عندما بكى رسول الله  صلى الله عليه وسلم

منذ 2019-09-10

قال ابن بطال: وإنما بكى صلى الله عليه وسلم  عند هذا لأنه مثَّل لنفسِه أهوالَ يومِ القيامةِ، وشدَّةَ الحالِ الداعيةِ له إلى شهادتِه لأمَّته بتصديقِه والإيمانِ به

كان النبي صلى الله عليه وسلم  بشرا كالبشر، يحزن ويفرح ويبكي، وأنا أقف معك أيها القارئ الكريم عند هذه المواقف التي بكى فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، نعرف لماذا بكى صلى الله عليه وسلم ، ولأجل أي شيء كان بكاؤه صلى الله عليه وسلم ، فنحذو حذوه، ونقتفي أثره، ونقتدي به في حزنه وفرحه.

بكاؤه صلى الله عليه وسلم  في الصلاة:

عن عبد الله بن الشِّخِّير رضي الله عنه  قال: " «رأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم  يصلي وفي صدرِه أزيزٌ كأزيز الرَّحَى من البكاء صلى الله عليه وسلم» ". وفي رواية: "وفي صدرِه أزيز كأزيز المِرْجَل" ([1]).

وعن علي رضي الله عنه  قال : «ما كان فينا فارسٌ يومَ بدر غيرَ المقدادِ، ولقد رأيتُنا وما فينا الا نائمٌ، إلا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم  تحت شجرةٍ يصلي ويبكي حتى أصبحَ» ([2]).

عن عطاء بن أبي رباح رحمه الله قال: «دخلتُ أنا وعبيد بن عمير على عائشة، فقالت لعُبيد بن عمير: قد آن لك أن تزورَ، فقال: أقولُ يا أمَّه كما قال الأول: زُر غِبًّا تزدَد حبًّا، قال: فقالت: دعونا من رطانتِكم هذه، قال ابن عمير: أخبرينا بأعجبِ شيء رأيتِه من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال: فسكتت، ثم قالت: لما كان ليلة من الليالي، قال: "يا عائشةُ! ذريني أتعبَّد الليلةَ لربي"، قلت: والله إني لأحِبُّ قربَك، وأحب ما يسرُّك. قالت: فقام فتطهَّر، ثم قام يصلي، قالت: فلم يزَل يبكي حتى بلَّ حِجرَه، قالت: وكان جالسًا، فلم يزل يبكي صلى الله عليه وسلم  حتى بلَّ لحيتَه، ثم بكى حتى بلَّ الأرضَ، فجاء بلالٌ يُؤذِنُه بالصلاةِ، فلما رآه يبكي قال: يا رسولَ الله! تبكي وقد غفرَ الله لك ما تقدم من ذنبِك وما تأخر؟ قال: "أفلا أكون عبدًا شكورا؟ لقد نزلت علي الليلةَ آيةٌ ويلٌ لمن قرأها ولم يتفكَّرْ فيها؛ { {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} } الآية كلها [آل عمران: 190] » ([3]).

بكاؤه صلى الله عليه وسلم  عند سماع القرآن:

عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه  قال: قال لي رسولُ الله صلى الله عليه وسلم : «"اقرِأ عليَّ القرآنَ"، قال: فقلت: يا رسولَ الله! أقرأُ عليك، وعليك أُنزِل؟ قال: "إني أشتهي أن أسمعَه من غيري"، فقرأتُ النساءَ حتى إذا بلغتُ: {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا} [سورة: النساء، آية رقم: 41] رفعتُ رأسي، أو غمزني رجلٌ إلى جنبِي، فرفعتُ رأسي فرأيتُ دموعَه تسيل. حتى أتيت إلى هذه الآية: {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا} [النساء: 41]، قال: "حسبك الآن"، فالتفتُّ إليه، فإذا عيناه تذرِفان» ([4]).

وعن عمرو بن حُرَيث قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم  لعبد الله بن مسعود: «اقرَأ، قال: أقرأ وعليك أُنزِل؟ قال : إني أحبُّ أن أسمعَه من غيرِي، قال: فافتتح سورةَ النساءَ حتى بلغِ: {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا} [سورة: النساء، آية رقم: 41]، فاستعبرَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ، وكفَّ عبد الله، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : تكلَّم، فحمِد الله في أولِ كلامه، وأثنى على الله وصلَّى على النبي صلى الله عليه وسلم ، وشهِد شهادةَ الحقِّ، وقال: رضينا بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، ورضيتُ لكم ما رضِي الله ورسولُه، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم : رضِيت لكم ما رضِي لكم ابنُ أم عبد» ([5]).

قال ابن بطال: وإنما بكى صلى الله عليه وسلم  عند هذا لأنه مثَّل لنفسِه أهوالَ يومِ القيامةِ، وشدَّةَ الحالِ الداعيةِ له إلى شهادتِه لأمَّته بتصديقِه والإيمانِ به، وسؤالِه الشفاعةَ لهم ليُريحَهم من طولِ الموقف، وأهوالِه، وهذا أمرٌ يحقُّ له طولُ البكاء والحزنُ.

بكاؤه صلى الله عليه وسلم  على القبر:

عن أبي هريرة رضي الله عنه  قال: «زارَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم  قبر أمِّه، فبكى وأبكَى من حوله، فقال: "استأذنت ربي في أن أستغفرَ لها فلم يُؤذَنْ لي، واستأذنتُه في أن أزورَ قبرَها فأذِن لي، فزورُوا القبورَ؛ فإنها تُذكِّر الموتَ» " ([6]).

وعن البراء بن عازب رضي الله عنه  قال: «كنا مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم  في جنازة، فجلس على شَفير القبرِ، فبكى، حتى بلَّ الثَّرَى، ثم قال: "يا إخواني لمثل هذا فأعدوا". هذا لفظ ابن ماجة. وفي رواية أحمد: بينما نحن مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم  إذ بصُر بجماعةٍ، فقال علامَ اجتمعَ عليه هؤلاء، قيل: على قبرٍ يحفرونه، قال: ففزِع رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ، فبدر بين يدَي أصحابِه مسرعًا حتى انتهى إلى القبر، فجثا عليه، قال: فاستقبلتُه من بين يديه لأنظرَ ما يصنَعُ، فبكى حتى بلَّ الثَّرى من دموعِه، ثم أقبل علينا، قال: أي إخواني! لمثل اليومِ فاعدُّوا»  ([7]).

بكاؤه صلى الله عليه وسلم  لأجل أمته:

عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، «أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم  تلا قولَ الله عزَّ وجلَّ في إبراهيم: {رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي} [إبراهيم: 36] الآية، وقال عيسى عليه السلام: {إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [المائدة: 118] ، فرفَع يديه، وقال: "اللهم أمتي أمتي"، وبكى، فقال الله عز وجل: "يا جبريلُ! اذهبْ إلى محمد -وربك أعلم – فسلْه ما يُبكيك؟"، فأتاه جبريل عليه الصلاة والسلام، فسأله فأخبرَه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم  بما قال، وهو أعلم، فقال الله: " يا جبريل! اذهب إلى محمد، فقل: إنا سُنرضِيك في أمتك، ولا نسوؤك» " ([8]).

عن أبي حازم، عن أبي هريرة رضي الله عنه  قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " «ترِد عليَّ أمتي الحوضَ، وأنا أذودُ الناس عنه، كما يذودُ الرجلُ إبلَ الرجلِ عن إبلِه" قالوا: يا نبيَّ الله أتعرفُنا؟ قال: " نعم لكم سيما ليست لأحدٍ غيرِكم، ترِدون عليَّ غُرًّا مُحَجَّلين من آثارِ الوضوء، وليُصَدَّن عني طائفةٌ منكم فلا يِصِلون، فأقول: يا رب هؤلاء من أصحابي"، فيجيبني ملك، فيقول: وهل تدري ما أحدثوا بعدك؟ وفي رواية: فيقال: إنهم قد بدَّلوا بعدك، فأقول: سُحقًا سحقًا» ([9]).

بكاؤه صلى الله عليه وسلم  رقة وحمة:

عن أنس بن مالك رضي الله عنه  قال: دخلنا مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم  على أبي سيف القَيْن، وكان ظِئْرًا لإبراهيم عليه السلام، فأخذ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم  إبراهيمَ، فقبَّله، وشمَّه، ثم دخلنا عليه بعد ذلك وإبراهيم يجودُ بنفسِه، فجعلتْ عينا رسولِ الله صلى الله عليه وسلم  تذرِفان، فقال له عبدُ الرحمن بن عوف رضي الله عنه : وأنتَ يا رسول الله؟ فقال: "يا ابنَ عوف إنها رحمةٌ"، ثم أتبعَها بأخرى، فقال صلى الله عليه وسلم : «"إن العينَ تدمَعُ، والقلبَ يحزَنُ، ولا نقولُ إلا ما يُرضِى ربَّنا، وإنا بفُراقِك يا إبراهيمُ لمحزونون» " ([10]).

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «أخذ النبيُّ صلى الله عليه وسلم  بنتًا له تقضِي فاحتضنَها، فوضَعها بين ثديَيه فماتتْ وهي بين ثدييه، فصاحت أمُّ أيمن، فقيل: أتبكِي عند رسولِ الله صلى الله عليه وسلم ؟ قالت: ألستُ أراك تبكي يا رسولَ الله؟ قال: "لست أبكي، إنما هي رحمةٌ، إنَّ المؤمنَ بكلِّ خيرٍ على كلَّ حالٍ، إن نفسَه تخرجُ من بين جنبَيه وهو يحمَدُ الله عزَّ وجلَّ» " ([11]).

وعن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: «كان ابنٌ لبعضِ بنات النبيِّ صلى الله عليه وسلم  يقضِي، فأرسلت إليه أن يأتيَها، فأرسل: "إن لله ما أخذ، وله ما أعطى، وكلٌّ إلى أجلٍ مسمَّى، فلتصبرْ ولْتَحتسب"، فأرسلتْ إليه فأقسمتْ عليه. فقام رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ، وقمتُ معه، ومعاذُ بن جبل، وأبيُّ بن كعب، وعبادة بن الصامت، فلما دخلنا ناولوا رسولَ الله  صلى الله عليه وسلم  الصبيَّ ونفسُه تقعقعُ، فبكى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ، فقال سعد بن عبادة: أتبكي؟ فقال: "إنما يرحم الله من عباده الرحماء» " ([12]).

وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: «اشتكى سعدُ بن عُبادة شكوَى له، فأتى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم  يعودًه مع عبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وعبد الله بن مسعود، فلما دخل عليه وجدَه في غشِيَّةٍ، فقال: "أقد قضَى؟" قالوا: لا، يا رسول الله فبكى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم . فلما رأى القومُ بكاءَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم  بكَوا، فقال: "ألا تسمعون؟ إن الله لا يعذِّب بدمعِ العينِ، ولا بحزنِ القلب، ولكن يُعذِّب بهذا - وأشار إلى لسانه - أو يرحمُ» " ([13]).

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه  قال: خ «طب النبيُّ صلى الله عليه وسلم ، فقال: "أخذ الرايةَ زيدٌ فأُصِيبَ، ثم أخذَها جعفرٌ فأُصِيب، ثم أخذَها عبدُ الله بن رواحة فأُصِيب، ثم أخذها خالدُ بن الوليد عن غيرِ إمرةٍ ففُتِحَ له"، وقال: "ما يسرُّنا أنهم عندنا - أو قال: ما يسرُّهم أنهم عندنا-  وعيناه تذرِفان» " ([14]).

مواقف أخرى:

عن ابن عباس رضي الله عنه، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه : « فلما أسروا الأسارى – يعني في غزوة بدر - قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم  لأبي بكر وعمر: "ما ترون في هؤلاء الأُسَارَى؟" فقال أبو بكر: يا نبيَّ الله، هم بنو العمِّ والعشيرة، أرى أن تأخذَ منهم فديةً فتكونُ لنا قوةً على الكفار، فعسى الله أن يهديَهم للإسلامِ، فقال رسولُ الله رضي الله عنه : "ما ترى يا ابنَ الخطاب؟" قلت: لا والله يا رسولَ الله، ما أرى الذي رأى أبو بكر، ولكني أرى أن تُمكِّنَّا فنضربَ أعناقَهم، فتُمكِّنَ عليًّا من عَقِيل فيضرِبَ عنقَه، وتُمكِّني من فلانٍ - نسيبًا لعمر - فأضرِبَ عنقَه، فإن هؤلاء أئمةُ الكفر وصناديدُها، فهَوِي رسولُ الله صلى الله عليه وسلم  ما قال أبو بكر، ولم يهوِ ما قلتُ، فلما كان من الغد جئت، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم  وأبو بكر قاعدَين يبكِيان، قلت: يا رسولَ الله، أخبرني من أيِّ شيءٍ تبكي أنت وصاحبُك؟ فإن وجدتُ بكاءً بكيتُ، وإن لم أجد بكاءً تباكَيتُ لبكائِكما، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم : "أبكي للذي عرَض عليَّ أصحابُك من أخذِهمُ الفداءَ، لقد عُرِضَ عليَّ عذابُهم أدنى من هذه الشجرةِ - شجرةٍ قريبةٍ من نبيِّ الله صلى الله عليه وسلم  - وأنزلَ الله عزَّ وجلَّ: {مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ} [الأنفال: 67] إلى قوله: {فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلَالًا طَيِّبًا} [الأنفال: 69]، فأحلَّ الله الغنيمةَ لهم » ([15]).

 

.....

 

([1]) سنده صحيح: أخرجه أحمد (4/ 25)، وأبو داود (904)، والنسائي (1214). أزيز: صوت. الرحى: الطاحون. المِرجل: قدر من نحاس أو حديد يُطبَخ فيه.

([2]) سنده صحيح: أخرجه أحمد (4/ 125).

([3]) سنده صحيح: أخرجه ابن حبان (620).

([4]) أخرجه البخاري (5055)، مسلم (800).

([5]) سنده حسن: أخرجه في "الزهد والرقائق" لابن المبارك (1015)، والحاكم (3/ 319)، وهذا لفظه. وفيه جعفر بن عمرو وثقه ابن حبان، وروى عنه جماعة،وأخرج له مسلم. وعمرو صحابي صغير. وفيه المسعودي اختلط، لكن رواية جعفر بن عون عنه قبل الاختلاط.

([6]) أخرجه مسلم (976).

([7]) في إسناده مقال، وحسنه بعض العلماء: أخرجه أحمد (4/ 294)، وابن ماجة (4195) .

([8]) أخرجه مسلم (202).

([9]) أخرجه البخاري (2367)، ومسلم (247). "أذود" أمنع وأطرد. "سيما": علامة."غرًّا محجلين": غرًّا: أي ذو غرة، واصل الغرة لمعة بيضاء تكون في جبهة الفرس. ومحجلين: من التحجيل، وهو بياض يكون في قوائم الفرس. والمعنى أن النور يسطع من وجوههم وأيديهم وأرجلهم يوم القيامة

([10]) أخرجه البخاري (1303)، ومسلم (2315)."ظئرا": زوج مرضعته وهي خولة بنت المنذر. "وأنت": تفعل كما يفعل الناس عند المصائب. "بأخرى": أتبع الدمعة بأخرى أو بالكلمة التي قالها بأخرى.

([11]) إسناده صحيح: أخرجه أحمد (1/ 273)، ابن حبان (2914)، والنسائي (1843).

([12]) أخرجه البخاري (1284)، ومسلم (923). "تتقعقع": تتحرك وتضطرب ويسمع لها صوت.

([13]) أخرجه البخاري (1304)، ومسلم (924).

([14]) أخرجه البخاري (2798).

([15]) أخرجه مسلم (1763).

أبو حاتم سعيد القاضي

طالب علم وباحث ماجستير في الشريعة الإسلامية دار العلوم - جامعة القاهرة

  • 6
  • 2
  • 67,932

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً