كتب الفرق ومقالات الطوائف

منذ 2020-01-25

ومثل هذه المقالات يصدق عليها القول بأن مجرد تصورها كاف لبيان بطلانها ، وأن فسادها يغني عن إفسادها .

من يقرأ في كتب الفرق ومقالات الطوائف قديما وحديثا : يدرك أن الضلال لا حد له ، وأنه ما من شيء يتخيل من أنواع الباطل ، إلا وقد ذهب إليه فريق من الناس .

ومن أمثلة ذلك : أن كفر فرعون أوضح من الشمس في رابعة النهار ، ونصوص القرآن والسنة قاطعة في الدلالة على ذلك ، ولا يكاد أحد من أهل الملل الثلاثة اليهودية والنصرانية والإسلام يخالف في هذا الأمر ، بل إن فرعون هو الرمز الأظهر للاستكبار والكفر والظلم ، كيف وهو القائل " { أنا ربكم الأعلى} " وهو القائل " {ما علمت لكم من إله غيري} "

ومع ذلك كله نجد ابن عربي الصوفي - الملقب بالشيخ الأكبر - يشذ عن الأمة كلها ، ويبتدع مقالة في غاية النكارة والضلال ، وهي القول بإيمان فرعون ، حيث ردد هذه الفرية في كتابيه فصوص الحكم ، والفتوحات المكية ، وفلسف هذا القول رابطا إياه بعقيدته الاتحادية ، وعلى إثره ألف جلال الدواني رسالة في القول بإيمان فرعون وهي مطبوعة .

ومثل هذه المقالات يصدق عليها القول بأن مجرد تصورها كاف لبيان بطلانها ، وأن فسادها يغني عن إفسادها .

أحمد قوشتي عبد الرحيم

دكتور بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة

  • 3
  • 0
  • 1,450

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً