حسن الظن بالله
قوَّة النَّفس، والإصرار، والتحدِّي: لو أمكن للفرد أن ينقشها على جدار بيته لفعل؛ لأنَّ مجرَّد رؤيتها وقراءتها، يمهِّد الطريقَ الصعب الوعر.
تلوح للإنسان آمالٌ في هذه الحياة يَسعى إلى تحقيقها، وهذه الامالُ تلزمها الإرادةُ الصلبة، والعزيمةُ الفولاذيَّة؛ حتى يتمَّ تجسيدها على أرض الواقع.
الأملُ والحلمُ هما اللذان يدفعانك إلى النَّشاط في هذه الحياة؛ لأنَّك منذ استيقاظك في الصَّباح، ترى بين عينيك هذا الطَّيفَ الجميل، فيجعلك تشعرُ بالسَّعادة ونشوةِ الفرح والإقبالِ على الحياة.
كم هم كُثر أولئك البؤساء الذين حَرموا أنفسَهم هذه النِّعمة! لأنَّ الحلم ليس ملك أحد مِن النَّاس؛ بل هو ينتظرك حتى تجسِّده، وتمنحَه الحياة.
من الناس مَن حُرم نِعمة الولد، ومنهم مَن حُرم نعمةَ المال، ومنهم مَن حُرم نعمة الصحَّة، ومنهم مَن حُرم نعمةَ السلطة؛ لهؤلاء كلهم الحقُّ في أن يأمُلوا ويحلُموا، وحُسنُ الظنِّ هذا دليلٌ على قرب تحقُّق ما يريدونه.
ولو نقَّبتَ في الإسلام، لوجدتَه مملوءًا بمعاني حُسن الظَّن بالله؛ لأنَّ ذلك مدعاة إلى العمل وبذْلِ أقصى الطَّاقات.
تصوَّر إنسانًا فاشِلًا كسلانَ عيناه مُظلمتان؛ من المؤكَّد أنَّه سيكون مكبَّلًا، رغم أنَّ لديه مِن الطاقات والقدرات ما يمكِّنه من تحقيق أهدافه بسهولة.
قوَّة النَّفس، والإصرار، والتحدِّي: ثلاثيَّة من ذهَب، لو أمكن للفرد أن ينقشها على جدار بيته لفعل؛ لأنَّ مجرَّد رؤيتها وقراءتها، يبثُّ في الأوصال الحركة، ويمهِّد الطريقَ الصعب الوعر.
إحسان الظَّنِّ بالخالق والروح الفعَّالة المبدعة، تؤدِّي إلى تحقيق إنجازات كثيرة، ربَّما ما ينقص هي تلك الأفكار والتصوُّرات الإيجابيَّة؛ لأنَّ ما تضعه في مخيلتك تجده أمامَك، فانعكاس العالَم الذي حولك هو في نفسك ومضمونها، وإحسان الظنِّ بالله اعتقادٌ في الذِّهن يجعل كلَّ شيء قابلًا للتحقيق، وهذه مسلَّمة لا نقاش فيها.
أسامة طبش
- التصنيف:
- المصدر: