من الدرر البازية: فرق وطوائف ومذاهب في الميزان:2
المعتزلة لا يُكفرون, ولكنهم يقولون بالمنزلة بين المنزلتين,...وظاهر الأدلة تقتضي تكفيرهم, لأنهم نفوا صفات الله تعالى, وعطلوا الله من صفاته, وزعموا أن أهل المعاصي مخلدون في النار, فالقول بكفرهم قول قوي.
أصحاب الكلام:
هؤلاء القوم مثل ما قال أبو العباس رحمه الله: أعطوا ذَكَاءً, وما أعطوا زكاءً, عندهم ذكاء عندهم فهوم, عندهم حذق, ولكن لم يوفقوا, ولم يعطوا زكاة, لم يزكيهم الله, ولم يعطيهم عِلماً نافعاً, بل عندهم فهوم ضلوا بها, وعندهم ذكاء ضلوا به, وكثير من الأذكياء قد يتزندق بسبب ذكاءه, ويحتقر الناس, ويرى أنهم ليسوا على شيءٍ, فيضل ويهلك نعوذ بالله, لأنه يرى أن علمه فوق علمهم, وفهمه فوق فهمهم, وذكاؤه فوق ذكائهم , كما جرى لأصحاب الكلام, وأصحاب الحيرة من الجهمية, والمعتزلة وغيرهم من أهل البلاء, ظنوا أنهم مصيبون, وأن أفهامهم فوق أفهام غيرهم, وأن هؤلاء ما عندهم بصيرة, وأنهم بلداء, هكذا اعتقدوا فضلوا وأضلوا, نسأل الله العافية, أعطاهم الله أسماعاً, وأبصارً, وأفئدة فما أغنت عنهم أسماعهم, ولا أبصارهم, ولا أفئدتهم من شيء, لأجل استكبارهم, وضلالهم عن الحق, واستغنائهم عن النصوص, وزعمهم أن النصوص لا تفيد علماً, وإنما العلم يؤخذ من فهومهم وأرائهم, فلهذا هلكوا, وأهلكوا, نسأل الله العافية.
الفلاسفة:
الفلاسفة لا يؤمنون بإله خالق مدبر, له الكمال المطلق, يفعل لحكمه ويترك لحكمه, وهو منزه عن الخطأ في أفعاله وأقواله عز وجل, ومن أجل عدم إيمانهم بالخالق العظيم الكامل في أسمائه وصفاته سبحانه وتعالى ينسبون الحوادث إلى الطبيعة, وهذا من جهلهم وبعدهم عما جاءت به الرسل عليهم الصلاة والسلام, فالواجب عدم الاغترار بأقوالهم فيما يتعلق بالإلهيات والشرائع لجهلهم بها وعدم إيمانهم.
ــــ
الاشتراكية:
الاشتراكية..من المذاهب الهدامة,..نظام إلحادي مخالف للشريعة ينكر الأديان والشرائع, ويحارب الله سبحانه وينكر وجوده, ويحل ما حرم الله, ويحرم ما أحلّ, وإن استخفى معتنقوه في بعض الأمكنة وفي بعض الأزمنة...ولم يظهروه لأسباب قد تدعوهم إلى ذلك فالأمر واضح وكتبهم تنادي بذلك وتدعو إليه, وإمامهم ماركس اليهودي الملحد قد صرح بذلك ودعا إليه ولكن الواقع هو كما قال الله عز وجل: {فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور } [الحج:46]
وقال رحمه الله: الاشتراكية استوردها أربابها, ليغنوا بها الفقراء بزعمهم, وإنما جلبوها في الحقيقة ليفقروا بها الأغنياء ويسلبوا بها أموال الناس بالباطل باسم رحمة الفقراء, ويصرفوها في مطامعهم...وأغراضهم الدنيئة وشهواتهم البهيمية, ويخمدوا بها جذوة الحركة والعمل, ويصدوا بها الناس عن التفكير في حق رب العالمين, والتنافس في مصالح الحياة, والثورة على الكفرة والطغاة الملحدين, هذه حال الاشتراكية وأهلها حسدوا الناس على ما آتاهم الله من فضلهم وتجرأوا على شرعه وظلموا العباد, واستبدوا بالأموال والعتاد, وحاربوا الله في أرضه, واستكبروا عن طاعته وحقه, تباً لهم ما أخسر صفقتهم, وأخس مروءتهم, وأسوأ عاقبتهم, فالحذر الحذر أيها المسلمون من أرباب هذه الفتنة العمياء, والبدعة النكراء, والكفر الصريح,...وقد شرع الله في الإسلام ما يغني عن هذا المذهب الهدام ويبطل كيد مخترعيه اللئام, فأوجب سبحانه في أموال الأغنياء من الزكاة, وصنوف النفقات, وشرع لعباده عز وجل من أنواع الكفارات والصدقات وسبل الإحسان ما تسد به حاجات الفقراء, ويستغني به عن ظلم العباد, والتحيل على سلب أموالهم.
ــــ
دعاة الماسونية والإباحية:
دعاة الماسونية...يريدون أن يردوا الناس إلى الأحوال البهمية, والمساواة في كل شيء, ويحاربوا مكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال ليجعلوهم كالبهائم لا يميزون حقاً من باطل ولا خيراً من شر, وهذا كله خلاف ما دعت إليه الرسل عليه الصلاة والسلام, وخلاف ما دل عليه القرآن الكريم المعجز, وهو أيضاً خلاف ما دلت عليه العقول الصحيحة, والفطر السليمة التي فطر الله العباد عليها, فإن الله سبحانه فطر الناس على الاعتراف بمكارم الأخلاق, ومحاسن الأعمال والعدل والحق, وكراهة الظلم والعدوان والأذى.
لقد فطر الله العباد على تميز الأب من الابن, والأخ من الأخت, والزوجة من الزوج, حتى البهائم ميزوا هذا عن هذا.
كذلك من ادعى الإباحية, وأنه لا حرج على الإنسان في أي حال أن يعمل ما يشاء ويستبيح ما يشاء من مهازل ومساوئ, كلهم ملحدون وضالون, وقد أبطل الله هذا المذهب, وبين سبحانه وتعالى أنه أرسل الرسل, وأنزل الكتب لبيان حقه على عباده, وما أحل من الطيبات, وما حرم من الخبائث, وما أوصى به سبحانه وتعالى عباده من التمسك بما جاءت به الرسل, ونبذ ما خالفه.
ولقد أوضح سبحانه في الكتب المنزلة من السماء تفصيل الحلال من الحرام, والهدى من الضلال, والمعروف من المنكر, والخير من الشر.
فالإباحيون والماسونيين قد أعرضوا عن ذلك كله, ونبذوه وراء ظهورهم, فلا خلقاً كريماً استقاموا عليه, ولا عقلاً صحيحاً تمسكوا به, فلم يأخذوا بما جاءت به الرسل من الهدى والتمييز بين الحق والباطل, والهدى والضلال.
ــــ
المعتزلة:
* الخوارج....يكفرون المسلمين...ويجعلونهم خالدين في النار بسبب المعاصي.
أما المعتزلة فقد قاربوهم, وقالوا بمثل ما قالوا بالجملة: إنه مخلد في النار, لكن لم يجترئوا على التكفير, وقالوا بالمنزلة بين المنزلتين, فقالوا: يسمى فاسقاً, ولا يسمى مسلماً, ولا يسمى كافراً,...ونجعله في منزلة بين المنزلتين.
وهذا لا أصل له ولا أساس, فهو إما مسلم وإما كافر, والمسلم قسمان: مسلم مستقيم كامل الإسلام, ومسلم ناقص الإسلام ناقص الإيمان وهو الفاسق.
* المعتزلة لا يُكفرون, ولكنهم يقولون بالمنزلة بين المنزلتين,...وظاهر الأدلة تقتضي تكفيرهم, لأنهم نفوا صفات الله تعالى, وعطلوا الله من صفاته, وزعموا أن أهل المعاصي مخلدون في النار, فالقول بكفرهم قول قوي.
المراجع: كتب الشيخ التي تم الرجوع إليها:
* فوائد من شرح صحيح البخاري.
* الحلل الإبرزية من التعليقات البازية على صحيح البخاري.
* فوائد من شرح سنن الترمذي.
* تعليقات على الرسالة الحموية.
* التعليقات البازية على شرح الطحاوية.
* فوائد من شرح تيسير العزيز الحميد.
* فتاوى نور على الدرب.
* مجموع فتاوى ومقالات متنوعة.
كتبه / فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ
- التصنيف: