صبرا وشاتيلا.. مجزرة إنسانية لا تسقط بالتقادم
الذكرى الـ 38 لمجزرة صبرا وشاتيلا، التي اقتحمت فيها قوات الاحتلال بقيادة شارون وبمعاونة الكتائب المارونية وقوات أمل المخيم الفلسطيني، وقتلوا كل كائن حي يمر أمامهم تطبيقا لنظرية «الصدمة والرعب».
راح ضحيتها أكثر من 3 آلاف مدني..
الذكرى الـ 38 لمجزرة صبرا وشاتيلا، التي اقتحمت فيها قوات الاحتلال بقيادة شارون وبمعاونة الكتائب المارونية وقوات أمل المخيم الفلسطيني، وقتلوا كل كائن حي يمر أمامهم تطبيقا لنظرية «الصدمة والرعب».
لم يزل السادس عشر من أيلول من العام 1982 ماثلاً في ذاكرة اللاجئين في المخيمات الفلسطينية بالضفة الغربية المليئة بالأوجاع والملبدة بالنكبات، والنكسات، حيث تحل ذكرى مجزرة صبرا وشاتيلا الأليمة، والقضية الفلسطينية تمر بأصعب أوقاتها، وتنتهك حرمة المسجد الأقصى من الصهاينة.
وفي تزامنٍ مع ذكرى صبرا وشاتيلا؛ تحولت القدس صباح اليوم إلى ثكنة عسكرية لتأمين تدنيس رئيس حكومة الاحتلال "نتنياهو" لها، فتركت لقمة سائغة للمغتصبين إلا من حماتها من أهالي القدس والـ48.
ويقول محمود خمايسة، من مخيم شعفاط في القدس المحتلة، إن "تزامن مذبحة صبرا وشاتيلا مع اقتحامات المسجد الأقصى وزيارة "نتنياهو" اليوم للقدس، تعني أن الاحتلال ماض في سياسة تهويد القدس وهدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل مكانه؛ ما لم يتم التحرك سريعا لنصرة الأقصى وعدم الاكتفاء بالشجب والاستنكار".
الجرائم مستمرة
وما يزال يتذكر أكثر من سبعة مليون لاجئ مجزرة صبرا وشاتيلا المستمرة حتى الآن ولكن مع تغير المكان هذه المرة؛ فقطعان المستوطنين تقتحم وتدنس المسجد الأقصى كل يوم ومنذ أربعة أيام دون توقف، وتتواصل اعتداءاتهم يوماً بعد يوم، بحماية جيش الاحتلال ومنع لأعمال المقاومة للرد على الانتهاكات والاقتحامات من أجهزة السلطة عبر التنسيق الأمني.
وفي مثل هذا اليوم قبل 38 عاما، مارس شارون وجنوده أبشع المجازر بحق مخيمي صبرا وشاتيلا في لبنان؛ فقتل آلاف الأطفال والنساء والرجال بدم بارد، وهدمت البيوت على رؤوس ساكنيها، ومرت الأيام والسنون، وبينهما مسلسلُ قتلٍ وتدمير وترحيل لم تكتب مشاهده النهائية حتى الآن.
بدورها تقول اللاجئة جميلة حسن، من مخيم عسكر جنوب نابلس، إن "ذكرى المجزرة تفتح الجروح؛ وما يزيد الألم اقتحامات المسجد الأقصى، ولكن أملنا بالمقاومة كبير بعد الله، وما صنعته مقاومة غزة وعلى رأسها كتائب القسام يرفع الرأس وهي تثأر لشهدائنا وترفع معنوياتنا، وزرعت الأمل فينا من جديد، ووطنٌ يوجدٌ فيه مثل القسام لن نخاف عليه".
وبحسب الموسوعة الفلسطينية؛ فإن مجزرة صبرا وشاتيلا بدأت أحداثها الإجرامية يوم الخميس 16 أيلول 1982 لتنتهي أحداثها الفعلية يوم السبت 18 أيلول 1982.
موت محقق
وتتذكر الأميركية آلن سيغل من الجمعية العربية الأميركية لمكافحة التمييز والتي نجت من مجزرة صبرا وشاتيلا عام 1982 عندما كانت تعمل ممرضة في مستشفى غزة آنذاك، كيف أن جنسيتها أنقذتها في ذلك اليوم المأساوي من الموت المحقق.
ويروي اللاجئ محمود العلي من مخيم قلنديا والذي عايش وقتها لحظات المجرزة الرهيبة بالحزن والوجع الأليم؛ ويقول: "ما يجري في القدس الآن وصمت العرب هو ما جرى في صبرا وشاتيلا، والتاريخ لن يرحم من يقف ووقف متفرجا من العرب والمسلمين وحتى من العالم الغربي، على المجزرة وقتها، فحق الإنسانية كان وقتها يجبرهم لوحده على وقفها إلا أنهم صمتوا صمت القبور".
ويقول الحقوقي خالد عبد الله من رام الله: "مجزرة صبرا وشاتيلا هي جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية ولا تسقط بالتقادم، وإن كل ما يقوم به الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني أيضا من مخطط لتهويد المسجد الأقصى وتقسيمه زمانيا ومكانيا، ومن أعمال استيطان واعتقالات يومية في الضفة الغربية هي أيضا جرائم بحسب القانون الدولي، ولا يجوز السكوت عنها.
______________
اسم الكاتب: رام الله- المركز الفلسطيني للإعلام
- التصنيف:
- المصدر: