ضرورة ربط العلوم الطبيعية بخالقها وموجدها ( الله جل جلاله)

منذ 2019-12-08

منذ أن ظهر فجر الإسلام في عهد رسول الله وصحابته الكرام وقد أحدث لأفراده تغيراً جذرياً في كثير من أمور حياتهم، وصور لنا التاريخ أروع الأمثلة في المجتمع المدني الذي بدأت به دولة الاسلام

منذ أن ظهر فجر الإسلام في عهد رسول الله وصحابته الكرام وقد أحدث لأفراده تغيراً جذرياً في كثير من أمور حياتهم، وصور لنا التاريخ أروع الأمثلة في المجتمع المدني الذي بدأت به دولة الاسلام، وبعد ذلك اتسعت رقعة الدولة مع الفتوحات الإسلامية الى مختلف المجتمعات والثقافات المتعددة والتي من أبرزها حركة الترجمة لكتب اليونان وغيرها الى العربية والاستفادة بما فيها بما يناسب المجتمع المسلم وطرح الفاسد منها وقد برزوا في أغلب العلوم ووضعوا الأسس السليمة الصحيحة لها حتى سميت تلك العصور بالعصور الذهبية بمقابل العصور المظلمة التي كانت تعيشها أوربا.

فمهد العلماء لمن بعدهم في تطور العلوم المتنوعة وفي حث الدين الإسلامي على العلم وطلبه بما يتوافق مع شريعته الغراء وأذكر منها العلوم الشرعية والعلوم اللغوية والعلوم الاجتماعية والعلوم الطبيعية وغيرها كثير.

لا شك أن هذا التراث العظيم الذي تتوارثه الأجيال جيلاً بعد جيل لمفخرة للعلماء المسلمين جميعاً وللأمة الإسلامية كذلك.

مما أثار كتابة هذا الموضوع مدى أهميته في مجال عقيدة الفرد المسلم (توحيد الربوبية) في اعتقاده بخالق هذا الكون ومدبره والمتصرف فيه كيفما شاء ومتى شاء، ولأننا قد نجد بعض التقصير من بعض الأساتذة بعدم ذكر مثل هذه الأمور للطلبة مما يتم شرحه ومناقشته في المدارس في مواد العلوم الطبيعية و في أن بعضاً من الطلبة هداهم الله من دون قصد منه يذكر من خلال دراسته أن هذه الأمور ليست لها علاقة بغضب الله وتخويف عباده فإن العلوم استطاعت أن تفسر لنا السبب الذي أدى إلى حدوثها.

فمن هذا المنطلق أوصي الجهات ذات الاختصاص والأساتذة والمربين إضافة تلك الإسهامات المرتبطة بالعلوم الحديثة بعلماء الإسلام وأن لهم الفضل بعد الله في تقدم العلوم بعد أن نقلها المستشرقون من بلادنا إلى بلادهم، وأن هذه العلوم التي استطعنا بفضل الله وتوفيقه اكتشافها ودراسة الأسباب التي تفسر بعض الظواهر الطبيعية بأن سببها الأول هو خالقها وموجدها وقدرة الله وإرادته ومشيئته في إحداث هذه الظواهر الطبيعية الشاذة مثل الزلازل والبراكين الكسوف والخسوف وغيرها لتذكير الناس بالله سبحانه وأن يتضرعوا إليه بالعبادات من الصلاة والدعاء وظهور مثل ذلك لحكمة ربانية،

واختم في نهاية المقال بقصة لإحدى بنات الشيخ العلامة ابن باز رحمه الله:

تذكر إحدى بناته أنه مرةً دخل على ابنته في المرحلة الثانوية، فقال: ما عندكِ فائدة أو كتاب تقرئين علي؟ فكان في يدها كتاب الفيزياء فقرأت عليه مقدمة الكتاب وكان فيها: الشمس منها حياتنا، ولولا الشمس ما نبت الزرع ولم يهطل المطر. فسألها إن كان هذا مكتوب فعلاً؟ ثم أمرها أن تحضر ورقة فقال لها اكتبي: إن الشمس خلقها الله وسخرها للعباد والبلاد، وهي من مخلوقات الله، ولا يجوز أن ننسب إلى الشمس ولا إلى غيرها إنبات الزرع وإنزال المطر، وهذا شرك، وذكر الآية:{وسخر لكم الليل والنهار والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون}، ثم نبه رئيس مدارس البنات آنذاك بوجوب العناية عند ترجمة المناهج، واختيار نخبة من العلماء لمراجعتها وتنقيحها، ثم أخذ الورقة وأرسلها، وبعد فترة غُيِّرت الكتب في المدارس مزودة بمقدمة الشيخ، رحمه الله.

ـــــــــــــ

الجمعية العلمية السعودية لعلوم العقيدة والأديان والفرق والمذاهب.

إعداد الأستاذة: إيمان بنت عبد الرحمن الملحم

  • 1
  • 0
  • 1,032

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً