الاتجاه الكلاسيكي في العالم العربي
والمراد بالحداثيين الكلاسيكيين هم الذين التزموا أصول الحداثة وأسسها الثورية من رفض القديم الحق وضرورة التحول والتطور في الأصول والمصادر المعرفية والفكرية والصراع مع الموروث الديني
الكلاسيكية الحديثة
وفي أواخر القرن التاسع عشر بدأت المدرسة الكلاسيكية الحديثة, أو ما يطلق عليها (النيوكلاسيكية), وهي اتجاه حاول أن يجمع بين الكلاسيكية التقليدية الجامدة والرمانسية الخيالية المتطرفة وبلغت الكلاسيكية الحديثة قمتها في أعقاب الحرب العالمية الأولى على يد كل من عزراباوند, وت. س. اليوت, وت. ل. هيوم, وجون كرورانسم, وكلانيت بروكس, وآلان تيت, وغيرهم, وكان هذا الاتجاه يرى أن تقليد الفلسفات القديمة مفيد عندما تكون في خدمة الإنتاج الأدبي والفلسفي الجديد, فالقديم ليس مجرد قوالب صماء, يجب أتباعه, بل العقل يختار من التقاليد القديمة ما يناسب الإنتاج الحديث, الذي يجب أن يفرض نفسه على القديم, كل قديم, وهم لا يفرقون في هذا الاتجاه بين الدين الحق والآداب والفلسفات الوثنية, فكل هذا القديم يجب أن يخضع للعقل والفكر المعاصر, ليختار منه ما يناسبهما, وينفعهما, دون الخضوع له.
هذه الصورة الجديدة (أعني الكلاسيكية الحديثة), هي التي استغلها الحداثيون, في العالمين, الغربي والعربي, وسار كثير منهم على نهجها, وانتسبوا إلى الكلاسيكية بهذا المفهوم الحديث.
الاتجاه الكلاسيكي في العالم العربي
لم يكن في الأدب العربي مدراس واتجاهات أدبية بالمعنى المعروف لدى الآداب الأجنبية وإنما كانت أساليب وطرائق وأنواع أدبية لم تدخل المذاهب الأدبية الغربية بمفهوماتها الفلسفية إلى العالم العربي إلا في مطلع القرن الميلادي العشرين بسبب الابتعاث والترجمة ونحوهما .
وممن اشتهر بالكلاسيكية في العالم العربي محمود سامي البارودي وأحمد شوقي ومحمد مهدي الجواهري ومعروف الرصافي وجميل صدقي الزهاوي وخليل مطران وبشارة الخوري وشفيق جبري وبدوي الجبل والقروي وإلياس فرحات ومحمود قابادوا وغيرهم كثير . على تفاوت بين هؤلاء في تمسكه بالقديم ومراده به.
والمراد بالحداثيين الكلاسيكيين هم الذين التزموا أصول الحداثة وأسسها الثورية من رفض القديم الحق وضرورة التحول والتطور في الأصول والمصادر المعرفية والفكرية والصراع مع الموروث الديني بغية تغييره وإخضاعه للفكر الحديث التزموا ذلك مع إيمانهم بالأوزان والقوافي القديمة واستلهام الرموز الوثنية والفلسفات اليونانية والرومانية وآدابها ومن افتخر بالحركات الباطنية والفلسفية والثورية في التاريخ الإسلامي وكذلك الخارجين والمنحرفين عن الإسلام فإنه يعيد كلاسيكيا عند بعضهم.
- التصنيف:
- المصدر: