ليبراليو السعودية.. مرة أخرى أأدركتم حجمكم ؟!

منذ 2011-06-27

لن ندخل في جدلية يلح عليها الليبراليون في السعودية عن حاجة المرأة أو عدم حاجتها لقيادة السيارة بنفسها؛ فذاك أمر قد أفاض فيه كتاب فضلاء، بل سنفترض جدلاً أن ثمة من هن بحاجة أصلاً لهذا الموضوع...


لن ندخل في جدلية يلح عليها الليبراليون في السعودية عن حاجة المرأة أو عدم حاجتها لقيادة السيارة بنفسها؛ فذاك أمر قد أفاض فيه كتاب فضلاء، بل سنفترض جدلاً أن ثمة من هن بحاجة أصلاً لهذا الموضوع، ولكن دعونا نناقش فشل حملة قيادة المرأة من زاوية مختلفة نوعاً ما، وهي الاغتراب الذي يعيشه المتغربون في بلاد الإسلام، والذي يقاسون جراءه أكبر مستويات التجاهل والمعارضة من شعوب بلادهم التي ينتمون إليها اسماً، ويخاصمونها فعلاً.


والحال أن إخفاق المستنفرين لإطلاق وتبني حملة قيادة المرأة للسيارة بهذه الصورة في مخالفة النظام المعمول به، ومناهضة جمهور العلماء والمشايخ الرافض لهذه الحملة، وتجاهل ملايين النساء للحشد غير المسبوق الداعي إلى نزول النساء لقيادة سيارات أسرهن، يكشف بجلاء حجم هذا التيار وضعف شعبيته وبعد المسافة بينه وبين طموحات النساء ومتطلباتها وحقوقها الرئيسة.


والتيار الليبرالي الذي نشط من عقال لأجل قضية تافهة ـ في هدفها المعلن بالتأكيد ـ كهذه، يبرهن بكل وضوح على إفلاسه وعجزه على تقديم مبادرات ذات طبيعة نفعية لهذه البلاد برغم هيمنته شبه الكاملة على كثير من وسائل الإعلام بأنواعها في السعودية، واستحواذه على القسط الأكبر مما تنتجه هذه الوسائل من مواد إعلامية تتضافر بتنسيق متكامل ومنظم مدعوم بجيش من "منظمات المجتمع المدني" المحلية والإقليمية والدولية، تعزف جميعها نغمة نشاز لا يستسيغها الشعب السعودي ولا يقبلها برغم هذا الاحتشاد اللانمطي الذي نفذته هذه التكوينة المتناغمة المالكة للمال والإعلام والمظلة الدولية معاً.


بالطبع نحن ندرك أن وراء الأكمة ما وراءها، وليس المراد مجرد قيادة لسيارة في حالة طارئة، وإنما هي حجة دارجة ينفذها التيار الليبرالي في كل مكان في بلدان العالم العربي وتتلخص في تبني حملات مغلفة بأغراض قد تبدو لدى البعض منطقة، فيما يستر الغلاف جملة من المرامي الرجعية الهابطة.


هكذا، نعم، تجري الأمور على هذه الوتيرة، هدف قشري معلن يستبطن خلفه أهدافاً أخرى يخجل الليبراليون من إعلانها للجماهير فيعمدون إلى خداعهم وتبييض المواقف المخزية بأخرى تبدو ربما متفهمة لدى بعض قليلي المعرفة والتفكير، وهذا في حد ذاته يصيب المشروع الليبرالي برمته بالمعرة والخذلان، إذ إن نضارة وبهاء المبادئ لا يمرر عبر الخدع والأكاذيب، وعلى الجانب الآخر من البحر الأحمر يقاتل الليبراليون من أجل تأجيل الانتخابات البرلمانية لأنهم يدركون بكل المؤشرات أنهم منبوذون من الشعب المصري المسلم، فالتصقوا بشعار "الدستور أولاً" بدلاً من أن يقولوا "الانتخابات والديمقراطية والليبرالية التي نخدعكم به أخيراً بل حبذا لو لم تحدث بالمرة"!


إن الهدف الذي يغلف بآخر غيره، لا يمكنه أبداً أن يكون رائعاً ومقنعاً ونزيهاً. والخجل المفضي إلى إبطان النزعات الأخرى ليس له تفسير سوى تهافت وهشاشة الفكر الذي يحمله؛ فالحق أبلج والباطل لجلج، كما أن اختيار توقيتات لهذه الحملة بالذات ـ مثلما لفت إلى ذلك الشيخ ناصر العمر أوائل الأسبوع الماضي بحيث تعقب أو ترافق حدثاً ما كحرب الخليج الثانية، حينما كانت البلاد في حالة حرب، أو الآن بالتزامن مع الثورات العربية وفي أعقاب ما يُسمى بـ"ثورة حنين" الخائبة ـ، يحاكي تصرفات المنافقين يوم الخندق واختلاقهم الأزمات في مظانها، ويؤكد على أن هذه الحملات التي سمعنا رجع صداها في بيانات العفو الدولية وهيومان رايتس ووتش، وغيرها من المنظمات الدولية العوراء التي تبصر كل حركة في السعودية وتعمى عن ذبح نساء سوريا، ليست بريئة عن وقوعها في سطور مخطط معروف لنقل المرأة السعودية من حياتها الهادئة التي تعيشها إلى أخرى صاخبة لا تتفق وقيمها ودينها وأصالتها واحترامها لذاتها وإنسانيتها.


23/7/1432 هـ
 

المصدر: موقع المسلم
  • 0
  • 0
  • 2,186

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً