مقتطف من كتاب "شرح حسبنا الله ونعم الوكيل"
المسألة مسألة امتحان وابتلاء من الله فمن توكل على الله حق التوكل واكتفى به حق الاكتفاء مع الصبر العظيم لله فإن الله سبحانه سينصره بجنوده الذي لا يعلمه إلا هو مع الأخذ بالأسباب المستطاعة طبعاً وإن كان قد يعتبره بعض ضعاف الإيمان والجهلة أو المنافقين والمثبطين أن مثل هذا تهور وإلقاء الأنفس بالتهلكة والحرج والضيق الذي لا يُقدر أن يُحتمل أو الجنون حسب زعمهم وظنهم.
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ * وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا} [الطلاق: 2-3].
فإذا كان الله سبحانه يجعل للمتقين مخرجا من شدائدهم ويرزقهم من حيث لا يحتسبون فإن من تمام ذلك التقوى التوكل على الله.
ولذلك قد قرن به هنا في آخر الآية التوكل على الله وحده، كما وعد الله سبحانه لمن يتوكل عليه وحده أن يكفيه من كل شيء يهمه في آيات كثيرة من القرآن الكريم، فقال سبحانه في آخر الآية {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا} [ الطلاق: 2-3 ].
بل هذا خير وأفضل وأعم من مجرد الوعد للمخرج والرزق للمتقين كما ترى، فمن كفاه الله وأدخله تحت كنفه ورحمته وكفايته فلا يحتاج أبدا إلى شيء آخر، وإنما عليه أن يطمئن بل وتسكن نفسه ويسعد ولا يحزن واثقا بمعية ربه سبحانه كما قال تعالى {إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [التوبة:40 ].
فعن أنس بن مالك الأنصاري عنه قال:
نظرت إلى أقدام المشركين ونحن في الغار وهم على رؤوسنا فقلت يا رسول الله لو أن أحدهم نظر إلى قدميه أبصرنا تحت قدميه فقال «يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما». (متفق عليه) رحمة الله على الشيخين.
ولما كاد أن يلحقهما سراقة بن مالك في أثناء هجرتهم وهم في طريقهم في التخلص من كيد الكفار ومن شرهم وقد وضعوا على رأس رسول الله لمن يأتي به أو يقتله مائة إبل فقال أبو بكر- رضي الله عنه- لرسول الله أٌتينا يا رسول الله فقال له رسول الله: «لا تحزن إن الله معنا».
وأنا أقول: الآن ما ظنكم بأمة مليار الله معهم وأقول أيضا: لا تحزنوا إن الله معنا كما قال رسول الله لأبي بكر – رضي الله عنه-. في أصعب أوقاتهما.
ثم انظر كفاية الله لهم بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم على سراقة كما في الأثر " فَدَعَا عَلَيْهِ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فارتطمت فرسه إِلَى بَطنهَا - أرى - فَقَالَ: إِنِّي قد علمت أنكما قد دعوتما عَليّ، فَادعو لي، فَالله لَكمَا أَن أرد عنكما الطّلب. فَدَعَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فنجا، لَا يلقى أحدا إِلَّا قَالَ: كفيتم مَا هَا هُنَا، وَلَا يلقى أحدا إِلَّا رده، ووفى لنا.".
وقد كان في أول النهار مهاجماً لهم مسحتلاً دماءهما ليريقه أو ليأخذهما أسارى وصار في آخر النهار مدافعاً لهم حاقناً دماءهما حامياً لهما محيطاً من ورائهما فسبحان مغير الأحوال.
أما قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما ظنك باثنين الله ثالثهما» يشعر أن عدد المؤمنين الأولياء ولو قلَّ وكان االله سبحانه معهم فهذا أمر عظيم إذ لو شاء لقال ما ظنك في أمرنا هذا والله معنا أو ما ظنك في نبي الله ومعه ربه، ولما ذكر العدد علمنا ذلك أنه أراد منه درساً وهو أن عدد المؤمنين ولو قلَّ لا يستهان به إن كانوا مؤمنين حقا بل سيغلبون ويَعلَون على عدوهم إن شاء الله، كما قال تعالى {وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [آل عمران: 139].
ولكن يجب أن يتمسَّك المؤمنون بكل ما يقول الله تعالى في كتابه العزيز فبذلك يكونون مؤمنين حقا وليوافقوا سنن الله الكونية وليقدِّموا مقدَّمات جيِّدة لينالوا بها نتائح ناجحة ومفرحة كما وعد الله لهم في كتابه، أما أن يأتي الله بأمره كمعجزة فهو قادر على ذلك ولكن هذا ليس من سنن الله الكونية المعروفة .
بل سنة الله أن يبتلي الله المؤمنين بالكفار كما قال تعالى {وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ} [محمد: 4].
فعلى سبيل المثال قال الله تعالى في كتابه العزيز {وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ} [التوبة: 36].
والواقع لا يخفى على الجميع أن الكفار كلهم يهوديهم ونصرانيهم ووثنيهم وشيوعيهم ومجوسيهم كلهم تكاتفوا وتكالبوا ورموا المسلمين من قوسٍ واحد ولم يحدث قط مثل هذا التكاتف من قبل الكفار إلا هذا العصر. ولا أشك أن هذا التحالف لا يستمر دائما وأبدا بل ستتحول هذه الحروب الباطنة التي يسمونها حروب باردة حروب ساخنة ظاهرة إن شاء الله وهم كما قفال الله سبحانه {تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّىٰ}.
أما المسلمون فقد تمزَّقوا وتقطَّعوا متشتِّتين شذر مذر، أو تفرقوا على أيدي سبأ، وتخاذل بعضهم بعضاً، وأرجوا من الله عز وجلَّ أن يفيق المسلمون من سباتهم ويجمع المسلمين ويجمع كلمتهم على الحق إذ لا يجوز القنوط من رحمة الله وإنما الأمر كما قال الله تعالى: {وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ} [يوسف: 87 ].
واعلموا إنما المسألة مسألة امتحان وابتلاء من الله فمن توكل على الله حق التوكل واكتفى به حق الاكتفاء مع الصبر العظيم لله فإن الله سبحانه سينصره بجنوده الذي لا يعلمه إلا هو مع الأخذ بالأسباب المستطاعة طبعاً وإن كان قد يعتبره بعض ضعاف الإيمان والجهلة أو المنافقين والمثبطين أن مثل هذا تهور وإلقاء الأنفس بالتهلكة والحرج والضيق الذي لا يُقدر أن يُحتمل أو الجنون حسب زعمهم وظنهم، ولقد رأيت بعضهم يستدل مثل حديث «لا ينبغي للمؤمن أن يُذل نفسه» قالوا كيف يُذل نفسه يا رسول الله قال «يتعرض من البلاء ما لا يطيق» وهو في السلسة الصحيحة لتوقيف الجهاد أو تعطيله مؤقتاً، وقد دلت الأدلة الكثيرة المتضافرة من الكتاب والسنة أن الجهاد والهجرة ماضيان إلى يوم القيامة.
ولنا من الأدلة ما أوردناه لك في أعلاه، ومنها أيضا قوله تعالى: {قَالَ رَجُلَانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [المائدة: 23 ].
ووجه استدلال الآية أن الأعداء مهما كانت عددهم وعدتهم قوية فإن دخل عليهم فئة قوية بإيمانها متوكلة على الله حق التوكل فإن الله سبحانه سينصرهم ويكفيهم من عدوهم، والوقائع التي حدثت للمسلمين المجاهدين في ذلك في هذا العصر وغيرها من العصور في التاريخ شاهدة على ذلك، وقد حدث فعلاً مثل ذلك لبني إسرائل في قصتهم مع طالوت.
وقد رسب بعضهم بامتحان الذهاب إلى القتال، وبعضهم بعدم صبرهم عن الماء والبعض الآخر - وهو محل الشاهد – عدم اليقين وقوة التوكل على الله سبحانه، أما الفئة المتوكلة الذين كانوا يوقنون أنهم ملاقوا الله والتي استعانت بربِّها وحده بالدعاء وقالوا {كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ * وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} [البقرة: 249- 250 ].
فقد صبَّرهم الله وهزم أعداءهم من الجالوت وقومه بل قتل داود جالوت الذي كان قائد قوات الكفر فقد جعل الله جائزة داود عليه السلام أن آتاه الله االملك والحكمة وأن يعلمه ما يشاء بل جعله الله نبياً وهو قوق ذلك كله.
وقد قال تعالى: {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ * الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ} [الحج: 41 ].
أضف إلى ذلك كله فإن الله قد رزق المؤمنين المجاهدين ألفا من الملائكة تنصر المجاهدين إلى يوم القيامة كما بيَّن شيخ الإسلام ابن تيمية في تفسيره الكبير في سورة الأنفال. ولله الحمد والمنة.
من ثمرات الإكتفاء بالله وحده:
1- تحقيق كلمة التوحيد وصرف العبادات لله وحده كما يريده الله قال تعالى {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [آل عمران: 18].
أقول: ما رأيت شهادة شهدها الله لنفسه أبداً إلا شهادته لكلمة التوحيد،.ثم قد قرن الله في شهادته هذه العظيمة أعظم خلقه وهم الملائكة بجميع مستوياتهم ثم ألو العلم وبجميع مستوياتهم.
وكل من علم حقيقة لا إله إلا الله وعمل بها فهو عالم بدليل هذه الآية وقد قال تعالى {إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [الزخرف: 86].
ثم وصف الله نفسه قائما بالقسط للإشارة أن نقوم كذلك بالقسط والعدالة، وقد جعل الله القيام بالقسط بعد الشهادة لكلمة لا إله إلا الله لنعلم من خلال ذلك وجوب قيامنا بالقسط كذلك، إذ لابد أن نستمده من الله الواحد الأحد كل صفات الجميلة لنتخلق بها، وقد بيَّن الله أنه سبحانه أرسل رسله بالبينات وأنزل معهم الكتاب والميزان ليقوموا بالقسط في سورة الحديد.
وهكذا الله سبحانه بدأ في الحديث القدسي بتحريم نفسه عن الظلم ثم قال: «وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا».
ثم وصف الله نفسه في ختام الآية العزيز الحكيم لنقوم بالدفاع لهذا الكتاب ولعدالة الله التي أنزله الله على عباده متوكلين على الله حق التوكل واثقين بالعزيز الغالب على أمره ومكتفين به وواثقين بالحكيم الذي يضع كل الأمور في مواضعها الصحيحة الحقيقية وفي سبل السلام التي من اتبع رضوان الله ونوره هداه الله إلى الصراط المستقيم صراط الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصدقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
2- ولاية الله سبحانه قال تعالى: {إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ} [الأعراف: 196] وقال تعالى {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * وَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَوْلَاكُمْ نِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ } [الأنفال: 40] ومن فوائد ولاية الله النصرة والمحبة والحفظ والرعاية والجنة في يوم القيامة.
وقد قال تعالى: {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا * ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ} [محمد: 10- 11 ].
{أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} [البقرة: 286].
وفي ذلك من الفلاح الدنيوي والآخروي وعدم الخسران والخيبة بالقوي العزيز ما لا يخفى.
3- النصرة والعزة والهداية في للمؤمنين، وهذا بالطبع من النعم التي لا تدانيها أي نعمة في هذا الوجود أبدا وقد قال تعالى {وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا } [النساء: 141 ].
ولكن أي إيمان؟! إنه ليس كإيمان كثير من المنافقين اليوم بل إيمان المكتفين بربهم الواثقين به وبنصره مهما كانت الأحوال، فهم المتوكلون على الله في السراء والضراء والحامدون لربِّهم كذلك في السراء والضراء الموالون لربِّهم ولرسوله وللمؤمنين، وإن اغتر الكفار وانبهروا بزخارف هذه الحياة الدنيوية أو بطروا وطغوا فاعلم أن الله سبحانه لهم بالمرصاد {لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلَادِ (196) مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ} [آل عمران: 196 – 197 ].
وقد قال العلماء ما معناه: إذا رأيت من صبَّ الله عليه من نعم الدنيا وهو مقيم على معاصيه فاعلم أن ذلك استدراج، بل يعتبر هذه من البشارات التي نستدل بها قرب نصر المسلمين ونهاية الكافرين كما قال تعالى {فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ * فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الأنعام: 45] فمن لم يكفه الله فلا كفاه الله .
والله ولي التوفيق
مقتطف من كتابي " شرح حسبنا الله ونعم الوكيل"
- التصنيف: