كيف تكون متقناً لكتاب الله

منذ 2019-05-19

ثانياً: أن تجتنب المعاصي كلها خصوصاً أكل الحرام لكون الوحي علم ونور ونور الله لا يعطى لعاص

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المرسلين وعلى آله ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين
أما بعد
فيا أيها القارئ الحافظ - رحمني الله وإياك - اعلم إذا أردت إتقان كتاب الله بالحفظ المتقن فعليك بهذه الخصال الآتية:-
أولا: حفظ كتاب الله بالاخلاص لا تريد به أن تنال به عرضاً من الدنيا قليل أو لتأكل به أبداً 
ثانياً: أن تجتنب المعاصي كلها خصوصاً أكل الحرام لكون الوحي علم ونور ونور الله لا يعطى لعاص
ثالثاً : على الحافظ الالتزام بكثرة القراءة وتكرارها وترتادها , فكلما أكثرت من الختمات ولو ثلاثة أيام أو أقل كلما كان حفظك أقوى , ولذلك قلًّ من يخطأ في الفاتحة لكثرة ترتادها في الصلوات في النهار وفي الليل.
رابعاً: القيام به في صلاة الليل, فعندما تستيغظ من النوم في وقت السحر وقد استرح دماغك وكل جسمك والجو هادئ جداً سوف تجد أنه من أعجب الأوقات لحفظ كتاب الله وإتقانه, كما ستجد أنه سهل جداً كالفاتحة ولذلك قال تعالى { { إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا } } [ المزمل: 6 ] 
وجاء في الحديث الذي رواه أهل السنة من حديث علي بن أبي طالب " «سنَّ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وقال إنَّ اللهَ وِترٌ يحبُّ الوِترَ ، فأوتِروا يا أهلَ القرآن» " [صححه الألباني في صحيح الترمذي برقم 453]  
خامساً: المدارسة به بين الأحباب طوال العام, وهذا مما يُتقن به القرآن بعد حفظه , وهو ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم وجبريل عليه السلام في شهر رمضان.
سادساً: معرفة الآيات المتشابهات والقدرة على التمييز بينهما وأن يكون خبيرا في ذلك , وطبعاً, يوجد بعض الكتب تبين ذلك ولكن على الحافظ أن يكون نبيهاً على ذلك , مع العلم أن هذه هي المواضع التي يوسوس به الشيطان لكي يوقع المرء الخطأ في كتاب الله. 
سابعاً: الاستماع إليه خصوصاً في هذا الزمان الذي سخَّر الله هذه الآلات المعروفة التي تقرأ لك القرآن في كل مكان وزمان في خارج البيت وفي سيارتك وفي بيتك وعند نومك واستراحتك والمرءة كذلك عند أعمالها المنزلية وفي مطبخها وفي غرفة نومها ومجلسها. 
ثامناً: قراءته في صلوات الفرائض يبدأ من البقرة إلى الناس لكون القراءة أمام الناس مما يرسِّخ الحفظ في القلوب كما ستجد كذلك الأحاديث إذا ألقيتها أمام الناس في خطبة أو محاضرة على ظهر القلب ستجد أنه سيترسَّخ في القلب وهو مجرَّب, حتى ولو اضطررت لتصلي وحدك منفرداً فلئن تقرأ القرآن في صلاتك أفضل من أن تتركه لكون القراءة في الصلاة أكثر بركة من غيرها.
تاسعاً: تدريسه للطلاب لكون المدرسين يعيشون مع القرآن في جل أوقاتهم مع ممارستهم المستمرة لهم فيكون هذا معيناً على إتقانهم.
عاشراً: الدعاء والاستعانة بالله,فكل عمل لم يستعن المرء بربه ويدعوه بأن يوفقه به لا يُوفق
نسأل الله أن يوفقنا بإتقان كتابه العزيز كما يحبه الله ويرضاه ويجعلنا من أهل الله وخاصته المحبين لكتابه العاملين به المخلصين له والداعين فيما جاء به ويجعله حجة لنا لا علينا إنه هو المولى والقادر على ذلك يا أرحم الراحمين, آمين. 
الفقير إلى رحمة ربه وعفوه
عبد الفتاح آدم المقدشي

  • 14
  • 0
  • 9,831

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً