سليم الأول (2): القاطع (قاهر الصفويين)
قبل المعركة طارد سليم الاول القزلباش التركمان العلويين الموالين للصفويين الذين اثاروا تمرد وقلق داخل الاناضول واعدمهم..
المسلم السنى الغيور الحاسم بطل معركة جالديران التاريخية (العلويون الان يرفضون تسمية كوبرى باسمه)..
من العناوين نستكمل قصة سليم الاول تاسع السلاطين العثمانيين واهمهم بعد ان استقر له الحكم شرع في التخطيط للقضاء على دولة الصفويين التي اسسها الشاه "إسماعيل الأوّل بن حيدر الصفوي" عام 1499، واستطاعت أن تهدد بالخطر دولة العثمانيين في الشرق، حيث كان إسماعيل قد وسّع من نفوذه وجعل مركزه مدينة تبريز سنة 1501، ثم فتح العراق العربي وبلاد خراسان وديار بكر سنة 1508، واحتل مدينة بغداد. وفي سنة 1510 كان قد ضمّ إلى أملاكه كل بلاد فارس وأذربيجان، وبذلك امتدت مملكته من الخليج العربي إلى بحر قزوين، ومن منابع الفرات إلى ما وراء نهر جيحون.
لذلك قال سليم الاول لقادته وهو يخطط للقضاء على الصفويين (ان سجادة الصلاة تسع اثنين من الصوفية ولكن الملك لا يسع غير واحد)..
فعلاوة على توسع الصفوي في ضم الأراضي:
الا انه فرض بالقهر والقتل المذهب الشيعي على الشعوب المسلمة السنية قتل حوالى مليون من السنة وعندما احتل بغداد عام 1508، هدم ما كان فيها من قبور أئمة سنة وذبح جماعة من العلماء، فوصلت الاخبار الى العثمانيين بأن مذبحة عظيمة أصابت السنة ببغداد على يد الصفويين.
وقد اتسمت العلاقات بين الصفويين والعثمانيين بالفتور والتوتر والقلق من كلا الطرفين فالصفوي عرف سليم الاول خلال حربه معه التي اسر فيها شقيقه وسليم الاول مخابراته اوصلته معلومات ان الشاه اسماعيل قام بإرسال وفدًا ضخمًا إلى قنصوه الغوري سلطان المماليك، لدعوته للتحالف معه في الحرب ضد السلطان سليم وخوفه من تطلعات وقوة سليم الاول فعزم سليم على مهاجمة خصمه الصفوي وتسديد ضربة قوية قبل أن يستعد للنزال. لذلك أرسل هو الآخر وفدًا إلى المماليك حذرهم من أي تحالف مع الصفوي ودعاهم إلى التحالف، لكن المماليك اعلنوا التزام الحياد ظاهريا وإن كانوا يميلون لجانب الصفويين ولا ينسى السلطان سليم ان الصفوي ساعد شقيقه الأمير أحمد فى العصيان على والده وعليه بعد حكمه واستقبل من فرّ من أولاد احمد عنده، مما جعل السلطان سليم يعتبر الشاه إسماعيل ودولته خصمه الألدّ..
- قبل المعركة طارد سليم الاول القزلباش التركمان العلويين الموالين للصفويين الذين اثاروا تمرد وقلق داخل الاناضول واعدمهم..
معركة چالديران: (هى من المعارك الفاصلة في تاريخ المسلمين مثل حطين ضد الصليبين وعين جالوت ضد التتار جالديران ضد الصفويين لو لا قدر الله لم تتم لكانت جزيرة العرب وتركيا واسيا كلهم شيعة الان).. الشورى جمع السلطان سليم الأول رجال الحرب والعلماء والشيوخ والوزراء في مدينة أدرنة في (19 من المحرم 920هـ= 16 من شهر مارس 1514م)، وذكر لهم..
1_خطورة الصفويين في إيران، واعتداءهم على حدود الدولة العثمانية..
2_واعتداءهم بوحشية على أهل السنة في وسط آسيا والهند وأفغانستان..
3_خطورة تمددهم عن الى تركيا والشام ومصر..
واقتنع الجميع بضرورة الجهاد ضد الدولة الصفوية الشيعية (وحكام بلاد المسلمين اليوم يملكون السلاح والمال ويشاهدون اخوانهم يقتلون ويبادون ولا يتحركون شعرة بل منهم من يساعد القتلة ومنهم من يتهم من يقاوم القتل والظلم انه إرهابي! كالسعودية ومنهم من يشارك في قتل المسلمين كما يحدث في سوريا ومنهم من يقتل المسلمين في بلدهم كاسيسى ومنهم ومنهم ولا عذر لهم الا انهم اعداء للإسلام واسماء اسلامية فقط) وبعد أيام من خرج السلطان سليم الاول على رأس جيش كبير من 140 الف جندي من أدرنه اقصى غرب الدولة العثمانية إلى إسطنبول ثم الى الأناضول فتبريز في مسيرة تقرب من الفين كم وترك العاصمة لولي العهد سليمان.. (تخيلوا هذا العناء والجهد ولم تكن سيارات ولا طائرات رحلة تستغرق شهور في الجبال والطرق الوعرة بالمعدات والسلاح والمؤن من اجل نصرة دين الله والحق)..
التخطيط السياسي والعسكري:
عمل سليم على تامين جبهته من واربا بهدوء تمثل في استقرار علاقاته الدبلوماسية مع الدول المجاورة له وهم النمسا وهنغاريا وروسيا..
تجميع حلفاء:
راسل السلطان سليم عبيد الله خان الأوزبك يذكره بقتل عمه شيباني، ويحثه على الانتقام من إسماعيل الصفوي، ويعلمه عن النوايا بالتحرك صد إيران, ويوصيه بمهاجمة خراسان بمجرد وصول الجيش العثماني إلى إيران، وكان هدف سليم من ذلك أن يجعل إيران بين شقي الرحى من الشرق بهجوم عبيد الله خان على خراسان.. والغرب من ناحيته وكان الرد بالموافقة وأنه انتصر على القوات الصفوية في سمرقند.
المسير إلى جالديران:
تحرك السلطان سليم على رأس جيش يبلغ 140الف وصل قونية بعد 40 يوم فاستراح لمدة ثلاثة أيام، ثم واصل سيره حتى وصل بعد 40يوم الة آرزنجان في ثم واصل المسير نحو أرضروم ووصلها بعد حوالى 50يوم وحين وصل إلى مشارف قيصرية, بعث برسوله إلى علاء الدولة ذلقادر التركماني الشيعي حاكم مرعش وألبستان يختبره طالبا منه المساهمة في حرب الصفويين, لكن علاء الدولة اختلق الأعذار في عدم المجيء إليه, متعللا بكبر سنه وإنه لا يستطيع القيام بأي مجهود لكونه تحت الحماية المملوكية. وما إن مضى السلطان في طريقه حتى هاجم علاء الدولة ساقة الجيش بإيعاز من السلطان قانصوه الغوري.. ولكن السلطان سليم كان مدرك لذلك فترك 40 ألفا من جنده ما بين سيواس وقيصرية, للحفاظ على مؤخرة الجيش و الأمن بالأناضول من أي اختراق قد يحصل , مع ذلك فالسلطان لم ينس فعلة ذلقادر فانتقم منه عند عودته.
وبدأت حرب استطلاع بين الطرفين, فنقلت العيون لسليم الأول أن الشاه إسماعيل الصفوي ينوي تأخير القتال إلى فصل الشتاء؛ حتى يهلك العثمانيين جوعًا وبردًا، وأن إسماعيل قد ينسحب إلى داخل صحراء "ياسجمن" على حدود أذربيجان، فأرسل سليم الأول بسرعة جيوشه الجرارة قبل دخول الشتاء حتى وصل إلى جالديران، واحتل الأماكن الهضبية؛ وارسل رسالة الحرب المعنوية من سليم الاول الى اسماعيل الصفوي.. "إن كنت رجلا فلاقني في الميدان, ولن نمل" وأرفقها بمجموعة من الألبسة النسائية والعطور وأدوات الزينة وذلك استهزاء بشخص الشاه لتهربه وتقاعسه من المسير إليه ويستعجله بالحرب, وهو ما دفع بالشاه إسماعيل بالتحدي وواعده بجالديران قائلا له: "وأنا أيضا أعد العدة للحرب."
انه يوم مشهود صبيحة يوم الأربعاء 23 أغسطس سنة 1514م، الموافق في 2 رجب سنة 920هـ، وما إن أعلنت ساعة الحرب حتى هدرت المدافع العثمانية وتعالت أصوات الجند من كلا الفريقين. وبعد معركة حامية الوطيس، انتصر العثمانيون، وانكسر جيش القزلباش وسقط أقوى قادته "محمد خان استاجلو" صريعًا في أرض المعركة ووقع الكثير من قادته بالأسر، وأُسرت أيضا إحدى زوجات الشاه، وتُسمى "تاجلو " وأما الشاه فقد جرح في ذراعه وفر من المعركة متجهًا صوب تبريز بعد أن أنقذه أحد ضباطه ويدعى "الميرزا سلطان علي" من الأسر، مما حدا السلطان ان يأمر قائده "أحمد باشا دوقاقين أوغلو" بتعقب الشاه فى كل مكان لقتله الأمر الذي جعل الشاه يترك تبريز ويلوذ بخوي. أما من وقع بالأسر من قوات الشاه إسماعيل، فقد أمر السلطان بإعدامهم جميعًا، وأن يصنع من جماجم القتلى هرم لينصب في ساحة المعركة.
واصل سليم الأول سيره حتى احتل تبريز عاصمة دولة الصفويين وجعلها مركزًا لعملياته الحربية، ولكن سليم الأول توقف مضطرا بانتصاره فى جالديران بسبين..
1- دخول الشتاء بقسوة والجليد وتعب الجند بسبب البرد القارس.
2- تمرد بعض قادة الانكشارية من مواصلة الزحف فكتمها سليم حرصا على وحدة حيشه وعند رجوعه فى اول استراحة اعدمهم حميعا لتمردهم ولقد أسفرت هذه المعركة عن ضم شمالي العراق وديار بكر ومدن كثيرة إلى الدولة العثمانية، ومناطق اكراد شرق ايران وقد فوض السلطان الزعيم الكردي ادريس البدليسى في ادارة اقليم الكرد مفوضا منه وتم استقرار المسلمين في آسيا الصغرى وانحصار النفوذ الشيعي في جنوب ووسط إيران (كان ممكن لسليم الاول ان يقف عند حدود دولته فقط ويعقد معاهدة مع الصفوي ولا يكلف نفسه وجيشه عناء القتال والدماء ولكن النفوس العظيمة ترفض ان تكون صغيرة)..
ولقد وصلت معلومات مخابرات سليم الاول بعد معركة جالديران عن وجود علاقة وثيقة وتنسيق بين الصفويين والبرتغاليين ألدّ أعداء الإسلام، الذين تحركوا مستغلين انشغال العثمانيين بقتال الصفويين، وأحكموا سيطرتهم على كافة الطرق القديمة بين المشرق والمغرب..
انتصر سليم الاول في معركة هامة وحاسمة للمسلمين في جالديران ورغم مضى 5قرون الا ان العلويين في تركيا لم ينسوا تلك الهزيمة عندما اعلن تسمية كوبري باسم سليم الاول اندلعت مظاهرات في اسطنبول من العلويين ترفض الاسم وتندد به فهي لا تنسى ان سليم الاول قهر الحلم الإمبراطوري الصفوي بتشيع العالم الإسلامي..
وكما يكره الشيعة صلاح الدين لتحطيمه دولة العبيدين الفاطمية في مصر يكرهون سليم الاول حتى ان الشارع المسمى باسمه في مصر يريدون تغييره والعجيب ان كثير من اهل السنة لا يذكرون فضل ذلك الرجل!! ان قدر الله اختار سليم الاول ليصنع مجدا ولكل انسان اخطاؤه ولكن بعض الحسنات تتصاغر بجانبها الاخطاء وتنزوي ..
كذلك سليم الاول يفوز الذى يراه البعض رجلا عسكريا شديدا نعم فهذه طبيعة المرحلة الى تختار قادتها وبعض الالام ضرويه لصنع النصر ولكن مشكلة الاجيال الاخيرة من المسلمين انها ولدت في مناخ هزيمة وضعف الكفار على ان تعيش مرتعشة من صليل السيوف..
وقد استكمل سليم طريقه وقدره وقدر الامة الاسلامية بانتصاراته بحرب المماليك والبرتغاليين لماذا حاربهم؟؟
في المقال الثالث التالي ان شاء الله
كتبه الفقير الى ربه
- التصنيف: