مع الحبيب صلى الله عليه وسلم - فتح مكة : يوم تعظم فيه الكعبة
ها هو محمد صلى الله عليه وسلم على أطراف مكة فاتحاً, ينهى خامل رايته عن أي لفظ يؤذي المشاعر ويعلن للجميع أنه أتى لتعظيم الكعبة ورفع راية التوحيد فاليوم يوم مرحمة.
فتح مكة : يوم تعظم فيه الكعبة
تمر الكتائب تلو وأبو سفيان يشاهد, ويتعجب من جيش الإسلام الكبير وكتائبه العظيمة حتى يقدم الرسول صلى الله عليه وسلم في كتيبة كبيرة تعلوها هالات النور, وحوله المهاجرين والأنصار يحوطون, ويزداد تعجب الرجل من قوة الإسلام الجديدة التي توشك أن تسود العالم.
ها هو محمد صلى الله عليه وسلم على أطراف مكة فاتحاً, ينهى خامل رايته عن أي لفظ يؤذي المشاعر ويعلن للجميع أنه أتى لتعظيم الكعبة ورفع راية التوحيد فاليوم يوم مرحمة.
قال المباركفوري في الرحيق المختوم:
الجيش الإسلامي يغادر مر الظهران إلى مكة
وفي هذا الصباح ـ صباح يوم الثلاثاء للسابع عشر من شهر رمضان سنة 8 هـ ـ غادر رسول الله صلى الله عليه وسلم مر الظهران إلى مكة، وأمر العباس أن يحبس أبا سفيان بمضيق الوادي عند خَطْمِ الجبل، حتى تمر به جنود الله فيراها، ففعل، فمرت القبائل على راياتها، كلما مرت به قبيلة قال: يا عباس، من هذه؟ فيقول ـ مثلا ـ سليم، فيقول: مإلى ولِسُلَيْم؟ ثم تمر به القبيلة فيقول: يا عباس، من هؤلاء؟ فيقول: مُزَيْنَة، فيقول: ما لي ولمزينة؟ حتى نفذت القبائل، ما تمر به قبيلة إلا سأل العباس عنها، فإذا أخبره قال: مالي ولبني فلان؟ حتى مر به رسول الله صلى الله عليه وسلم في كتيبته الخضراء، فيها المهاجرون والأنصار، لا يري منهم إلا الحَدَق من الحديد، قال: سبحان الله! يا عباس، من هؤلاء؟ قال: هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم في المهاجرين والأنصار، قال: ما لأحد بهؤلاء قِبَلٌ ولا طاقة. ثم قال: والله يا أبا الفضل، لقد أصبح مُلْكُ ابن أخيك اليوم عظيماً. قال العباس: يا أبا سفيان، إنها النبوة، قال: فنعم إذن.
وكانت راية الأنصار مع سعد بن عبادة، فلما مر بأبي سفيان قال له: اليوم يوم الملحمة، اليوم تُسْتَحَلُّ الحُرْمَة، اليـوم أذل الله قـريشاً. فلما حـاذي رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا سفيان قال: يا رسول الله، ألم تسمع ما قال سعد؟ قال: (وما قال؟) فقال: قال كذا وكذا. فقال عثمان وعبد الرحمن بن عوف: يا رسول الله، ما نأمن أن يكون له في قريش صولة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (بل اليوم يوم تُعَظَّم فيه الكعبة، اليوم يوم أعز الله فيه قريشاً) ثم أرسل إلى سعد فنزع منه اللواء، ودفعه إلى ابنه قيس، ورأي أن اللواء لم يخرج عن سعد. وقيل: بل دفعه إلى الزبير. أ هـ
#أبو_الهيثم
#مع_الحبيب
أبو الهيثم محمد درويش
دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.
- التصنيف: