تذكير مهم في أيام التشريق

منذ 2020-08-02

أيام التشريق أيام معظمة مباركة، هي الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر من شهر ذي الحجة، ومع أنها أيام فرح وأكل وشرب، وتبادل التهاني والتبريكات وصلة الرحم وإدخال السرور على النفوس، إلا أنه من أظهر خصائصها أنها أيام ذكر لله – جل وعلا-

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:
فأيام التشريق أيام معظمة مباركة، هي الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر من شهر ذي الحجة، ومع أنها أيام فرح وأكل وشرب، وتبادل التهاني والتبريكات وصلة الرحم وإدخال السرور على النفوس، إلا أنه من أظهر خصائصها أنها أيام ذكر لله – جل وعلا- ودعاء وتلاوة للقرآن، شكراً لله - عز وجل – على توفيقه وتيسيره تلك الطاعات.

قال تعالى: {وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ} [البقرة:203]، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: "الْأَيَّامُ الْمَعْدُودَاتُ" أَيَّامُ التَّشْرِيقِ.

والذكر يكون بالتكبير عقب الصلوات المكتوبات، والتكبير مطلقاً، والإكثار من ذكر الله - عز وجل – من التهليل والتحميد والتسبيح والتكبير، كما أن أفضل الذكر تلاوة القرآن ومدارسته.

أخرج أحمد في مسنده (7134) بسند صحيح عن أبي هريرة أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: «أَيَّامُ التَّشْرِيقِ أَيَّامُ طُعْمٍ، وَذِكْرِ اللهِ».

وأفضل أيام التشريق يوم القَرّ وهو اليوم الحادي عشر من ذي الحجة أول أيام التشريق، وسمي بالقَرِّ لأن الناس يستقرون فيه بمنى، بعد يومين شاقين من الجهد والتعب في عرفة ومزدلفة ويوم النحر، وتنقلهم بين المشاعر وتنوع المناسك من وقوف ودعاء وتضرع وذكر وطواف وسعي وهدي ورمي للجمار وحلق.

أخرج أحمد في مسنده (19075) بسند صحيح عن عبد الله بن قُرط، أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم قال: «أَعْظَمُ الْأَيَّامِ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمُ النَّحْرِ، ثُمَّ يَوْمُ الْقَرِّ»، فهو ثاني أعظم أيام الدنيا، ويسمى يوم الرؤوس لأنهم كانوا يأكلون فيه رؤوس ذبائحهم يوم النحر.

أيام التشريق أيام مباركة، أفضلها أولها وهو يوم القر، وقد حث وحض وأمر ربنا سبحانه على الإكثار من ذكره وتعظيمه فيها، واغتنام أوقاتها بإظهار شعائر الله فهي موسم عظيم من مواسم الخيرات، ورفع الدرجات وتكثير الحسنات وتكفير السيئات.

جمع النبي عليه الصلاة والسلام التوسع في الأكل والشرب مع ذكر الله، فيه إشارة مهمة للتقوي بالطعام والشراب على تحقيق أكبر قدر من ذكر الله، الذي هو من أجل الطاعات بما في ذلك الحرص على تعاهد القرآن.

يأتي هذا التذكير في وقت يغفل فيه كثير من المسلمين عن عبادة الذكر والمحافظة على أداء الفرائض بوقتها، وانشغالهم ببعض مظاهر العيد من التهاني والبر والصلة والزيارات، فيقعون في التفريط بأعظم مظهر في تلك الأيام الفاضلة.

قد يتكاسل كثير من المسلمين عن اغتنام تلك الأيام المباركة بتحقيق أظهر شعيرة فيها، هي ذكر الله عز وجل، مع قلة المُذَكِّر بالحكمة منها، فيقوى جانب التذكير فيها على غيرها، لذلك قال أهل العلم: العبادة في أوقات الغفلة فاضلة على غيرها.

نسأل الله أن يبارك لنا ولكم في أعمارنا وأعمالنا، وأن يجعلنا وإياكم من الذاكرين الله كثيراً والذاكرات، المعظمين لشعائر الله، وأن يوفقنا لطاعته ومرضاته.

وتقبل الله مني ومنكم، وعيدكم مبارك وعساكم من عواده.

  • 2
  • 0
  • 3,021

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً