مظاهرات من خارج الحدود بين قراءتين !!
أهي صفعة شعبية عربية للكيان الصهيوني تلك التي حاولت اقتحام خطوط وقف إطلاق النار في كل من غزة والضفة والجولان وجنوب لبنان في ذكرى النكبة؟أم هي مناورة سياسية صفوية ترمي إلى إثارة دخان يحجب الاهتمام عن مجازر نظام دمشق في حق مواطنيه العزل؟
أهي صفعة شعبية عربية للكيان الصهيوني تلك التي حاولت اقتحام خطوط
وقف إطلاق النار في كل من غزة والضفة والجولان وجنوب لبنان في ذكرى
النكبة؟أم هي مناورة سياسية صفوية ترمي إلى إثارة دخان يحجب الاهتمام
عن مجازر نظام دمشق في حق مواطنيه العزل؟
في الواقع، أنه يتعذر الجزم بأي من الخيارين، فلكل منهما مؤشرات
تعززه.وما زال الوقت مبكراً للقطع في ظل اختلاط الأوراق وتداخل
المعطيات.
ففلسطين في قلوب أبناء الأمة حتى لو انشغلوا بمشكلاتهم المحلية
القاسية، على عكس ما يريد البعض تصويره.هي قضيتنا الكبرى بلا منازع،
وإن تطلبت نصرتها الحقة إزاحة المتاجرين بها من الساحة، من خلال تحرر
الشعوب من مرتزقة السياسة ودجالي المقاومة بالكلام الأجوف والشعارات
المكرورة التي ليس لها رصيد.وعليه، فلا عجب في أن يستثمر أهل القضية
المباشرون ذكرى النكبة الأليمة لاستنقاذها من باعتها في سوق التسويات
الهزيلة.ولا عجب في أن يتغلب أشقاؤهم في بلدان الجوار على آلامهم
الذاتية وينتصروا للقضية الأم التي يستحيل نسيانها.
إلى هنا، تبدو صورة الرد الشعبي الحازم على الاحتلال ووكلائه
المهزومين صورة وجيهة، لها سندٌ عملي ملموس فوق أرض الواقع، فالذين
جددوا عهد التصدي لمحنة فلسطين في محيطها هم اللاجئون الفلسطينيون
وكذلك الثائرون السوريون، الذين سبق لهم أن لوّحوا بمطاردة العدو
الغاصب عقاباً له على تواطئه مع نظام الخيانة المستبد بملايين
السوريين باسم ممانعةٍ كاذبة ومقاومةٍ زائفةٍ لا تتعديان الثرثرة
الفارغة.ولا سيما أن لص سوريا الأكبر ومصرف تبييض أموال عائلة النهب
المنظم لثرواتها رامي مخلوف قد باح بالسر المفضوح الذي يعلمه الجميع
وهو حماية نظام الأسد للكيان اليهودي الأثيم.
صحيح أن السوريين لم يكونوا في حاجة لإقرار مخلوف لكي يتبينوا المهمة
الفعلية لنظام القمع الطائفي المتسلط على رقابهم.فالواقع المكشوف يشهد
بأن ترسانة الأسلحة التي يملكها جيش العائلة المستبدة في سوريا لم
تسدد طلقة واحدة لتحرير الجولان منذ 34عاماً، ولو كان إطلاقها
بالخطأ!!لكن ملايين الطلقات من جيش النظام قتلت وجرحت آلاف السوريين
العزل من رجال ونساء وشيوخ وأطفال!!
غير أن السيناريو الآخر لا يخلو من وجاهة، فجنوب لبنان يقع تحت
السيطرة الفعلية لحزب نصر الله الذي يحمي الصهاينة في فلسطين الأسيرة،
ولا يمكن فعلياً تدفق حشود إلى هناك من دون موافقة أكيدة من حزب الولي
الفقيه!!وأما حدود هضبة الجولان المحتلة فإن السوريين يعلمون أنه يكاد
يستحيل على نحلة أن تتجه من الأراضي السورية إلى الجولان بلا إذن رسمي
من جهاز استخبارات سوري أو أكثر!! فكيف وصل المحتجون على الاحتلال
-بالعشرات أو المئات- إلى تلك المنطقة المحظورة ؟أليس من الممكن أن
النظام المختنق بثورة شعبه يريد لفت الانتباه إلى ساحة خارجية؟وربما
كان الأمر رسالة من النظام تترجم عملياً أقوال رامي مخلوف بأن استقرار
الكيان الصهيوني على الجبهة الشرقية مرهون ببقاء كلاب حراسته وكلاء
إيران في دمشق؟!
وقد تكون المسألة تقديم برهان جديد على أن مصير التظاهر السلمي هو
القتل، سواء أكان تظاهراً ضد جلادي الداخل أو سلطة احتلال معادية
رسمياً، وبخاصة أن الأبواق المنافحة عن دموية نظام الأسد كرروا دائماً
تبرير وحشية نظامهم بسلوك الأمريكان في العراق واليهود ضد
الفلسطينيين!! ولا عجب فالعبيد على دِين ساداتهم!!
ولعل من المفيد أن نتنبه إزاء هذا السيناريو إلى أن الجماعة خدعوا
مناضلين شرفاء ثم فتكوا بهم أو تركوهم لقمة سائغة لرصاص سادتهم
اليهود، لأن تحرير الأرض المحتلة من غاصب غريب لا يتم بالمظاهرات
السلمية التي قد تنجح في وجه ديكتاتور داخلي فقط.
13/6/1432 هـ
- التصنيف: