دفتر يوميات التوبة - دفتر يوميات التوبة (6)
إعادة صياغة لمقالات "التوبة إسلوب حياة" في قالب جديد تماما وبإسلوب قصصي ممتع.
يوميات الروتين اليومي:
في أحد الأيام شعرت جويرية بالهم والضيق وعدم التوفيق في احدى المواد، وجربت كل شيء ليعينها وبدون توفيق فذهبت إلى جدتها لتبث إليها همومها.
فقالت الجدة: لا تحزني يا حفيدتي فلكل داء دواء، ولقد طرقتِ باب الخلق بابا بابا ونسيتِ أن تطرقي باب الخالق وهنا تذكرت جويرية قوله تعالى: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} فأسرعت إلى دفترها وحينما فتحته، وقعت عينها على صفحة يوميات "الروتين اليومي"، فمرت عليها بعينيها سريعا.
الخلاء:
هو أول مكان ندخله حين الاستيقاظ من النوم، وكذلك آخر مكان نذهب إليه قبل الذهاب إلى النوم، بالإضافة إلى دخوله عدة مرات خلال اليوم نُحرَم فيها من ذِكر الله؛ لذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خرَج مِن الخلاء قال: «غفرانَك».
الطعام:
حين تبدأي طعامك بالبسملة ثم تلتهميه وتنتهي منه، فلا تحتاجي سوى أن تحمدي الله وتنسبي الفضل إليه؛ ليغفر لك ذنبك؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «مَن أكل طعامًا ثم قال: الحمدُ لله الذي أطعمَني هذا الطعام ورزَقَنيه مِن غير حولٍ مني ولا قوة، غُفر له ما تقدم من ذنبه».
الملبس:
في كل مرة تُبدِّلي فيها ملابسَك، ليس عليك سوى حمدِ الله على فضله؛ ليغفر لكِ ما تقدم من ذنبك؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «ومَن لبس ثوبًا فقال: الحمد لله الذي كَساني هذا ورزقَنيه من غير حولٍ مني ولا قوة، غُفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخَّر».
النوم:
يأتي موعد النوم بعد يوم كامل من المشقة والعمل، يتخللها بعض الذنوب التي تصيب جوارحنا، فنحتاج إلى التطهُّر منها بالوضوء، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «طَهِّروا هذه الأجساد طهَّرَكم الله؛ فإنه ليس عبدٌ يَبيت طاهرًا إلا بات معه ملَكٌ في شِعاره لا ينقلب ساعةً من الليل إلا قال: اللهم اغفر لعبدك؛ فإنه بات طاهرًا».
ثم تستعدي للنوم فتنفضي فراشك قبل أن تضطَجِعي على شِقِّك الأيمن داعيةً الله عز وجل ومناجيةً إياه؛ ليغفر لك ذنبك ويحفظك، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا أوى أحدكم إلى فراشه، فليأخُذ داخِلةَ إزاره، فليَنفُض بها فِراشه، وليُسمِّ الله؛ فإنه لا يَعلم ما خلَفَه بعده على فراشه، فإذا أراد أن يضطجع، فليضطجع على شقِّه الأيمن، وليَقُل: سبحانك اللهمَّ ربي، بك وضعتُ جنبي، وبك أرفعه، إن أمسكتَ نفسي فاغفر لها، وإن أرسلتَها فاحفَظْها بما تحفظُ به عبادك الصالحين».
وهنا توقفت جويرية فقد وجدت العلاج لكل مشاكلها...
الصلاة على رسول الله:
ومما يَزيدنا قربةً لله عز وجل أن نتذكر رسولَه صلى الله عليه وسلم ونُصلِّي عليه في كل وقت وحين؛ فعن أُبيِّ بن كعب أنه قال: يا رسولَ الله، إنِّي أُكثِرُ الصَّلاةَ عليك فكَم أجعلُ لك مِن صلاتي؟ فقال: «ما شِئتَ»، قال: قلتُ: الرُّبُعَ، قال: «ما شئتَ، فإن زِدتَ فهو خيرٌ لك» ، قُلتُ: النِّصفَ، قالَ: «ما شِئتَ؛ فإن زدتَ فَهوَ خيرٌ لَكَ»، قالَ: قلتُ: فالثُّلُثَيْنِ، قالَ: «ما شِئتَ؛ فإن زدتَ فَهوَ خيرٌ لَكَ»، قلتُ: أجعلُ لَكَ صلاتي كلَّها، قالَ: «إذًا تُكْفَى هَمَّك، ويُغفرَ لَكَ ذنبُك».
الاستغفار وذكر الله:
ورغم وجود وسائلَ كثيرة في حياتنا اليومية للتوبة وتكفير الذنوب، ورغم أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان أنقى القلوب وأطهر البشر - فإنَّه كان مهتمًّا جدًّا بترديد الاستغفار والدعاء والتوبة لله عز وجل؛ لجبر أيِّ تقصير صدر منه خلال اليوم؛
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنه ليُغانُ على قلبي، وإني لأَستغفِر الله في اليوم مائةَ مرة».
ومن الأذكار التي تَمحو جميع الخطايا ولو كانت مثلَ زبَد البحر: قوله صلى الله عليه وسلم: «مَن قال: سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة حُطَّت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر».
وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم: «ما على الأرض أحدٌ يقول: لا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله: إلا كُفِّرت عنه خطاياه ولو كانت مثل زبد البحر».
يتبع بعون الله
- التصنيف: