مفهوم الإيمان بالله عند المهديين
إن المهديين والاثني عشرية يزعمون بأن من تمام الإيمان أن تؤمن بأئمتهم وأوصيائهم، فقالوا:"خليفة الله في أرضه هو كلمة الله، فمن أقره كان من الموحدين، ومن أنكره كان من المشركين
مفهوم الإيمان بالله عند المهديين:
إن حقيقة الإيمان عند المهديين تغاير حقيقته عند أهل السنة، "فالإيمان الكامل: هو الإيمان بالغيب مائة بالمائة، وهو إيمان الأنبياء والأوصياء، وكلما كان الإيمان مشوباً بآية أو إشارة أو كرامة أو معجزة مادية كان أدنى وأقل، حتى إذا كانت المعجزةقاهرة وتامة ولا يمكن تأويلها، عندها لا يقبل الإيمان والإسلام، كما لم يقبل إيمان فرعون؛ لأن هكذا إيمان مادي"[1].
"وعمدة العقائد التي يجب الإيمان بها هي ما جاءت في آخر سورة البقرة، وهي: الإيمان بالله وبالملائكة وبالكتب السماوية وبالرسل؛ سواء كانوا أنبياء أو أصياء أو أي مرسل من الله، حتى ولو كان مرسل للقيادة الدنيوية فقط كطالوت، فعلى كل مسلم أن يؤمن بالله الواحد الأحد الفرد الصمد، وأن يؤمن بنبوة محمد، وأن يؤمن بالملائكة والكتب والأنبياء السابقين وأوصيائهم وشرائعهم، وعلى المسلم أن يؤمن بأوصياء النبي محمد الاثني عشر، وأن يقبل كا ما صح من الأخبارعنهم، كما على المسلم أن يؤمن أن الوصي الثاني عشر من أوصياء محمد هو الإمام محمد بن الحسن المهدي"[2].
الإيمان بالحجة أو القائم من كمال الإيمان وتمام التوحيد:
إن المهديين والاثني عشرية يزعمون بأن من تمام الإيمان أن تؤمن بأئمتهم وأوصيائهم، فقالوا:"خليفة الله في أرضه هو كلمة الله، فمن أقره كان من الموحدين، ومن أنكره كان من المشركين، هكذا وببساطة وبدون تعقيد، ففي كل زمان يوجد موسى وعيسى ومحمد والحسين ‡، بل كل الأنبياء والأوصياء متمثلون في شخص خليفة الله في أرضه، فمن أنكر خليفة الله في أرضه فهو منكر لموسى وإن ادعى أنه يهودي، ومنكر لعيسى وإن ادعى أنه مسيحي، ومنكر
لمحمد وإن ادعى أنه مسلم، ومنكر للحسين وإن ادعى أنه من شيعة الحسين"[3].
بل عندهم أن من علامات دخول الجنة، من مات وهو مؤمن بخليفة زمانه، "فكل من مات-بزعم المهديين- على الولاية لخليفة الله في أرضه في زمانه هو من من أهل الجنة إن شاء الله، ولا يخلد في النار وإن ارتكب الكبائر"[4].
وجوب الإيمان باليماني:
إن المهديين يرون أن اليماني يجب الإيمان به، وكذا اليماني نفسه يرى أن الإيمان به من كمال الدين، وتمام النعمة، فقال: "وهذا يعني أن اليماني صاحب ولاية إلهية، فلا يكون شخص حجة على الناس، بحيث إعراضهم عنه يدخلهم جهنم، وإن صلوا وصاموا إلا إذا كان من خلفاء الله في أرضه، وهم أصحاب الولاية الإلهية من الأنبياء والمرسلين والأئمة والمهديين، حيث لا حجة في الأرض معصوم غيره، وبهم تمام النعمة، وكمال الدين، وختم رسالات السماء، وقد مضى منهم أحد عشر إماماً، وبقي الإمام المهدي، والاثني عشر مهدياً، واليماني يدعو إلى الإمام المهدي، فلا بد أن يكون اليماني أول المهديين"[5].
هذا الادعاء الذي يدعيه اليماني لنفسه، أو للأئمة والأوصياء، أنه أو أنهم يجب الإيمان بهم، وأنهم أصحاب الولاية الإلهية، أي منصبون من قبل الله، وأن الأعراض عمن نصبه الله مصيره إلى جهنم، كل هذا وغيره، لم يأت في نص واحد لا من القرآن ولا من السنة، فأركان الإيمان قد بينها لنا ربنا في كتابه، ونبينا في سنته، فلم نجد من أركان الإيمان ذكراً للأئمة ولا المهديين، وما جاء من وجوب طاعة الإمام؛ لأنه معصوم، فمن المتفق عليه عند أهل السنة قاطبة أنه لا أحد
معصوم إلا الأنبياء ‡، فليس أحد من البشر مهما علت منزلته أن يصل إلى درجة العصمة، وكل يؤخذ منه ويرد إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، "فأي أحد ادعى، أو ادعى له أصحابه أنه ولي لله، وأنه مخاطب يجب على أتباعه أن يقبلوا منه كل ما يقوله، ولا يعارضوه ويسلموا له حاله من غير
اعتبار بالكتاب والسنة، فهو وهم مخطئون، ومثل هذا أضل الناس"[6].
فدعوى عصمة أحد، أو حجته على الناس، تحتاج إلى دليل، فحيث لادليل فبطل ما قالوا به.
- التصنيف: