كمثل جنة بربوة

قال تعالى في سورة البقرة: { ومثل الذين ينفقون أموالهم ابتغاء مرضات الله وتثبيتا من أنفسهم كمثل جنة بربوة . أصابها وابل فآتت أكلها ضعفين ; فإن لم يصبها وابل فطلّ، والله بما تعملون بصير}

و سنتوقف اليوم مع ذلك التعبير المعجز { كمثل جنة بربوة }.

من المعروف لأهل الخبرة أن الهضاب العالية أقرب إلى تصيد المياه.


بل يصف د. جمال حمدان منابع النيل الممثلة في هضبتي الحبشة و البحيرات بأنهما مصايد مطر أو قلاع مياه طبيعية.

و العرب تعرف في جزيرتها مناطق مثل أبها و الطائف التي ترتفع شامخة عالية وتشتهر بمزارعها الرائعة و طبيعتها الخلابة.

والتي تجعلك زيارة واحدة لمزارعها ترى التشبيه القرآني ماثلا أمام عينيك {كمثل جنة بربوة }. بل أن مستخلص الورد الطائفي من أزكى العطور و أغلاها.


نعم، {مثل الذين ينفقون أموالهم ابتغاء مرضات الله وتثبيتا من أنفسهم كمثل جنة بربوة} لا ينقطع عنها الخير أبدا فهي إن لم يصبها وابل (مطر غزير) فطل (مطر خفيف)، فهي لذلك مثمرة جميلة بإذن ربها.

كل ذلك أعده رب العالمين لمن ينفق ماله في سبيل الله وحده، ليس من أجل رياء أو سمعة أو غرض دنيوي حقير، فأولئك تحبط أعمالهم.


ما أريد أن أقوله اليوم أن النية لا ينصلح العمل إلا بها ويضاعف الله بها أعمال أقوام و يبطل بها أعمال آخرين. وهو أمر يستدعي أن نجدد جميعا نوايانا و نجعلها خالصة لوجه الله تعالى، و أن نصلح أعمالنا لتكون موافقة لما أمر به.

كل ذلك بميزان حساس دقيق حتى لا تضيع مجهوداتنا هباءا.

و أذكر نفسي وإخواني بكثرة الإنفاق في سبيل الله حتى ننال موعوده.

جمع و ترتيب
محمد نصر