أسباب النزول - (ولقد أنزلنا إليك آيات بينات وما يكفر بها إلا الفاسقون)
سبب نزولها ما أخرجه ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: (قال ابن صوريا للنبي صلى الله عليه وسلم: يا محمد! ما جئتنا بشيء نعرفه، وما أنزل الله عليك من آية بينة، فأنزل الله في ذلك: {وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ} [البقرة:99].
سبب نزول قوله تعالى:
الآية التاسعة والتسعون من سورة البقرة: قول الله عز وجل: {وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ} [البقرة:99].
سبب نزولها ما أخرجه ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: (قال ابن صوريا للنبي صلى الله عليه وسلم: يا محمد! ما جئتنا بشيء نعرفه، وما أنزل الله عليك من آية بينة، فأنزل الله في ذلك: {وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ} [البقرة:99].
والآيات: جمع آية، وهي العلامة، ومنه قول الله عز وجل: {إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ} [البقرة:248]، فقوله تعالى: {إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ} بمعنى: علامة ملكه.
وآيات الرسل صلوات الله وسلامه عليهم هي المعجزات التي أيدهم الله عز وجل بها، كما قال ربنا سبحانه عن موسى عليه السلام: {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ} [الإسراء:101] وهي الطوفان، والجراد، والقمل، والضفادع، والدم، والعصا، واليد، والسنين، ونقص من الثمرات، وعيسى عليه السلام آتاه الله عز وجل آيات، منها أنه تكلم في المهد صبياً، وأنه كان يخلق من الطين كهيئة الطير فينفخ فيه فيكون طيراً بإذن الله، وكان يبرئ الأكمه والأبرص بإذن الله، وكان يحيي الموتى بإذن الله، وكان ينبئ الناس بما يأكلون وما يدخرون في بيوتهم.
وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم آتاه الله عز وجل من الآيات مثلما آتى الأنبياء قبله، فكان عليه الصلاة والسلام يبرئ المريض، وكان مجاب الدعوة، وكان يخبر عن المغيبات مما علمه الله عز وجل، وكان عليه الصلاة والسلام يخاطب الحيوانات، بل كان صلى الله عليه وسلم يخاطب الشجر، وكان الحجر يسلم عليه، كما في الحديث: «إني لأعرف حجراً بمكة كان يسلم علي» ولما جاءه الأعرابي فقال: من أنت؟ قال: «أنا رسول الله»، فقال: أرني آية.
فقال له: «اذهب إلى تلك الشجرة وقل لها: رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعوك»، فذهب الأعرابي وهو يرى أنه قد استهزأ به، فذهب إلى الشجرة فقال لها: رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعوك.
فأقبلت تخد الأرض خداً -أي: عملت في الأرض أخدوداً- حتى وقفت بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال الأعرابي: مرها فلترجع، فأمرها صلى الله عليه وسلم، فرجعت من حيث جاءت.
ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم فاق سائر الأنبياء بهذا القرآن؛ وذلك لأن معجزات الأنبياء عليهم السلام كانت معجزات وقتية محدودة بوقتها، لا يعلمها إلا من رآها، أما القرآن فهو معجزة خالدة إلى أن تقوم الساعة وشاهد ناطق على أن محمداً رسول الله.
وقد مر معنا في قول الله عز وجل: «وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلا بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ قَالُوا أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَاجُّوكُمْ بِهِ عِنْدَ رَبِّكُمْ» [البقرة:76] أنها نزلت لما قال الرسول صلى الله عليه وسلم لليهود: «يا إخوان القردة، يا إخوان الخنازير، يا عبدة الطاغوت»،
فاليهود كانوا يخفون هذه المعلومات، فمن أين عرفها محمد صلى الله عليه وسلم؟! فلما قال هذا الحبر الكذاب ابن صوريا: يا محمد! ما جئتنا بشيء نعرفه وما أنزل الله عليك من آية بينة، قال الله عز وجل جواباً عليه: {وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ} [البقرة:99].
- التصنيف:
- المصدر: