طلبة العلم ! ورثة الأنبياء! أنتم القدوات!
قال سبحانه :{إِنَّمَا یَخۡشَى ٱللَّهَ مِنۡ عِبَادِهِ ٱلۡعُلَمَـٰۤؤُا۟ۗ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِیزٌ غَفُورٌ} [سورة فاطر ٢٨].
المقدمة :
الحمد لله والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد: فهذه كلمات لطلاب العلم فيما ينبغي أن يكونوا عليه،لأنهم هم القدوات في أعين الناس.
والله أسال أن ينفع بها.
الكلمة الأولى:
في أن طالب العلم ينبغي أن يكون أخشى الناس لله تعالى،
قال سبحانه :{إِنَّمَا یَخۡشَى ٱللَّهَ مِنۡ عِبَادِهِ ٱلۡعُلَمَـٰۤؤُا۟ۗ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِیزٌ غَفُورٌ} [سورة فاطر ٢٨].
قال الإمام ابن كثير رحمه الله تعالى:
إنما يخشاه حق خشيته العلماء العارفون به، لأنه كلما كانت المعرفة للعظيم القدير أتم والعلم به أكمل ، كانت الخشية له أعظم وأكثر .
قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله تعالى :( {إنما يخشى الله من عباده العلماء} ) قال : الذين يعلمون أن الله على كل شيء قدير...
وقال سعيد بن جبير : الخشية هي التي تحول بينك وبين معصية الله عز وجل.
وقال الحسن البصري : العالم من خشي الرحمن بالغيب ، ورغب فيما رغب الله فيه ، وزهد فيما سخط الله فيه ، ثم تلا الحسن : ( {إنما يخشى الله من عباده العلماء إن الله عزيز غفور} ) .
وعن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال : ليس العلم عن كثرة الحديث ، ولكن العلم عن كثرة الخشية. من تفسير ابن كثير (٤/٧٢٩) باختصار.
الكلمة الثانية:
فيما ينبغي أن يكون عليه طالب العلم من الإخلاص لله تعالى،في علمه ودعوته إلى الله.
قال سبحانه:{ {وَمَاۤ أَسۡـَٔلُكُمۡ عَلَیۡهِ مِنۡ أَجۡرٍۖ إِنۡ أَجۡرِیَ إِلَّا عَلَىٰ رَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ} }[سورة الشعراء ١٠٩].
وهذا منهج جميع الرسل عليهم السلام ابتداء من نوح - عليه السلام - القائل: {وَيَا قَوْمِ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالاً إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ} [هود: ٢٩].
وانتهاء بمحمد - عليه الصلاة والسلام - القائل: {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} [الشورى ٢٣].
فلذلك قال تعالى: {أَمْ تَسْأَلُهُمْ خَرْجاً} [المؤمنون: ٧٢].
قال الحسن: أجراً. وقال قتادة: جُعْلاً {فَخَرَاجُ رَبّكَ خَيْرٌ} أي: أنت لا تسألهم أجرة ولا جُعلاً ولا شيئاً على دعوتك إياهم إلى الهدى، بل أنت في ذلك تحتسب عند الله جزيل ثوابه.
تفسير ابن كثير: (٣٠٦/٣).
الكلمة الثالثة :
فيما ينبغي أن يكون عليه طالب العلم من متابعة للنبي صلى الله عليه وسلم.
قال تعالى:{قُلۡ هَـٰذِهِۦ سَبِیلِیۤ أَدۡعُوۤا۟ إِلَى ٱللَّهِۚ عَلَىٰ بَصِیرَةٍ أَنَا۠ وَمَنِ ٱتَّبَعَنِیۖ وَسُبۡحَـٰنَ ٱللَّهِ وَمَاۤ أَنَا۠ مِنَ ٱلۡمُشۡرِكِینَ}[سورة يوسف ١٠٨].
قال العلامة السعدي في تفسيره على هذه الآية: (أنا ومن اتبعني )يدعو إلى الله كما أدعو على بصيرة من أمره.
الكلمة الرابعة:
فيما ينبغي أن يكون عليه طالب العلم من تقوى لله عز وجل، فيكون اتقى وأنقى الناس، يأمر بالمعروف ويأتيه وينهى عن المنكر ولا يأتيه.
وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم،قال :«رأيت ليلة أسري بي رجالاً تُقرض شفاههم بمقاريض من نار، فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟ فقال:الخطباء من أمتك يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم، وهم يتلون الكتاب أفلا يعقلون؟!» . [أخرجه أحمد، وصححه الألباني] .
قال الإمام النووي رحمه الله في كتابه التبيان في آداب حملة القرآن: ومن آدابه أن يكون على أكمل الأحوال وأكرم الشمائل، وأن يرفع نفسه عن كل ما نهى القرآن عنه إجلالاً للقرآن، وأن يكون مصوناً عن دنيء الاكتساب، شريف النفس، مرتفعاً على الجبابرة والجفاة من أهل الدنيا، متواضعاً للصالحين وأهل الخير والمساكين، وأن يكون متخشعاً ذا سكينة ووقار.(ص،٣٥).
الكلمة الخامسة:
فيما ينبغي أن يكون عليه طالب العلم من الزهد في الدنيا.
قال تعالى:{ {وَمَا ٱلۡحَیَوٰةُ ٱلدُّنۡیَاۤ إِلَّا لَعِبࣱ وَلَهۡوࣱۖ وَلَلدَّارُ ٱلۡـَٔاخِرَةُ خَیۡرࣱ لِّلَّذِینَ یَتَّقُونَۚ أَفَلَا تَعۡقِلُونَ} }.[سورة الأنعام ٣٢].
ﻭﻋﻦ ﻋﺒﻴﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺷﻤﻴﻂ ﻗﺎﻝ ﺳﻤﻌﺖ ﺃﺑﻲ ﻳﻘﻮﻝ: ﻳﻌﻤﺪ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﻓﻴﻘﺮﺃ اﻟﻘﺮﺁﻥ، ﻭﻳﻄﻠﺐ اﻟﻌﻠﻢ ﺣﺘﻰ ﺇﺫا ﻋﻠﻤﻪ ﺃﺧﺬ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻓﻀﻤﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺻﺪﺭﻩ، ﻭﺣﻤﻠﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻪ ﻓﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻪ ﺛﻼﺛﺔ ﺿﻌﻔﺎء: اﻣﺮﺃﺓ ﺿﻌﻴﻔﺔ ﻭﺃﻋﺮاﺑﻲ ﺟﺎﻫﻞ ﻭﺃﻋﺠﻤﻲ، ﻓﻘﺎﻟﻮا: ﻫﺬا ﺃﻋﻠﻢ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻣﻨﺎ ﻟﻮ ﻟﻢ ﻳﺮ ﻓﻲ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﺫﺧﻴﺮﺓ ﻣﺎ ﻓﻌﻞ ﻫﺬا، ﻓﺮﻏﺒﻮا ﻓﻲ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺟﻤﻌﻮﻫﺎ.
صفة الصفوة( ٢/٢٤٠).
الكلمة السادسة:
فيما ينبغي أن يكون عليه طالب العلم من ذكر لله عز وجل وعدم غفلة.
قال تعالى: {ٱقۡتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمۡ وَهُمۡ فِی غَفۡلَةࣲ مُّعۡرِضُونَ * مَا یَأۡتِیهِم مِّن ذِكۡرࣲ مِّن رَّبِّهِم مُّحۡدَثٍ إِلَّا ٱسۡتَمَعُوهُ وَهُمۡ یَلۡعَبُونَ}
[سورة الأنبياء ١-٢].
وعن الإمام الواعظ الفضيل بن عيـاض، رحمه الله تعالى،قال :حـامل القرآن حـامل راية الإسلام لاينبغي لـه أن يلغـو مع مـن يـلغو ، ولايسهـو مع مـن يسهـو ، ولايلهـو مع مَن يلهـو تعظيماً لحق القرآن. إحياء علوم الدين( ٣٥٧/١).
قال الإمام أبو حازم سلمة بن دينار،رحمه الله تعالى: كنت ترى حامل القرآن في خمسين رجلا فتعرفه قد مصعه القرآن.
وأدركت القراء الذين هم القراء،فأما اليوم فإنهم ليسوا بقراء ولكنهم خراء. حلية الأولياء(٢٤٥/٤).
الكلمة السابعة:
فيما ينبغي أن يكون عليه طالب العلم من العبادة.
فقد كان الأسوة والقدوة عليه الصلاة والسلام:( «يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه» ، فتقول له عائشة رضي الله عنها : «لمَ تصنع هذا يا رسول الله وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: أفلا أحب أن أكون عبداً شكورا» ).
[متفق عليه] .
وقال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه :
ينبغي لحامل القرآن أن يعرف ليله إذا الناس نائمون وبنهاره إذا الناس يفطرون وبحزنه إذا الناس يفرحون وببكائه إذا الناس يضحكون وبصمته إذا الناس يخلطون وبخشوعه إذا الناس يختالون وينبغي لحامل القرآن أن يكون باكيا محزونا حكيما حليما عليما سكيتا وينبغي لحامل القرآن أن لا يكون جافيا ولا غافلا ولا صخابا ولا صياحا ولا حديدا. كتاب الحدائق لابن الجوزي( ص،٥٠٦)
الكلمة الثامنة:
فيما ينبغي أن يكون عليه طالب العلم من من الآداب والأخلاق.
والقدوة الكاملة في ذلك النبي عليه الصلاة والسلام.
قال تعالى :{ {وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمࣲ} }[سورة القلم ٤].
قال العلامة السعدي في تفسيره على هذه الآية: أي: عاليًا به، مستعليًا بخلقك الذي من الله عليك به، وحاصل خلقه العظيم، ما فسرته به أم المؤمنين، عائشة -رضي الله عنها-لمن سألها عنه، فقالت: كان خلقه القرآن، وذلك نحو قوله تعالى له: ﴿ {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} ﴾ ﴿ {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ} ﴾، ﴿ {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيُصُ عَلَيْكُم بِالمْؤُمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} ﴾ وما أشبه ذلك من الآيات الدالات على اتصافه صلى الله عليه وسلم، بمكارم الأخلاق، [والآيات] الحاثات على الخلق العظيم فكان له منها أكملها وأجلها، وهو في كل خصلة منها، في الذروة العليا، فكان صلى الله عليه وسلم سهلًا لينا، قريبًا من الناس، مجيبًا لدعوة من دعاه، قاضيًا لحاجة من استقضاه، جابرًا لقلب من سأله، لا يحرمه، ولا يرده خائبًا، وإذا أراد أصحابه منه أمرًا وافقهم عليه، وتابعهم فيه إذا لم يكن فيه محذور، وإن عزم على أمر لم يستبد به دونهم، بل يشاورهم ويؤامرهم، وكان يقبل من محسنهم، ويعفو عن مسيئهم، ولم يكن يعاشر جليسًا له إلا أتم عشرة وأحسنها، فكان لا يعبس في وجهه، ولا يغلظ عليه في مقاله، ولا يطوي عنه بشره، ولا يمسك عليه فلتات لسانه، ولا يؤاخذه بما يصدر منه من جفوة، بل يحسن إلي عشيره غاية الإحسان، ويحتمله غاية الاحتمال صلى الله عليه وسلم.
الكلمة التاسعة:
فيما ينبغي أن يكون عليه طالب العلم من القول الحسن.
قال تعالى: { {مَّا یَلۡفِظُ مِن قَوۡلٍ إِلَّا لَدَیۡهِ رَقِیبٌ عَتِیدࣱ} }.[سورة ق ١٨].
فآفة اللسان من أعظم الآفات في هذا الزمان.
قال الإمام ابن القيم: رحمه الله تعالى
فإن معاصي اللسان فاكهة الإنسان كالنميمة والغيبة والكذب والمراء والثناء على النفس تعريضا وتصريحا وحكاية كلام الناس والطعن على من يبغضه ومدح من يحبه ونحو ذلك...ولهذا تجد الرجل يقوم الليل ويصوم النهار ويتورع من استناده إلى وسادة حرير لحظة واحدة ويطلق لسانه في الغيبة والنميمة والمفكه ! في أعراض الخلق وربما رخص أهل الصلاح والعلم بالله والدين والقول على الله ما لا يعلم.باختصار من عدة الصابرين (ص،٦٢).
وقال الإمام ابن الجوزي رحمه الله تعالى:
ومن تلبيس إبليس على أصحاب الحديث قدح بعضهم في بعض طلبا للتشفي ويخرجون ذلك مخرج الجرح والتعديل الذي استعمله قدماء هذه الأمة للذب عن الشرع،والله أعلم بالمقاصد،ودليل مقصد خبث هؤلاء سكوتهم عمن أخذوا عنه وما كان القدماء هكذا. تلبيس إبليس( ص،١١٤).
الكلمة العاشرة:
دنو الهمة في طلب العلم،وهو من العيوب عند الكثير ممن ينتسب للعلم وطلبه.
وللعلم حق عظيم على طالبه من الاستزادة منه ومذاكرته ومراجتعه وتعليمه وتدريسه.
فقد قال تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم وهو أعلم الخلق بأن يدعو ويقول: { {وَقُل رَّبِّ زِدۡنِی عِلۡمࣰا} }[سورة طه ١١٤].
-وإليك شيئا من حال السلف في الطلب:
سافر ورحل جابر بن عبد الله رضي الله عنه، مسيرة شهر إلى عبد الله بن أنيس في طلب حديث واحد .صحيح البخاري( ٢٦/١).
- ابن عباس رضي الله عنه،قال : كنت آتي باب أبيّ بن كعب وهو نائم، فأقيل على بابه، ينتظر حتى يخرج يأخذ منه الحديث . رواه الدارمي وغيره( ١٥٠/١).
- قال سعيد بن المسيَّبِ: كنت لأسير الليالي والأيام في طلب الحديث الواحد .الطبقات الكبرى. (٩٠/٥).
- عن سعيد بن أبي مريم : سمعت مالكاً يقول : جالس نعيم المجمر أبا هريرة عشرين سنة. السير (١٠٧/٨).
- وعن اسماعيل بن يحيى قال سمعت الشافعي يقول حفظت القرآن وأنا ابن سبع سنين وحفظت الموطأ وانا ابن عشر سنين. صفة الصفوة(٤٣٤/١).
- قال عبد الله بن أحمد بن حنبل : قال لي أبو زرعة: أبوك يحفظ ألف ألف حديث ، يعني مليوناً. السير (١٨٧/١١).
- وقال عبد الله بن نافع : جالست مالكاً خمساً وثلاثين سنة . السير (١٠٨/٨).
- عن ابن إسحاق ،سمعت مكحولاً يقول : طفت الأرض كلها في طلب العلم. السير (١٥٨/٥) .
- كان الإمام أبا زرعة يحفظ ست مائة ألف حديث. تاريخ بغداد ( ٣٢٥/١٠) .
- البخاري قال أحفظ مائة ألف حديث صحيح، وأحفظ مائتي ألف حديث غير صحيح.تاريخ بغداد ( ٢٤/٢).
- وقال: كتبتُ عن ألف شيخ وأكثر، عن كلِّ واحدٍ منهم عشرة آلاف وأكثر، ما عندي حديث إلا أذكر إسناده.تاريخ بغداد،(١٠/٢)
- قال جرير : جلست إلى الحسن سبع سنين لم أخرم منها يوماً واحداً .تذكرت الحفاظ ( ١٤٨/١).
- قال أبو العباس ثعلب : ما فقدت إبراهيم الحربي من مجلس لغة ولا نحو خمسين سنة.معجم الأدباء (٤٤/١).
- عبد الله بن محمد فقيه العراق ، طالع المغني للشيخ موفق الدين ثلاثاً وعشرين مرة. وَكَانَ يستحضر كثيراً منه، أَوْ أكثره، وعلق عَلَيْهِ حواشي، وفوائد.ذيل طبقات الحنابلة (٢/٥).
- قرأ ابن حجر معجم الطبراني في مجلس واحد في صالحية دمشق .تحفة المخلصين ( ص،٢٧).
- كان الإمام النووي يحضر في اليوم اثني عشر درساً . تحفة الطالبين (ص،٤٩).
واختم بكلام للإمام ابن الجوزي في غاية الجودة قال رحمه الله تعالى: من أعمل فكره الصافي ،دله على طلب أشرف المقامات، ونهاه عن الرضا بالنقص في كل حال، وقد قال أبو الطيب المتنبي: ولم أر في عيوب الناس عيبًا
كنقص القادرين على التمام .
فينبغي للعاقل أن ينتهي إلى غاية ما يمكنه، فلو كان يتصور للآدمي صعود السماوات، لرأيت من أقبح النقائص رضاه بالأرض، ولو كانت النبوة تحصل بالاجتهاد، رأيت المقصر في تحصيلها في حضيض، غير أنه إذا لم يمكن ذلك، فينبغي أن يطلب الممكن.والسيرة الجميلة عند الحكماء: خروج النفس إلى غاية كمالها الممكن لها في العلم والعمل.
(صيد الخاطر، ص،١٧٣).
الكلمة الحادية عشرة:
في الحسد،وأنه داء لا ينبغي أن يكون بين طلبة العلم.
وهو تمني زوال الخير أو كراهية الخير ممن هو متقدم عليك من الطلبة أو قرين لك في العلم .
قال تعالى: {أَمۡ یَحۡسُدُونَ ٱلنَّاسَ عَلَىٰ مَاۤ آتَاهُمُ ٱللَّهُ مِن فَضۡلِهِۦۖ...}.[سورة النساء ٥٤].
ومن أحسن القول ما قاله الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله تعالى:
لا تحسد من هو أحفظ منك أو أعلم منك أو أنفع للعباد منك بل افرح أن يقوم قائم بحق الله عز وجل وحق العباد.
الطريق الى النبوغ العلمي(ص،١١٥).
الخاتمة:
إن حامل العلم هو قدوة ومثال للمسلم الصادق الذي يلتزم بتقوى الله في السر والعلن،إذا رآه الناس ذكروا الله وذكرهم بالله، عامل بما يعلم ،من اتقى الناس لله تعالى، يأمر بالخير ويأتيه وينهى عن الشر ولا يأتيه.
جعلنا الله من ورثة الأنبياء علما وعملا، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وكتبه يزن الغانم أبو قتيبة
- التصنيف: