رمضانيات - رمضان وزخم التغيير
دعونا نتفق أن " من لمح فجر الأجر هان عليه ظلام التكليف" (ابن الجوزي)، هذه بعض معادلات رمضان:
ها قد شارف الشهر على الرحيل.. مر نصفه، وبقى نصفه..
منا من دخل رمضان بخطة، والتزم بها إلى يومنا هذا..
ومنا من دخل رمضان بحماس، ويوم تلو يوم خمد الحماس.. فها هو يجاهد في القيام..
ومنا من دخل رمضان ومازال يفكر.. ويمني نفسه أن يبدأ من غد، هذا الغد الذي لا يأتي أبدا..
فدعونا نقف هنا وقفات صغيرة.. تعيننا على ما بقى من رمضان
رمضانيات (1) معادلات احتساب الأجر ومغفرة الذنب
دعونا نتفق أن " من لمح فجر الأجر هان عليه ظلام التكليف" (ابن الجوزي)، هذه بعض معادلات رمضان:
معادلة (1) : نية الصيام + الاحتساب = مغفرة ما تقدم
أن في احتساب أجر صيام رمضان من الفضل العظيم، ففي الصحيحين من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من صام رمضان إيمانا ًواحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه».فالإيمان به، هو التصديق بفرضية صومه، والاحتساب يكون بطلب ثوابه من الله عز وجل.
فلا يكفي فقط أخذ نية الصوم، بل احتساب أجر صيام لتتحقق المغفرة.
معادلة (2) : نية القيام + الاحتساب = مغفرة ما تقدم
أن في احتساب أجر قيام ليل رمضان من الفضل العظيم، ففي الصحيحين من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من قام رمضان إيمانا ًواحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه».فالإيمان به، هو التصديق بفضل القيام، والاحتساب يكون بطلب ثوابه من الله عز وجل مخلصًا له بتجنب الرياء فيه.
فلا يكفي فقط أخذ نية القيام، بل احتساب أجر القيام لتتحق المغفرة.
وفي قيام رمضان فائدة مرجوة عظيمة أخرى هي التعود على "القيام" حتى إذا انقضى الشهر، أصبح القيام عندك عادة، فقد ذقت من حلاوتها طيلة ال 30 يومًا، فهنيئًا لك من عادة تعود عليك بالكثير من النعم.
يكفي فيها قول الله عز وجل " {إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا} [المزمل:6]، أي أن في ساعات الليل يكون القلب في الصلاة والقيام أشد طمأنينة وتأثرًا بالقرآن، ورمضان هو شهر القرآن فلنجعل لقلوبنا نصيب من نفحاته في الليل.
معادلة (3) : قيام ليلة القدر+ نية + احتساب = مغفرة لما تقدم
في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه».
فاذا وفق العبد في قيام ليلة القدر، وكان مصدقًا بفضلها وثوابها، ومحتسبًا أجرها من الله عزوجل، كان في ذلك مغفرة لما تقدم من ذنبه.
معادلة (4) : (صيام رمضان الماضي + صيام رمضان الحالي) - الكبائر = مكفرة لما بينهما
في الصحيحين من حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: «الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات ما بينهن إذا اجتنب الكبائر».
في هذا الحديث الكثير من البشائر، فهي إذا أخذ النية بها واحتسابها تكون مكفرات لما بينها، الصلاة اليوم، والجمعة إلى الجمعة و رمضان إلى رمضان.. فهي كمحطات يومية وأسبوعية وسنوية يغتنمها كل مسلم له قلب واع مقبل تائب، فكيف بعد هذه الرحمات من ييأس من رحمة الله في مغفرة ذنبه، ولكن بشرط تجنب الكبائر ففيها حقوق للعباد.
معادلة (5) : اليوم = يومان!
عن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من فطَّر صائمًا كان له مثلُ أجرِه غيرَ أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئًا» (رواه أحمد وأصحاب السنن وصححه الألباني).
هذا من أجر الكبير ثوابه، اليسير في تنفيذه.. فكيف بتمرة أو بشقها تفطر بها صائم يكتب لك أجره في صيامه! وهذا من أبواب الحسنات الكبيرة للنساء في رمضان، فإن أخذت النية واحتسبت في إعداد الطعام لأهل بيتها إفطار صائم، كان لها ثواب أجر كل من أفطر على طعامها! فهنيئأ للمسلمة من أجر كبير!
معادلة (6) : صيام 66 يوم = الدهر كله!
عن أبي قتادة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ثلاث من كل شهر، ورمضان إلى رمضان، هذا صيام الدهر كله» (رواه مسلم). من أخذ نية واحتسب صيام 3 أيام في كل شهر هجري، وصام رمضان إلى رمضان الذي يليه، من حقق هذان الشرطان كتب له كصيام الدهر كله! أي أن صيام 66 يوم (إن كان رمضان 30 يومًا) تعادل الدهر كله.
هذه بعض من المعادلات، إن تفكرنا فيها نجد أن الإيمان والاحتساب فيها ركنا رئيسيًا، إن حققتها في رمضان كان لك من الثواب والأجر العظيم، فهنيئأ لمن صام وقام وآمن واحتسب.
- التصنيف:
- المصدر: