البخاري
قال ابن تيمية رحمه الله "ليس تحت أديم السماء كتاب أصح من البخاري ومسلم بعد القرآن "
أجمعت الأمة على صحة كتابي الإمام البخاري ومسلم ويد الله مع الجماعة ومن شذ شذ في النار .
والمتطاول على السنة هو ممن قال الله فيهم :
" {فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله} "
وقوله :
" {فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم } "
وقوله :
{ولو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم ولو أسمعهم لتولوا وهم معرضون} "
ودليل الإجماع الواجب اتباعه جاء في قوله سبحانه :
" {ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيراً} " وقوله صلى الله عليه وسلم :
" «إن الله لايجمع أمتي على ضلالة» "
قال الإمام النووي رحمه الله :
" أجمعت الأمة على صحة هذين الكتابين ووجوب العمل بأحاديثهما "
وقال ابن تيمية رحمه الله
"ليس تحت أديم السماء كتاب أصح من البخاري ومسلم بعد القرآن "
ومن دلائل صحة كتاب البخاري ومسلم المشاهدة ما نقل من احاديث أشراط الساعة التي أخبر بها النبي صلى الله عليه وسلم فوقعت بعده بعشرات ومئات السنين كما أخبر بها عليه الصلاة والسلام .
والمنطق والعقل يقول:
اليقين بصحة ما نقل ووقع من أشراط الساعة يقين على صحة ما نقل من أبواب غيرها.
" إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو القى السمع وهو شهيد "
وأحاديث البخاري ومسلم لم تنقل بالحرف واللفظ كما نقل إلينا القرآن ، لم يقل بذلك أحد من العلماء.
قد تنقل حرفا ولفظا ومعنى وقد تنقل معنى فقط وإن نقلت بالمعنى فالمعنى تام تام تام ، لم يحرف ولم يغير لإن من نقله هم الصحابة الذين زكاهم الله في كتابه في غير ما آية فقال:
{ {وأولئك هم المفلحون} } ، { {وأولئك من الصالحين } )
{ { أولئك هم خير البرية} } { {للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون} } ( {أولئك أصحاب الجنة خالدين فيها جزاء بما كانوا يعملون ) {أولئك هم المؤمنون حقا لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم} }
ولا غرابة فيما ظهر هذا الزمان من تطاول على السنة فقد أخبر عليه الصلاة والسلام بذلك فقال:
" «يوشك أن يقعد الرجل متكئاً على أريكته يحدث بحديث من حديثي فيقول بيننا وبينكم كتاب الله ، فما وجدنا فيه من حلال استحللناه ، وما وجدنا فيه من حرام حرمناه ، ألا وإن ما حرم رسول الله مثل ما حرم الله» "
ولولا ماورد إلينا من صحيح السنة لجهلنا تأدية جميع العبادات من صلاة وصوم وحج وزكاة ومعاملات وغيرها .
ولقد وضع البخاري ومسلم شروطا في نقل أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم لو وضعت على أهل هذا العصر لما تحقق فيهم شئ من هذه الشروط إلا ماندر لقلة العلم والتقوى .
لقد وعد الله سبحانه وتعالى بحفظ وحيه فقال " {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون} " .
وإن ما نطق به النبي صلى الله عليه وسلم هو وحي من الله قال تعالى " { وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى} "
فكان حفظ الله تعالى شاملا للكتاب والسنة ... وهو ماتحقق بفضل الله ورحمته ... فحفظ سبحانه كلامه وكلام رسوله في قلوب رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه وما بدلوا تبديلا .... حفظ في الصدور والسطور من قرن إلى قرن إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها .
عبد الله قهبي
- التصنيف: