سر القدر !!
ومهما تعددت التفسيرات الطبية أو العلمية ، فيبقى الأمر عجيبا مدهشا لا تفسير تام له إلا قدر الله النافذ، وحكمه الذي لا معقب له ، وفعله الذي لا يسأل عنه سبحانه ( لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ )
للطحاوي - رحمه الله - في عقيدته المشهورة عبارة جميلة في كلامه عن القدر ، حيث قال
" أصل القدر سر الله تعالى في خلقه، لم يطلع على ذلك ملك مقرب، ولا نبي مرسل، والتعمق والنظر في ذلك ذريعة الخذلان، وسلم الحرمان، ودرجة الطغيان، فالحذر كل الحذر من ذلك نظرا وفكرا ووسوسة، فإن الله تعالى طوى علم القدر عن أنامه، ونهاهم عن مرامه، كما قال تعالى في كتابه: {لا يسأل عما يفعل وهم يسألون} "
ونماذج ذلك في الحياة لا تعد ولا تحصى ، لكن ها نحن في نازلة كورونا نرى تصديقا عمليا يقرب الأمر :
- فهناك من يصاب بالفيروس رغم كل الاحتياطات ، وهناك من لا يصاب به أصلا رغم تحركه يمينا وشمالا .
- وبعض المصابين قد لا يشعر بالأعراض مطلقا ، أو قد تأتيه أعراض خفيفة لا تكاد تذكر .
- وبعضهم تتفاقم أعراضه ، ثم ينجو بعد فترة تطول أو تقصر .
- وبعضهم يموت من ذلك الفيروس رغم كل محاولات الأطباء .
- وقد ينجو شيخ كبير ، طاعن في السن ، ويموت شاب صغير قوي البنية .
ومهما تعددت التفسيرات الطبية أو العلمية ، فيبقى الأمر عجيبا مدهشا لا تفسير تام له إلا قدر الله النافذ، وحكمه الذي لا معقب له ، وفعله الذي لا يسأل عنه سبحانه ( {لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ } )
ﺧﻠﻘﺖ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩَ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻋﻠﻤﺖَ *** ﻓﻔﻲ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻳﺠﺮﻯ ﺍﻟﻔﺘﻰ ﻭﺍﻟﻤﺴﻦ
ﻋﻠﻰ ﺫﺍ ﻣﻨﻨﺖ ﻭﻫﺬﺍ ﺧﺬﻟﺖ *** ﻭﻫﺬﺍ ﺃﻋﻨﺖ ﻭﺫﺍ ﻟﻢ ﺗﻌﻦ
ﻓﻤﻨﻬﻢ ﺷﻘﻲٌ ﻭﻣﻨﻬﻢ ﺳﻌﻴﺪٌ *** ومنهم ﻗﺒﻴﺢٌ ومنهم ﺣﺴﻦ
( ملاحظة مهمة : لا تعارض بحال بين الإيمان بالقدر ، والأخذ بالأسباب والاحتياط مهما أمكن )
- التصنيف: