الشكر
فالشاكر يمتلئ شعوره ومشاعره، وتختلج نفسه وجوانحه بالشكر، حتى إنه لا يدري كيف ومتى وعلام يشكر الله! ولسان حاله ومقاله دائما يقول: لله الشكر على ما منح وما منع.
الشكر
الشكر في اللغة هو العرفان بالإحسان، والثناء على المحسن بما أثناه من معروف.
فهو ليس كلمة مجردة دون شعور عميق بها، ودون أن ينعكس على اطمئنان القلب ورضاه، ودون أن ينعكس على انفعالاتنا في حياتنا.
ليس مجرد كلمة مع تسخط أو حسد للغير، لما يتمتع به من ظاهر النعم. ليس مجرد كلمة جوفاء تغلبها نقمة على القدر، أو استقلال رزق.
يشعر الشاكر أن حياته لا تكفي شكر نعم الله عليه لو قضاها كلها شاكرا، ويستشعر نعم الله عليه في كل موقف أو مشهد، وفي كل آن ومكان.
والشاكر لا يتطلع إلى ما في يد غيره. فإذا كانت لديه سيارة أو منزل، نظر إلى من لديه سيارة أصغر أو منزل أصغر، واستشعر شكر الله تعالى على نعمه، وحادث نفسه قائلا لها: ماذا لو أعطاني الله أقل مما أعطاني؟ ألا يكفي ذلك لشكر الله؟
وإذا لم يرزق الله الشاكر بأموال، نظر ذلك الشاكر إلى من دونه، وشكر نعم الله التي لا تحصى عليه. وإذا نظر إلى من ابتلاهم الله تعالى بالأمراض أو العاهات، سأل نفسه: أكنت قادرا على صبر هؤلاء إن أصابني ما أصابهم؟ ألا يكفي ذلك لشكر الله؟
إن الشكر شعور وامتنان في كل لحظة وفي كل حركة، في كل فكرة وفي كل سكنة! شعور يملأ القلب! حين تتناول الطعام في منزل مريح، لا تدري بأي شيء تشكر الله تعالى! أتشكره على الطعام أم المنزل أم العافية أم الستر أم البركة أم الغنى؟
وحين يسير في الشارع، يشكر الله تعالى على تفضيله له على كثير من الناس من حوله. وإذا وجد من يملك سيارة أو منزلا أو متاعا أفضل مما يملك، لا يشعر الشاكر بحسد أو سخط أو تذمر تجاه هذا الإنسان! فهو لا يدري إن كانت تعاسته أو حتفه فيما ملك!
فالشاكر يمتلئ شعوره ومشاعره، وتختلج نفسه وجوانحه بالشكر، حتى إنه لا يدري كيف ومتى وعلام يشكر الله! ولسان حاله ومقاله دائما يقول: لله الشكر على ما منح وما منع.
هاني مراد
- التصنيف: