كيف تكسب تأييد خصمك إعلامياً؟

منذ 2019-03-29

وحتى أكون واضحاً فيما أريد، فإني أرى أن طرح مجموعة من نقاط التفاهم - مهما كان نوعها - بينك وبين مناظرك أو خصمك أو سمّه ما تشاء، الواحدة تلو الأخرى ستجعله يتفق معك فيها أمام وسائل الإعلام لأنه يتفق معك فيها أصلاً

انجرار خصمك في أي موقف إعلامي إلى مربعك وتأييده لفكرتك يعني بالضرورة سلامة نظرتك وخطأ تصوراته السابقة، والانجرار الكامل لنصر كامل، ولكنه غالباً - وبنسبة عالية جداّ - لا يكون، لأن خصمك يعرف تماماً طبيعة مهمته، حتى لو اقتنع اقتناعاً تاماً بما تقول، فهو عندما يقابلك إعلامياًّ لن تسمع منه سوى: لا!!.

أريد هنا أمراً.. أريد أن أبين للإعلامي المسلم أن مهمته الإعلامية في المناظرات الإعلامية ووجوده مقابل خصومه ومناظريه لا يعني وجوده أمام خيار يتيم وحيد وهو المواجهة الدائمة.

برأيي، إن الإعلامي المسلم في بعض الحالات قد يستطيع أن يكسب اللقاء الإعلامي بصورة أخرى، وهي الحصول على تأييد ولو جزئي من خصمه أو خصومه للطرح الذي يطرحه، سيما وهو يمتلك موقفاً مستنداً إلى نصوص الشرع، وقوة الموقف السياسي التي يتمتع بها في أغلب الأحيان.

وحتى أكون واضحاً فيما أريد، فإني أرى أن طرح مجموعة من نقاط التفاهم - مهما كان نوعها - بينك وبين مناظرك أو خصمك أو سمّه ما تشاء، الواحدة تلو الأخرى ستجعله يتفق معك فيها أمام وسائل الإعلام لأنه يتفق معك فيها أصلاً، ولكنك تكسب كسر حاجز الرفض الدائم لما تقول، والمعارضة المستمرة لما تطرح.

نزار نبيل أبو منشار

عندما أهيئ نفسي لمعاداتك، وأجلس أمامك نداًّ لند، وأرتب أفكاري على رفض ما تأتي به لأحقق السبق عليك، وتأتيني أنت بموقف مماثل، ولكن بأسلوب فيه من الدهاء ما فيه، فتبدأ في لحظة تختارها باستدراج موقفي لقضايا تم التوافق عليها سلفاً، وأنا وأنت نعلم أننا متفقان فيها، أنت في الحقيقة جعلتني بين شدّ وجذب، ووضعتني أمام حالة نفسية لا تعني دوام الصدام، وهذه بحد ذاتها إنجاز لك، وقوة أمام الرأي العام، وزعزعة نفسية لي أمامك.

أضرب مجموعة من النماذج والنسب المئوية المقترنة بها، فأنت إعلامي مسلم تواجه الصحافة ممثلاً لتيار إسلامي، وأنا واحد من هذه الحالات:

♦ محلل سياسي مستقل، فإذا عرضت رأيك مدعوماً بالدليل قد تصل نسبة الموافقة (100%).

♦ مسلم يخالفك في تصوراتك السياسية أو الاجتماعية، وهذه أيضا قد تصل نسبة التوافق بناءً على خطابك إلى (100%).

♦ علماني أو ماركسي يبغضك ويخالفك، فإذا أثرت نقاطاً قد تتلاقى فيها معه كقضايا العمال أو النشاط الزراعي أو العمل الفلكلوري أو حتى قضايا سياسية معينة أو قضايا ينشط فيها التيار الماركسي على الساحة الفلسطينية عموماً فإن نسبة التوافق قد ترتفع إلى (30 أو 40%).

وإذا افترضنا أن ما نسبته (5%) من التوافق بعد استثماره منك سيصب في مصلحتك، فنحن نتحدث عن إنجاز حقيقي حققته بذكائك، وقدرتك في العرض الإعلامي، وبراعتك في اقتناص المواقف من خصومك مهما تلونت أشكالهم أو انتماءاتهم أو نظرتهم إليك.

 

  • 0
  • 0
  • 1,968

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً