يا ليت قومى يعلمون : بيت العنكبوت
ويا دعاه الحرية إن الحرية تقف عند حدود الشرع وليست الحرية العابثة بأخلاق المجتمع فكفوا أيديكم عن العبث بمجتمعاتنا العفيفة .
إنه حال كثير من بيوت المسلمين اليوم كبيت العنكبوت, بيوت هشة سريعة الانهيار والتفكك فعندما يصور الإعلام للمرأة أن بيت الزوجية قيد عليك ويجب أن تتخلصى من قيودك وتحققى ذاتك فتخرج المرأة إلى سباق العمل لكى تحقق طموحاتها فيكون له التأثير على بيتها و أسرتها فلم يعد من أولوياتها بيتها وأسرتها وتكثر المشاكل وتتصور الزوجة أن الاحتياج للزوج هو فقط احتياج مادى وأنها عندما تكون فى أمان مادى عندها تستطيع التخلص من قيد الزواج تمام كما تفعل أنثى العنكبوت وكأن الزوا ج فقط خزينة نقود وليس سكن ومودة.
وعندما يصور الإعلام للبنت أنه لابد لها أن تحب قبل الزواج فتخرج البنت مع الشاب وتسهر معه فى غياب أهلها قبل أن يرتبط بها تحت مسمى اختبار المشاعر وهل كل البيوت تبنى على الحب ؟فتظل تختبر وتختبر حتى إذا تم الزواج يوما لا تجد ما تعطيه لزوجها وتكون مشاعرها قد تبعثرت فتعيش تعيسة ما بقى لها من حياة .
عندما يصور الإعلام أن من الطبيعى أن يكون للزوجه صديق تفضفض له وتحكى له فيزين لها الشيطان أن هذا الزميل فى العمل أفضل من زوجها ويستمر التزين حتى يكون سبب فى طلاقها فى النهاية وتكتشفت أن ما وصلت له ما هو إلا سراب.
عندما يكتشف الأب أن ابنته المراهقة على علاقة محرمة مع شاب فما يكون منه إلا أن يقتلها وكأنه الحل المثالى لمثل هذه الحالات!!! أين كنت انت قبل القتل؟ لماذا تجاهلت مشاعر ابنتك وهى تطلب منك الاحتواء ؟ ألا تعلم أنه إذا غاب الإيمان فلا أمان؟ أين رقابتك ومسئوليتك على أهل بيتك ؟ إنها حقا بيوت العنكبوت تلك التى افتقدت مراقبة الله عزوجل وتربية الوازع الدينى الذى يجعل المرء يخشى الله أكثر من خشيته للمجتمع.
إن هؤلاء الذين يحبون أن تشيع الفاحشة فى الذين آمنوا هم من غيبوا مفهوم العفة عن البيوت المسلمة وغيبوا الوازع الدينى بإدانه كل ما هو إسلامى بالارهاب وغياب دعاة الحق عن الساحة لنصبح كل يوم على قضايا شرف وقضايا أخلاقية بسبب ما تبثه التكنولوجيا الحديثة ووسائل الإعلام المفسدة دون أن يُنمى الأهل لدى فتيانهم وفتياتهم مراقبة الله عزوجل وأن يحيطوهم بصحبة صالحة.
أيتها البنت المفرطة لتعلمى أن أخلاقك وعفتك ليست ملكك تفرطى فيها كيفما تشائين .
إنها أمانة ومسئولية ستُسألين عنها يوم القيامة يوم لا تنفع سكرة الحب وإغواءات الشيطان أمام سكرات الموت والحساب يوم القيامة على خيانة الأمانة مع الله ومع الأهل وهذا لا يعفى عن العقاب الدنيوى قبل الآخرة بفضح هذه العلاقة يسمع بها القاصى والدانى ولن يكون هناك عقاب أشد على النفس من ذل المعصية.
أيها الأب أيها الزو ج كلكم راعى وكلكم مسئول عن رعيته فلا تعفى نفسك من المسئولية أين احتواءك العاطفى لأسرتك ؟ وأين لغة الحوار حتى لا تذهب بناتنا بعيدا بمشاعرهن فلا تلومن وقتها إلا نفسك.
فعلى رب الأسرة أن يجمع الأسرة على طاعه أو عبادة ولو مرة فى الأسبوع لما له من وقع فى تأليف القلوب وغرس مراقبة الله فى القلوب التى تحصن من الوقوع فى حبائل الشيطان ومحاولة شغل الوقت بالأعمال النافعه كالتطوع فى عمل خيرى أو قضاء حوائج الآخرين أو تعليمهم الخير حتى ينصرف الوقت بعيدا عن المكث وقت طويل أمام وسائل التواصل الحديثة والدخول إلى المواقع الخبيثة التى تبث سمومها فى مجتمعاتنا وتقلب لهم الموازين فتزين الحرام وتجمله لأصحاب النفوس الضعيفه فلابد من شغل الوقت فالنفس إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل وعلى الوالدين أن يجدا الأسلوب المناسب للحوار مع أبناءهم ليستعيدوا ثقة الأبناء بهم وينصلح شأنهم.
ثم أيها المجتمع أليس منكم رجل رشيد ينكر على أصحاب المعاصى معصيتهم ولا يتنصل من المسئولية فجميع أُسرنا فى بوتقة واحدة فعن النعمان بن بشير -رضي الله عنهما- عن النبي ﷺ قال: مثل القائم في حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة، فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها، وكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم، فقالوا: لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقًا ولم نؤذِ مَن فوقنا، فإن تركوهم وما أرادوا هلكوا جميعًا، وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعا " فإن ما لم تنكره اليوم من معاصى حتى ولو بالكلمة سيدخل بيتك غدا غفلة منك ويا دعاه الحرية إن الحرية تقف عند حدود الشرع وليست الحرية العابثة بأخلاق المجتمع فكفوا أيديكم عن العبث بمجتمعاتنا العفيفة .
إيمان الخولى
- التصنيف: