خواطر د. خالد روشة - لمن سافر خارج بلده
من سافر خارج بلده - مختارا - غير مضطر ماليا أو غيره، وترك زوجته وأولاده، وفضل كسب المال على وجوده مع أسرته وتربيته لأولاده بأي حجة كانت، فإنما هو مجرم في حق نفسه وأسرته، بل إنه كمن يلقي بأسرته في البحر بلا قارب.
1
ثلاث مشكلات كبيرة يمكن أن تنتج من سفر الأب وترك أسرته (بغير اضطرار):
- الغربة والبعد النفسي بينه وبين أبنائه يبني بينهم الجدران ويكاد ينهي أثر شخصية الاب في حياة أولاده.
- ما يحدث من تمرد الأبناء على أمهم نتيجة ضعفها أو عدم قدرتها على مراقبتهم ورعايتهم، وما ينتج عن ذلك من سوء سلوكهم ثم تراجعهم العلمي والدراسي والأخلاقي..
- ما يمكن أن تعاني منه الزوجة نتيجة ضعفها وقلة خبرتها أمام مجتمع ملىء بالذئاب ومساوىء الأخلاق، ونتيجة ذلك السلبية على نفسيتها وشخصيتها وسلوكها..
2
من سافر خارج بلده - مختارا - غير مضطر ماليا أو غيره، وترك زوجته وأولاده، وفضل كسب المال على وجوده مع أسرته وتربيته لأولاده بأي حجة كانت، فإنما هو مجرم في حق نفسه وأسرته، بل إنه كمن يلقي بأسرته في البحر بلا قارب.. فلا يحزن بعد ذلك ولا يستغرب إن وجدهم في اسوأ حال..
.. المضطرون يرعاهم الله وأهليهم ويسترهم..
3
لمن دعته ظروفه للسفر وترك اسرته..
- أن يترك اسرته في رعاية بديلة..مثلا: (الجد - الخال) أو في وجود أبن كبير يعتمد عليه.
- أن يؤمن لهم النفقة الأقتصادية حتى لا يعانون مشكلة الحاجة إضافة لمشكلة غيابه.
- أن يجتهد بشدة في أن يعود في أجازات على فترات قريبة (6 شهور مثلا) لو استطاع..
- أن يتواصل معهم في سفره بشكل مستمر، ولو كان يوميا لكان أفضل، ويهتم بشؤونهم..
- أن يبذل جهده بشدة في التقارب مع أبنائه والحديث معهم وحل مشكلاتهم الشخصية أثناء فترة أجازاته مع سعيه للتقارب القلبي معهم..
- أن يبذل جهده بكل جدية واجتهاد ليستقدمهم معه في سفره للحياة معه، حتى لو أثر ذلك سلبا على نفقاته وأدخاراته..