فرصة الإسلام في ظل العولمة

منذ 2017-11-01

من الصعوبة بمكان – ومن الشاق – تحديد تعريف دقيق للعولمة نظرا لتعدد الأهداف عند من يدعون أو يطلقون هذه الدعوى، مما جعل الباحثين لا يتفقون على تعريف معين تأثرا بانحيازهم لأيدلوجيات واتجهات مختلفة.

إنني على يقين أن فرصة الأمة الإسلامية في ظل دعوى العولمة التي فوجئ بها العالم الإسلامي بعد أنهيار الشيوعية التي كانت تعرف بـ (امبراطورية الشر – theevil empire) من أكبر الفرص؛ لأن المناهج التي يحتويها الإسلام مرشحة للعالمية بين أمم الأرض كلها.

فغير المسلمين من أمم الأرض لا يملكون زادا يقيمون به حياتهم الروحية، لأن معظمهم إباحيون منحرفون، أو أصحاب ديانات محرفة، فاليهود مثلا ليس عندهم إسهاما مستقلا يقدمونه للعالم في ظل هذه العولمة، وذلك لأنهم منغلقون على أنفسهم كما أنهم أساتذة الفاحشة في العالم، والنصارى لا يملكون رصيدا عقائديا يتفق مع عصر العولمة فهم على عقائد مفضوحة تجعلهم لا يتجرأون على رفعها في وجه العالم على المكشوف بطريقة جادة في وسائل الإعلام العصرية لا سيما (الإنترنت)، وطريقتهم إلى عرض ما عندهم والدعوة إليه المساومات المادية بين طبقات الجوعى لملئ بطونهم.

مما يجعلنا نزيد كل يوم في الثقة من أن المسلمين فقط هم الذين يمتلكون هذا الزاد الروحي الذي يتطلع إليه العالم كله في ظل هذا التقدم التقني الهائل.

لذا كان لزاما على المسلمين أن يتنبهوا لحجم الدور وشرف المهمة التي يرنو إليها العالم المنجرف بغير وعي ولا إدراك لخطورة المصير، لا سيما إذا كانت هذه المهمة رسالة الله إلى الأرض والتي فرض على المسلمين أن يكون منهم أمة يبلغونها للعالمين، عملا بقول الرسول صلى الله عليه وسلم:
«بعثت للأسود والأحمر» بعد أن حدد الله تعالى له ذلك صراحة في قوله: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ} ، وقوله: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا}.

ومن الصعوبة بمكان – ومن الشاق – تحديد تعريف دقيق للعولمة نظرا لتعدد الأهداف عند من يدعون أو يطلقون هذه الدعوى، مما جعل الباحثين لا يتفقون على تعريف معين تأثرا بانحيازهم لأيدلوجيات واتجهات مختلفة.

فيعرفها الباحث الياباني (لينيشي أوهامى) أن العولمة تعني عالما بلا حدود جغرافية.

ويعرفها الباحث الأمريكي (جيري ماندر) بأنها الإتحاد الكوني ويتفق معه في نفس التعريف الباحث الأمريكي أيضا (إدوارد سميث) ويعرفها باحث أمريكي آخر بكلمة واحدة فقط هي (الأمركة) والكثير من الباحثين يعرفونها بأنها تعني إزالة الحدود كموانع للتوسع الإقتصادي بين كل الدول سواء كانت فقيرة أو غنية.

وفي نظري ما العولمة في الواقع إلا إعادة النظام الهمينة الموحد الذي كان موجودا قديما ولكن بصورة جديدة وعصرية.

وغالب دعاة العولمة يحصرون العولمة في مجالات السياسة والاقتصاد والثقافة والاتصال ويتحاشون إدخال الدين ضمن تلك المجالات.

ثم يقسمون العولمة إلى أركان- كما يرى فلاسفتها ومروّجوها – تقوم على عمليات أساسية هي:

* المنافسة بين القوى العظمى.

* الابتكار التكنولجي.

* انتشار عولمة الإنتاج والتبادل.

* التحديث.

وعلى كل حال فلا يزال مفهوم العولمة في الغرب تحيط به علامات استفهام كثيرة، بل لا يزال مجهولا عند الكثيرين، بل هاجمه آخرون وظهرت حركات فكرية ضد العولمة.

بل هناك بعض الدول في أوربا على رأسها فرنسا لا تستريح لهذه الدعوى وتبذل أموالا ضخمة للوصول بدراسات متعددة إلى حقيقة هذه الدعوى.

وأيا كان الأمر فالذي أراه أن المسلمين لو نجحوا في استخدام واستغلال تلك الفرصة السانحة في الظهور بين أمم الأرض التي أصبح الأتصال والرؤية والتخالط فيها أسهل ما يكون، بمشاركة فكرية بقدر ما تملك من رصيد ثقافي يؤهلها للصدارة حتى وإن كانت في مؤخرة طابور التقدم العلمي الحديث لأسباب غير واضحة حتى الآن – لكان لذلك الاستغلال عظيم الأثر والنفع غير المتوقع.

وعليهم أن يدركوا أولا عظمة ما في أيديهم من مناهج وتراث أهل الأرض جميعا يبحثون عنه.

  • 13
  • 0
  • 3,498

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً