من المصالح المكتسبة من أزمة " كورونا " بيان نعمة الحياة
لأن أعمار العباد غير معلومة ولأن الآجال غير مضمونه فما يمكنك القيام به اليوم قد لا تقدر عليه غداً وقديماً قالوا : لا تُبقِ فعل الصالحات إلى غدٍ *** لعل غدًا يأتي وأنت فقيد .
يقول رب العالمين سبحانه { قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنصَرُونَ وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ العَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لا تَشْعُرُونَ أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ}
وفى الصحيحين من حديث عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ أَنّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ « مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللهِ أَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللهِ كَرِهَ اللَّهُ تَعَالَى لِقَاءَهُ فَقَالَت عَائِشَةُ بِأَبِي أنت وأمى يا رسول الله فَأَيُّنَا لا يَكْرَهُ الْمَوْتَ ؟ قَالَ إِنَّهُ لَيْسَ بِذَلِكَ وَلَكِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا حَضَرَهُ الْمَوْتُ بُشِّرَ بِكَرَامَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَرِضْوَانِهِ فَلَيْسَ شَيْءٌ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا أَمَامَهُ فَأَحَبَّ لِقَاءَ اللهِ فَأَحَبَّ اللَّهُ تَعَالَى لِقَاءَهُ وَأَنَّ الْكَافِرَ إِذَا حَضَرَهُ الْمَوْتُ بُشِّرَ بِعَذَابِ اللهِ تَعَالَى وَعُقُوبَتِهِ فَلَيْسَ شَيْءٌ أَكْرَهَ إِلَيْهِ مِمَّا أَمَامَهُ فَكَرِهَ لِقَاءَ اللهِ وَكَرِهَ اللَّهُ تَعَالَى لِقَاءَهُ »
أيها الإخوة المؤمنون أحباب رسول الله صلى الله عليه وسلم اليوم موعدنا بعون الله تعالى لنتحدث عن احدي المصالح المكتسبة من محنة ( كورونا )
وهي بيان نعمة غالية لا تقدر بثمن ولا تشترى إذا فقدت بكنوز الدنيا هذه النعمة هى نعمة ( الحياة )
نسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يبارك فى أعمارنا وأن يجعل خير أعمالنا خواتيمها وخير أيامنا يوم نلقاه
نعمة العمر وإن شئت فقل نعمة الحياة أيها المؤمنون لا يشعر بها ابن آدم ولا يعرف كم هى عظيمة إلا بعد فوات الأوان
{ وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلا يُخَفَّفُ عَنْهُم مِّنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَاءكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ }
أعمارنا هبة من ربنا سبحانه وتعالى :
والناس فى غفلة تامة عن هذه النعمة قال بعض السلف ( عجبت لمن كان يومه يأكل شهره وشهره يأكل سنته وسنته تأكل عمره وهو فى غفلة !!
النَّفَسُ يخرج من صدورنا وقد لا يعود وتمر علينا الدقائق والأيام والليالى تأخذ وتسلب أعمارنا من أيدينا حتى تفنيها {تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاء بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُّنِيرًا وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِّمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا }
من بين سائر الشعوب والأمم :
أعمار أمة محمد صلى الله عليه وسلم هى القصيرة نعيش فقط بين ستين سنة وبين سبعين سنة وقليل منا من يجاوز الثمانين وكلها فى العموم قصيرة
{قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَاسْأَلْ الْعَادِّينَ قَالَ إِن لَّبِثْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً لَّوْ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ}
الأعمار أيها المؤمنون لا تحسب :
بعدد السنوات التى قضاها ابن آدم على ظهر الأرض ولكن الأعمار تحسب بما قدمنا فيها وبما خلفنا ورائنا من محاسن السنن ومن جميل السير دقاتُ قلبِ المرءِ قائلَةُ له إن الحياةَ دقائقُ وثواني فأرفع لنفسِك قبلَ موتِك ذكرَها فالذكرُ للإنسانِ عمرُ ثاني.
يجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أصحابه يوماً فيحدثهم عن خيار الناس وعن شرارهم فيقول صلى الله عليه وسلم ألا أخبركم بخياركم فيقولون بلى يا نبى الله فيقول خياركم أطولكم أعماراً وأحسنكم أعمالاً وشراركم أطولكم أعماراً وأسوأكم أعمالاً .
إن الإسلام لا يأمر المسلمين أن يعيشوا ملائكة على الأرض الإسلام لا يريد من المسلمين أن يكون كل كلامهم ذكراً ولا كل سكوتهم فكراً ولكن يريد الإسلام أن يعمل المسلم لدنياه كأنما يعيش أبداً ويعمل لآخرته كأنما يموت غداً وازن بين عمل الدنيا وعمل الآخرة ولا تنشغل بدنياك عن أخراك
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ وَلَن يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاء أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}
أعمارنا هى رؤوس أموالنا وأنفس كنوزنا أيها المؤمنون :
متى عرفنا قيمتها وقدرناها قدرها ربحت تجارتنا فى الحياة وبعد الممات فما من يوم ينشق فجره إلا وينادى أيا ابن آدم أنا خلق جديد وعلى عملك شهيد فاغتنمنى فإنى لا أعود إلى يوم القيامة
روى الإمام أحمد والنسائي في عمل اليوم والليلة بإسناد حسن عن عبد الله بن شداد أنَّ نفرًا من بني عُذْرَة ثلاثةً أتوا النبيَّ صلى الله عليه وسلم فأسلموا ولم يكن لهم بالمدينة أهل ولا مأوى فقال النبي صلى الله عليه وسلم من يكفينيهم ؟ من يضيف هؤلاء حتى يقضى الله فيهم بأمره ؟
فقال طلحةُ بن عبيد الله أنا أكفلهم وأضيفهم يا نبى الله قال راوى الحديث فأقاموا عند طلحة ما شاء الله إلى أن بعث النبي صلى الله عليه وسلم بعثاً وجهز جيشاً فخرج فيه أحدُهم فاستشهدَ ورجع الناس ولم يرجع قال الراوى ثم بَعَثَ رسول الله بعثاً آخر فخرج فيه الثانى فاستشهد ورجع الناس ولم يرجع قال ثم مات الرجل الثالثُ على الفراش فى بيت طلحة ..
فجهزه الصحابة وصلو عليه ودفنوه وفى إحدى الليالى نام طلحة بن عبيد الله فرأى فيما يرى النائم أنه أدخل الجنة نسأل الله الكريم من فضله
نام طلحة فرأى فى المنام أنه فى الجنة ورأى الثلاثة الذين كفلهم فى بيته معه فى الجنة غير أنه رأى الرجل الذى مات على الفراش أدخل الجنة أولاً ثم دخل من بعده الرجل الذى استشهد فى سبيل الله أخيرًا ثم دخل من بعده الرجل الذى استشهد فى سبيل الله أولاً
قال فدخلني من ذلك ريب فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت له كل ما رأيت فقال صلى الله عليه وسلم وما أنكرتَ من ذلك يا طلحة ؟
ليس أحدٌ أفضل عند الله تعالى من مؤمن يُعمّرُ في الإسلام يعنى يعيش طويلاً فيَكثُر تكبيرُه وتسبيحُه وتهليله وتحميده لله رب العالمين "
جعل الله لنا من أعمارنا ميداناً للعمل :
وأرضاً للحرث والزرع وموضعاً لكسب الحسنات ومضماراٍ للتنافس والتباري فيما يرضى الحق سبحانه وتعالى ولعل هذا نلحظه فى قوة دعوة الإسلام إلى فعل الصالحات
قال : { فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ } وقال { سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاء وَالأَرْضِ } وقال :
{وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ}
أتدرون لماذا جاءت دعوة الإسلام إلى فعل الخيرات بهذه القوة وبهذه السرعة ؟؟
لأن أعمار العباد غير معلومة ولأن الآجال غير مضمونه فما يمكنك القيام به اليوم قد لا تقدر عليه غداً وقديماً قالوا : لا تُبقِ فعل الصالحات إلى غدٍ *** لعل غدًا يأتي وأنت فقيد .
يقول عبد الله بنِ عُمَرَ رضى الله عنهما «أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بمنكبي وقَالَ يا عبد الله بن عمر كُنْ فِى الدُّنْيَا كَأَنَّكَ غَرِيبٌ أَوْ عَابِرُ سَبِيلٍ وَعُدَّ نَفْسَكَ فِى أَهْلِ الْقُبُورِ بعد هذا التوجيه كان ابن عمر يعظ كل مسلم ويقول إِذَا أَصْبَحْتَ فَلاَ تُحَدِّثْ نَفْسَكَ بِالْمَسَاءِ وَإِذَا أَمْسَيْتَ فَلاَ تُحَدِّثْ نَفْسَكَ بِالصَّبَاحِ وَخُذْ مِنْ صِحَّتِكَ قَبْلَ سَقَمِكَ وَمِنْ حَيَاتِكَ قَبْلَ مَوْتِكَ» »
قلت : وأبلغ من كل هذا قول ربى سبحانه {إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِير} .
أيها المؤمنون إن الإسلام دين حياة يقدر الحياة ويصونها ويحافظ عليها ولا يبحث عن الموت يرغب الإسلام فى بقاء المؤمن حياً يذكر الله تعالى ويدعو إلى سبيله ذلك أعظم عند الله تعالى من زوال الحياة ولو بالشهادة فى سبيل الله
يقول أبو أمامة أنشأ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جيشا فأتيته فقلت يا رسول الله ادع الله لي بالشهادة قال اللهم سلمهم وغنمهم فغزونا فسلمنا وغنمنا حتى ذكر ذلك ثلاث مرات قال ثم أتيته فقلت يا رسول الله إني أتيتك مراراً أسألك أن تدعو لي بالشهادة فقلت اللهم سلمهم وغنمهم فسلمنا وغنمنا يا رسول الله فمرني بعمل أدخل به الجنة فقال عليك بالصوم فإنه لا مثل له )
إذا كانت الحياة ثروة وإذا كانت الحياة هبة من الخالق سبحانه وتعالى فمن أشد المحرمات العدوان عليها
وقد اتفقت سائر الأديان على أن العدوان على النفس البشرية ظلماً وعدواناً من أبشع الجرائم بعد الشرك بالله والعياذ بالله وفى الآية الكريمة {وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا}
هذا إن كان المعتدى على الإنسان غيره أما أن يعتدى الانسان على حياته فهذا أشد جرماً وفى هذا تحذير يقول : {وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا }
أن يتخلص ابن آدم من حياته , أن يزهق ابن آدم روح نفسه أو أن يلقي بنفسه في موارد الهلكة فهذا عدوان على حق الله تعالى وهذا تصرف ممن لا يملك فيما لا يملك وبهذا يجر ابن آدم على نفسه ويلات لا تُحتمل
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
« مَنَ قَتَلَ نَفْسَهُ بِحَدِيدَةٍ فَحَدِيدَتُهُ فِى يَدِهِ يَتَوَجَّأُ بِهَا فِى بَطْنِهِ فِى نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا وَمَنْ شَرِبَ سَمًّا فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَهُوَ يَتَحَسَّاهُ فِى نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا وَمَنْ تَرَدَّى مِنْ جَبَلٍ فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَهُوَ يَتَرَدَّى فِى نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا»
معلوم أن عقيدة أهل السنة أنه لا يخلد أحد في النار أبداً من أهل التوحيد ولو وقع فى كبيرة من الكبائر .
لكن ما الجواب وقد قال رسول الله عمن قتل نفسه خالداً مخلداً في النار أبداً ؟
قيل المراد بالخلود فى الحديث أن يمكث فى النار فترة طويلة .
وقيل جزاء قاتل نفسه أن يخلد فى النار أبداً، ولكن تكرم الله سبحانه فأخبر أنه لا يخلد في النار من مات وهو يشهد أن لا إله إلا الله محمد رسول الله وقيل إن هذا ورد مورد التغليظ والتخويف حتى لا يقدم أحد على هذا الجرم الكبير .
الشيخ محمد السيد
إمام وخطيب بوزارة الأوقاف المصرية
- التصنيف: