خسارة التنظيمات وعودتها على الأمة..
معرفة ما توفره السياسة الشرعية من المرونة ومن تفويت ضربات قاصمة للمسلمين، ومعرفة الفجوات الاستراتيجية التي يستطيع المسلمون أن يستخدموها، حتى يشتد عودهم، ويفرضوا وجودهم.. أمور كثيرة يحتاجها المسلمون فاللهم هيء لنا من أمرنا رشدا..
خسرت (الأمة) حلب، وخسرت (الأمة) الأنبار والفلوجة، وخسرت (الأمة) الموصل.. بغض النظر في يد من كانت.. خسرت هذا لصالح الرافضة المجوس أو النصيرية الجزارين أعداء الأمة، والذين تأنف الحيوانات من أفعالهم، أو لصالح الأنظمة العلمانية وقواديها من الليبراليين والإباحيين.. فإذا كانت الخسارة على حساب (الأمة) لا التنظيمات فقط؛ أفلا يكون في حساب الحركات المختلفة أن عائد خسارتها هو عائد على أمة محمد؟.. فتهاب خطواتها وتدرسها وتعظم شأنها وشأن ما تقدم عليه؟..
وأفلا يكونوا أرحم بالأمة في بدايات مواجهاتهم وهم وافرون مطمئنون، قبل التراجع والخسارة والجراح التي تترك ندبا يصعب تلافيها، إذ تبقى عيوب وتشوهات استراتيجية وديمغرافية خطيرة من جراء خسارة قد يكونون معذورين حينا وغير معذورين أخرى، منضبطين حينا ومتهورين أخرى.. ومستبعدين للسياسة وموازين القوى والأوضاع الاستراتيجية في غالب تحركاتهم أو تغلبهم الظروف؟.. ومِثلي أقلّ من أن يذكِّر المجاهدين الكرام في أي موقع كانوا ولكن لو تجد كلماتي محلا للقبول فأقول أنه يجب التفريق بين نموذج المقاومة ونموذج الدولة المستقرة..
وضرورة فهم الدولة الحديثة وصورة تطبيق الإسلام وشكل إقامته في الصورة المعاصرة..
ومعرفة ما يمكن تحقيقه في هذه المرحلة وما تتحمله الأمة فيها وما لا تستطيع تحمله؟..
ومعرفة ما يمكن إنجازه ويمكن الاحتفاظ به وعدم تضييعه الى أن تحين مرحلة أخرى؟..
ووجوب توسيع دائرة مشاركة الأمة وتعدد أطيافها وتحقيق التنوع تحت ظل ثوابت واحدة؟..
حتى لا تبقى المعركة معركة تنظيمات بل يجب أن تتحول لتكون معركة (أمة) تدرك أن وجودها مهدد وأنها (تكون أو لا تكون).
معرفة قيمة التنوع بين المسلمين وتعدد فصائل المقاومة..؟ فإذا انكسر فصيل بقي غيره.. معرفة وإدراك قيمة احتضان الأمة حبا للمقاومة القوية الرحيمة، وعدم توريطها في مواجهات محسومة سلفا، فقد قال تعالى عند عدم التكافؤ وتيقن الهلاك، فقال للمسيح عليه السلام في ملاحم آخر الزمان (إني قد أخرجت عبادا لي، لا يَدان لأحد بقتالهم. فحرز عبادي إلى الطور)؟..
التفريق بين التوكل وبين تقديم مقدرات الأمة للنهب ورأسها للذبح؟..
معرفة ما توفره السياسة الشرعية من المرونة ومن تفويت ضربات قاصمة للمسلمين، ومعرفة الفجوات الاستراتيجية التي يستطيع المسلمون أن يستخدموها، حتى يشتد عودهم، ويفرضوا وجودهم.. أمور كثيرة يحتاجها المسلمون فاللهم هيء لنا من أمرنا رشدا..
- التصنيف: