نصيحة أخوية: نعمتا الصحة والفراغ

منذ 2017-10-12

أخي الفاضل السنوات تمر لا تُعلمك كم بقى من عُمرك وعُمرك موقوتٌ بساعة فأنتظر ساعتك بعمل الصالحات ولا تجعل الساعة تنتظرك فتفجأك بحسرتها.

بالنسبة لي أنا بلغت سن الستين وفي أول عام بعد الستين أحب ألخص لك الأمر كله في هذه السنوات قدر الله فيك نافذ سواء بالخير أو الشر مهما أرتفعت في السماء علو مكانة وغيره أو إتخذت سرداباً في الأرض هرباً وأعمل حسابك أن قدر الله فيك بسوء لن يتحمله غيرك وقد لا تجدُ من يعينك عليه ولو كان ملازمٌ لك طول عمرك فأعمل عملاً صالحاً خفي تستجيرُ به ربك فيكشف عنك بلواك وقل اللهم بحق هذا العمل... الذي إبتغيت به وجهك إكشف عنى هذه البلوى.

إذا أقبلت الدنيا عليك بخيلها ورجلّيها وفُتحت أبوابها عليك فأعلم أنك مُبتلي والله يحب أن يرى أثر نعمته عليك فأجعل منها نصيباً لمن جعل الله لهم في هذا المال نصيباً وأعلم أن اللذين حَرموا المساكين نصيبهم في جنتهم من فعل والديهم (أصحاب الجنة) أصابهم الله بإن أهلك جنتهم وأصبحوا نادمين حيث لاينفع الندم.

السفهاء كُثر فلا تجالس سفيها لا يعلمُ للمال قدراً فيُسرفُ فيه فَيُهلكه ويحاسب عليه ولا يعلم للعلم قدراً فيُحجزُك عنه أو يَحجزه عنك.

الصحة نعمة: وتاج فوق رؤوس الأصحاء لا يعرف بها إ لا المرضى فلا تهلكها في سهرٍ يغلبك فيه شيطانك فتقع فيما يغضب الله فيفسد عليك صحتك ولو بعد حين أو تُسرف في الحلال من طعام وغيره فتشكوا من أكل الحلال فما بالك لو كان حراماً وقد يَِقصُرَ عُمركَ أو تعيش باقي عُمركَ قعيد الفراش.

الفراغ نعمة: فأجعله في عمل دنيوى يُدر عليك ربحاً فلا تُصبك فاقة و يكون لذريتك من بعدك عوناً لهم ولا تشغل وقتك في لعبٍ أو لهو غير مباح.

إستغل وقتك في طاعة أو تبليغ أية عن الله أو إصلاح بين الناس أو نهيٍ عن منكر أو أمرٍ بمعروف .

أولادك أمانة بين يديك أحسن تربيتهم علي طاعة الله والهداية من عند الله وحبب إليهم المعروف والصدق وبَغض أليهم المنكر والكذب وأعن زوجتك علي تربيتهم التربية الصالحة.

لايوجد في الأسلام شيء اسمه(بَضيع وقتي) الوقت أنت مسؤل عنه فيما عَمِلتَ فيه .

الناس تحب العبد السهل اللين الصادق وتكره الغليظ الصخّاب الكذاب.

أصلح زوجتك بالعلم والدين وكن خُلقك هو خُلق رسول الله في أهل بيته.

عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ» (رواه البخاري).

مغبون: مغلوب فيهما:يعني يغلبه الشيطان فيستخدمهما فيما لا يرضى الله.

أخي الفاضل السنوات تمر لا تُعلمك كم بقى من عُمرك وعُمرك موقوتٌ بساعة فأنتظر ساعتك بعمل الصالحات ولا تجعل الساعة تنتظرك فتفجأك بحسرتها.

أحرص يا أخي المسلم أن لاتظلم أحد أو تشارك في ظلم أحد ولو بشطر كلمة وأعلم أن الظلم ظلمات يوم القيامة.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِيَّاكُمْ وَالظُّلْمَ، فَإِنَّهُ ظُلُمَاتٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَإِيَّاكُمْ وَالشُّحَّ، فَإِنَّهُ أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، حَمَلَهُمْ عَلَى أَنْ سَفَكُوا دِمَاءَهُمْ، وَاسْتَحَلُّوا مَحَارِمَهُ». والله أعلم.


الكاتب: أ- جمال جبر

  • 1
  • 0
  • 7,898

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً