أيام التشريق

منذ 2020-08-01

الأعمال بالخواتيم، فلا ننقض غزلنا أنكاثًا، وأي عبادة خُتمت باستغفار، فهي أحرى بالقبول، ومن علامات قبول الطاعة أن توصل بطاعة أخرى

الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين، وسلم تسليمًا كثيرًا؛ أما بعد: فيا عباد الله، اتقوا الله تعالى، {وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ غَنِيًّا حَمِيدًا}[النساء: 131].

 

الأعمال بالخواتيم، فلا ننقض غزلنا أنكاثًا، وأي عبادة خُتمت باستغفار، فهي أحرى بالقبول، ومن علامات قبول الطاعة أن توصل بطاعة أخرى، وسنة التكبير والأضاحي باقية إلى غروب شمس اليوم الثالث عشر؛ قال مالك: "ويكبر في أيام التشريق الرجال والنساء، والعبيد والصبيان، وأهل البادية والمسافرون، وكل مسلم صلى في جماعة، أو وحده، وتُسمِع المرأة نفسها التكبير، كانت في المسجد، أو في بيتها"[1].

 

أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم.

 

الخطبة الثانية

الحمد لله؛ أما بعد:

فقد قال الله جل وعلا: {وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ}  [البقرة: 197]؛ قال الحافظ ابن رجب رحمه الله: "وفي قول النبي صلى الله عليه وسلم: «إنها أيام أكل وشرب وذكر الله عز وجل» [2] إشارةٌ إلى أن الأكل في أيام الأعياد والشرب إنما يُستعان به على ذكر الله تعالى وطاعته، وذلك من تمام شكر النعمة أن يُستعان بها على الطاعات.

 

وقد أمر الله تعالى في كتابه بالأكل من الطيبات والشكر له، فمن استعان بنعم الله على معاصيه، فقد كَفَرَ نعمة الله وبدَّلها كفرًا، وهو جدير أن يُسلَبَها ... ثم قال رحمه الله: وخصوصًا نعمة الأكل من لحوم بهيمة الأنعام، كما في أيام التشريق؛ فإن هذه البهائم مطيعة لله لا تعصيه، وهي مسبحة له قانتة؛ كما قال تعالى: {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ} [الإسراء: 44]"؛ ا.هـ[3].

 

عباد الله، {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [الأحزاب: 56].

__________________________________

الكاتب: د. صغير بن محمد الصغير


[1] التاج والإكليل لمختصر خليل (2/ 582).

[2] صحيح: أخرجه أبو داود (2813)، والنسائي (4230) واللفظ لهما، ومسلم (1141) دون: ((وذكر الله عز وجل))، وصححه الألباني في "المشكاة" (2050).

[3] تفسير ابن رجب الحنبلي (1/ 163).

 

  • 3
  • 1
  • 1,234

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً