمور لنصابها، فيبين مكانة الأزهر عبر التاريخ المعمور بالنصر الدؤوب.
ألا خَـــلِّ عــنـكَ الــلَّـومَ فـالـخَطْبُ أَكْـبَـرُ *** وهـــــذا أَوَانُ الـــعُــذْرِ، والـــحُــرُّ يَــعْــذرُ
وهــــذا أَوَانُ الــنَّـصـرِ إنْ كــنــتَ نــاصِـرًا *** لِـمَـن بــات يَـحمِي الـدِّينَ دَهـرًا، ويَـنْصُرُ
هُـــو الأزهـــرُ الـمَـعمُورُ والـمَـجدُ مَـجـدُهُ *** فـحـسبُكَ مِــن مَـجـدٍ، بــهِ الأرضُ تُـزهِـرُ
وحـسـبُكَ مِــن مَـجـدٍ، تَـجَـمَّعت الـدُّنـى *** عــلـيـهِ، فــذَلُّــوا، وهْــــو بــالـعِـزِّ يَـظْـفَـرُ
فــلـو كـــان مَـولـى الـقَـومِ قَـومًـا أكـابـرًا *** فــــمَـــولاهُ ربُّ الــــقَـــومِ، واللهُ أَكـــبـــرُ
بِــــأَيِّ مَــعـانـي الــمَـدح يُــمـدَحُ قَـــدْرُهُ *** وكـــيـــف يُـــوَفَّـــى قَـــــدْرهُ، أو يُـــقَــدَّرُ
ومَـن كـان ذا عـامَين فـي الفَضل لم يَزَلْ *** تُــعَــدُّ لــــهُ الأفــضــالُ، والــعَــدُّ يَــقْـصُـرُ
فـكـيف بِـمَـن قـد عـاشَ أَلـفًا، وفَـضْلُهُ ب *** كُـــلِّ بِــقـاعِ الــشَّـرقِ والــغَـربِ، يُــذكَـرُ
هـــو الـغَـيْـثُ، حــتَـى لا مَــوَاتَ بـأرضِـهِ *** وحــيـثُ يَــكُـون الـغَـيْثُ فـالـجَدْبُ مُـثْـمِرُ
كـــأنَّ رُبُـــوعَ الأرض ء والــنّـاسُ أَقـبَـلَـتْ *** عـلـيـهِ وُفُـــودًا ء مَـسـجِـدٌ، وَهْـــو مِـنـبَرُ
ومـــــا حـــاضِــرُ الأيّـــــام إلا بــأَمْـسِـهـا *** وفــي الأَمْــس مَـجـدٌ كَـم يَـلُوحُ، ومَـفْخَرُ
ومَــــن أَمْــسُــهُ مَــجـدٌ، يُــؤَمَّـلُ عَـــوْدُهُ *** إلـــى مَــجـدِهِ، لـــو أَنَّـــهُ الــيـومَ مُـدْبِـرُ
وكَــــم مُــنـكِـرٍ أَمــــرًا، ولــيــس بـمُـنـكَرٍ *** وإنـــكــارُ أَمــــرٍ لــيــس يُــنـكَـرُ، مُــنـكَـرُ
وكــم غــادِرٍ، يَـأتـيكَ فــي ثَــوب صــادقٍ *** وبــاطِــنُــهُ سُــــــمٌّ، وبـــادِيـــهِ عَــنــبَــرُ
وذو الــغَـدرِ ذو غَـــدرٍ، ولــو غــابَ غــدرُهُ *** ويَـظـهَـرُ يــومًـا بــعـضُ مـــا كــان يُـضْـمِرُ
ومــا عـجَـبٌ مِــن غَــدرِ ذي الـغَدر، إنّـما *** تَــوهُّـمُ بــعـضِ الــقـوم أنْ لــيـس يَـغـدِرُ
ومــــا كــــان مَــكْــرُ الــقــوم إلا مُــدَبَّــرًا *** بــلَــيـلٍ، ومــــا الـشَّـيـطـانُ إلا الــمُـدَبِّـرُ
وذو الـمَـكـرِ، حــتّـى لـــو يَــطُـولُ زمـانُـهُ *** سـيَـهـلـكُ يــومًــا بــالـذي كـــان يَـمْـكُـرُ
فــكــلٌّ يُــجــازَى بــالــذي هُــــو فــاعِـلٌ *** وكـــلُّ امــرئٍ يَـجـني الــذي كــان يَـبـذرُ
ومــا الـدِّيـن إلا الـوحـيُ، لا نـفثةُ الـهوى *** ودِيـــنُ الــهـوى بـالـقُبحِ يُــروَى ويُـسْـطَرُ
وكـــلٌّ لِـــربِّ الـخَـلْـق عَــبْـدٌ، فـمُـسـلِمٌ *** وآخَــــرُ قــــد وَلَّــــى، وكـــلٌّ سـيُـحـشَرُ
فـلـيـس بِـنَـاجٍ غـيـرُ مَــن كــان مُـسـلِمًا *** وكــلُّ امــرئٍ وَلَّــى عــن الـحَـقِّ يَـخسَرُ
وذلــــك حُــكْــمُ اللهِ، لا حُــكْــمُ عَــبْــدِهِ *** فــقُـبِّـح مِــــن عَــبْــدٍ عــلـى الله يُـنـكِـرُ
ومــــا دِيــــنُ مَـــن وَلَّـــى بِـمـانـعِ بِـــرِّهِ *** إذا كـــــان ذا بِــــرٍّ، وذُو الــشَّــرِّ يَــحــذَرُ
وقـــد نَـقَـمـوا مِـــن أزهـــرِ الــيـومِ أنّـــهُ *** يُــعــلِّــمُ مَـــــوروث الــكِــتـاب ويَــنــشُـرُ
ومـــا نَـقَـمـوا إلا الـــذي نَـقَـمـوا عــلـى *** نَــــبــــيٍّ كَــــريـــمٍ، أنّـــــــه يَــتَــطــهَّـرُ
ومـــا نَـقَـموا إلا مِــن الـشَّـرع، والـهُـدى *** ولــــو زَعــمُــوا أنْ قــدَّســوهُ، وأَظــهَـروا
وكــــم زاعــــمٍ قــــولًا، وكَــــذَّب فِــعـلُـهُ *** مَــزاعِــمَـهُ، والـــقَــولُ بـالـفِـعـل يُــخْـبَـرُ
وبَــعـضُ الـــوَرى إنْ قــيـل عــنـهُ مُـفَـكِّرٌ *** فَـــكَــم حــامــلٍ ذَيــــلًا وقــيــل مُــفَـكِّـرُ
ومَــــن غَـــرَّهُ حِــلـمٌ، فـلِـلـحِلم غَـضـبَـةٌ *** تَــجِــفُّ بــهــا أَوهـــامُ قـــومٍ، وتُـكْـسَـرُ!
عبد العليم محمود فرج حسن
مُعِيدٌ, بقسم الحديث وعلومه, بكلية أصول الدين والدعوة, بجامعة الأزهر بأسيوط
- التصنيف: