الأطفال أعداء بشار
أصبح للأطفال دورا في التظاهرات الاحتجاجية ضد نظام بشار، ففي مشهد بات متكررا ترى أطفالا في سن صغيرة تقود تظاهرة أو تشارك فيها، وقد أظهر فيديو انتشر بكثافة على الإنترنت طفلا يقود تظاهرة وسط العاصمة السورية دمشق، متحديًا بشار الأسد بشعارات قوية..
حمزة.. هاجر.. نادية وغيرهم .. أطفال في عمر الزهور لم يقترفوا ذنبا
سوى أنهم من أبناء سوريا الحرة ، لكن الرئيس بشار الأسد اعتبرهم أعداء
له وتفنن في تعذيبهم وقتلهم ليستحق عن جدارة لقب "قاتل الأطفال" أو
"مهندس المجازر" بحسب يصفه الثوار ومعارضوه.
فبعد أسابيع من عمليات القتل والتعذيب التي استخدمها نظام الرئيس
السوري لقمع معارضيه الذين يطالبون منذ 15 مارس الماضي بالحريات
وإسقاط نظامه، تمادى "الجزار" واستوحش ليستهدف الأطفال الأبرياء ليس
بالقتل فقط ولكن بالتعذيب والتمثيل بجثثهم.
وانتفضت سوريا لاستشهاد حمزة علي الخطيب (13 عاما) ، أو كما لقب
ب"سيد شهداء أطفال سوريا" ودشن النشطاء من الثوار صفحة باسمه باسم
"كلنا حمزة" وقالوا لن نسكت لأجل براءتك ودموع أمك وأبيك.. إنه حمزة
الذي تفنن شبيحة بشار في تعذيبه والتمثيل بجثته حتى قاموا بقطع عضوه
التناسلي.
وقد شوهد جسده عندما سلم لأهله يوم الأربعاء الماضي من قبل زبانية
الأمن وقد ظهرت على جسده كدمات في الوجه والساق وكسر في العنق وأثر
طلقة رصاص اخترقت ذراعه واستقرت في خاصرته اليسرى وطلقة أخرى في
اليمنى خرجت من ظهره وطلقة ثالثة في صدره.
وكان الذنب الذي اقترفه حمزة هو أنه أراد أن ينضم إلى فئة الرجال كما
ربته أسرته، أراد أن يشارك في تظاهرة يوم الغضب في 29 أبريل الماضي،
في بلدة الجيزة مسقط رأسه بالقرب من درعا مهد الاحتجاجات فخرج مع
المشاركين لفك الحصار عن المدينة فاعتقله المجرمون مع 25 من
المتظاهرين ما يزال مصيرهم مجهولا.
وبعد انتشار فيديو "حمزة"، سارعت المواقع الإلكترونية الخاصة
بالمعارضة السورية إلى التعليق على تلك الجريمة، ولا سيما موقع رئيس
المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان عمار قربي، الذي جزم بأن هذه الجرائم
لم ترتكب أو تسجّل حتى في ذروة الممارسات الفاشية التي ارتكبتها أجهزة
حافظ الأسد، سواء خارج المعتقلات أو داخلها، بما في ذلك سجن تدمر
نفسه، الذي شهد أفظع وسائل التعذيب، وأنها لم تصل حتى في ذروتها
القصوى إلى قطع الأعضاء التناسلية للمعتقلين، سواء وهم أحياء أو بعد
تصفيتهم تحت التعذيب.
وقد اعتبر البعض حمزة الخطيب نظير "محمد الدرة"، وهو المكافئ السوري
لحالته، مشبهين الرئيس السوري بشار الأسد برئيس الوزراء الصهيوني
الأسبق إرييل شارون.
وعمت سوريا كلها يوم "سبت الشهيد حمزة" المظاهرات المنددة بنظام
القمع والوحشية لبشار الذي قتل منذ بداية الاحتجاجات أكثر من ألف شخص
بينهم 25 طفلا واعتقل الآلاف ارتكب ضدهم أبشع أساليب التعذيب لم يسلم
منها الأطفال والفتية من إخوان حمزة.
ويؤكد الحقوقي "عمار قربي" ونشطاء آخرون أن أطفال آخرون يقتلون
يومياً ولكن الإعلام السوري وبالتعاون مع الوسائل الإعلامية الموالية
للأسد تحاول طمر المشهد الحقيقي لما يدور فعلياً في ساحات المدن
خصوصاً في درعا و حماه وحمص.
ويستمر مسلسل قتل الأطفال على يد المجرمين، فها هي الطفلة هاجر
الخطيب التي قتلت في مدينة تلبيسة التابعة لحمص تفضح إجرام النظام
السوري وكذلك سقطت الطفلة نادية صفوع والطفل عبده بعجة لدى ذهابهم إلى
المدرسة برصاص أمن بشار.
وأصيبت هاجر برصاصات الغدر من قوات الأمن أطلقوها على حافلة المدرسة
التي كانت تقلها وأطفال آخرين ليقدموا امتحاناتهم في إحدى مدارس حمص
في مجزرة أسفرت يوم الأحد الماضي عن استشهاد 7 مدنيين بينهم الطفلة
هاجر، وإصابة أطفال آخرون.
ومثلما ظهرت صفحة "كلنا الشهيد حمزة الخطيب"، على "فيس بوك"، ظهرت
صفحة للطفلة هاجر الخطيب، بعنوان "كلنا الطفلة الشهيدة هاجر تيسير
الخطيب"، وسط مطالبات حقوقية بفتح تحقيق نزيه في الحادث فضلا عن حالات
التعذيب الأخرى ضد المعتقلين وتقديم الجناة إلى العدالة.
وأصبح للأطفال دورا في التظاهرات الاحتجاجية ضد نظام بشار، ففي مشهد
بات متكررا ترى أطفالا في سن صغيرة تقود تظاهرة أو تشارك فيها، وقد
أظهر فيديو انتشر بكثافة على الإنترنت طفلا يقود تظاهرة وسط العاصمة
السورية دمشق، متحديًا الرئيس بشار الأسد بشعارات قوية؛ منها "طير
وفرقع يا بشار.. ما بيصير أكتر ما صار".
ويظهر طفل في الفيديو وهو محمول على الأكتاف، وفي يده ميكروفون ويقود
المتظاهرين في قلب دمشق، وهو ما جعل الكثيرون يتساءلون عن مصير الطفل
وعائلته في ظل نظام بشار الذي يتعامل بوحشية مع المتظاهرين خاصة إذا
وجد بينهم أطفالا.
وأمام هذه المذابح التي يرتكبها نظام المجرم بشار ضد زهور وأبرياء
سوريا، أين منظمات حقوق الإنسان وحقوق الطفل العالمية وحتى
الإسلامية؟.. أين هي من قول الله تعالى في الدفاع عن حق الأطفال
وتخليصهم من الظالمين {وما لكم لا
تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين
يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها} [النساء:
75].
28/6/1432 هـ
- التصنيف: