مباركينَ رمضان...!
إذا صام أحدكم فليصم معه سمعه وبصره وجوارحه
• تهانينا لكم ببلوغ رمضان، وجعلكم الله مباركين فيه، مسارعين في طاعته، جادين في حمله، مثابرين في حسناته( {وجعلني مباركا أينما كنت} ) [سورة مريم] .
• قال العلامة ابن سعدي رحمه الله:( إذا سألت الله أن يبلغك رمضان، فسله البركة فيه، فليس الشأن في بلوغه، ولكن ما ستعمل فيه ). والمقصد لزوم الخير والمواظبة عليه.
• قال ابن القيم - رحمه الله -: ( البركة حقيقتها الثبوت واللزوم والاستقرار ) والبركة: النماء والزيادة، والتبريك الدعاء بذلك، ويقال باركه الله وبارك فيه، وبارك عليه، وبارك له، وفي القرآن: ﴿ {أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا} ﴾ سورة القصص.
• وكتابه مبارك، قال تعالى: ﴿ {وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ} ﴾] الأنعام: 92] ، وقال تعالى ﴿ {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ} ﴾ [ص: 29]، وهو أحق أن يسمى مباركاً من كل شيء لكثرة خيره ومنافعه، ووجوه البركة فيه، والرب تعالى يُقال في حقه تبارك ولا يقال مبارك..!
• ومباركة العباد في رمضان أي لزومهم الطاعة، ومسارعتهم فيها، وتوفيق الله لهم جدا ودأبا ومزيدا وثباتا .
• وبركة المؤمن في رمضان استقباله بجد ونشاط، وصيامه بتأله وصدق، وملؤه طاعة وبذلا، وعدم تضييع لحظاته وساعاته ( {خذوا ما آتيناكم بقوة} ) [سورة البقرة والأعراف] .
• ومن البركة شعوره بإخوانه الصايمين والجود لهم، والتماس حوائجهم ومساعدتهم في شهرهم وصيامهم.
• وسؤال الله تعالى البركة ثباتا ونماءً ، يقتضي حسن التوكل والإخلاص، ومجافاة الهمة والعزيمة، وعدم الركون للقوة والطاقة ، وطلبها من مالكها وخالقها تبارك وتعالى ( {إياك نعبد وإياك نستعين } ) [سورة الفاتحة] .
• ورمضان شهر البركات لما وضع فيه من رحمات دفاقة، وحسنات سيالة، وقربات زخارة، تورث الهمم مشاعل، وتمْنَح العزائم دعائم، وتنتهي بالمرء لأحسن المنازل والمراتب، ليس أقلها قوله صلى الله عليه وسلم ( «إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة» ..)
• فالجنان مفتحة، والنيران مغلقة، والشياطين مغلولة مصفدة، وكل ذلك هيبة للشهر، وتقدير لمكانته، وتعظيم لبركاته...!
• وتتزايد تلكم البركات الرمضانية ما تزايد صوم العبد، وحسن إمساكه، وطابت تقواه، وصدقت رجلاه في الأعمال الصالحة .( {لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض} ) [سورة المائدة] .
• وتشح البركة مع صيام مجرد الطُعم فقط، مطلق للجوارح العنان، بخيل بالطاعات، ومتجاوز باللسان، ليس له منه الجوع والعطش..!
• ومن بركات المصطفى عليه الصلاة والسلام أنه يتعاظم في رمضان ويشع خيره إشعاعا عجيبا ( «كان رسول الله أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان» ).
• ويتحول إلى ( ريح مرسلة ) تطير بالخيرات، وتواصل بالموانح، وتجود بالفواضل والمبرات، بل يتجاوزها خيرا وبذلا وإسراعا( {وسارعوا إلى مغفرة من ربكم} ..) [سورة آل عمران] .
• وثمرات البركة في رمضان جد لا ينتهي، وهمم متسارعة، وروحانية عالية، وسعادة غامرة، وتيسر الطاعات، ومضاعفة الأوقات والأرزاق ، وحصول الراحة والانشراح، وعدم الملل والمتاعب ( {ألم نشرح لك صدرك} ) [سورة الشرح] .
• وبرمضان تنشرح الصدور، وتطيب القلوب، وترف الأرواح، وتخالطها العجائب النورانية، والفتوحات الربانية .
• ومن الصالحين من يعاين البركة في رمضان فيُفتح له في الطاعات فتحا عظيما، ويغادره الكسل والتعب.. كما قيل؛ فليتك تحلو والحياة مريرة/ وليتك ترضى والأنام غضابُ
• وهو ما يفسر لك ختماتهم القرآنية الغزيرة، والانقطاع الأخروي ، والتلذذ بالطاعات، مع تباعد عن الدنيا عزيز، وزهد في ملذاتها عجيب...! فبعضهم بركة وقت وعبادة، وآخرون كرامة وولاية..،! والفضل لله أولا وآخرا ( {وما بكم من نعمة فمن الله} ) [سورة النحل] .
• وكما قال بعضهم :( مساكين أهل الدنيا، خرجوا منها وما ذاقوا أطيب ما فيها، فقيل له: وما أطيب ما فيها.؟! قال: ذكر الله والأنس به، والشوق إلى لقائه ).
• ومن أسباب تحقيق البركة في رمضان: طلبها من الله بصدق وإلحاح .
• صيانة الصوم قولا وعملا، والإخبات فيه تذللا وطاعة.( إذا صام أحدكم فليصم معه سمعه وبصره وجوارحه ).
• واستثماره عبادة وذكرا وقرآنا فريدا متسارعا .( {شهر رمضان الذي أُنزل فيه القرآن} ).
• التجرد لله إخلاصا وتوكلا واعتمادا ، وقفو النهج سنةً وعملاً واقتداء، ( { لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة} ) سورة الأحزاب .
- التصنيف: