مع الصديق رضي الله عنه - الخليفة المجاهد جامع القرآن
الجهاد في سبيل الله وبداية الفتوح الكبرى وملاقاة فارس والروم والحرص على نشر الإسلام في الأرض ومن أهم أعماله أيضاً أمره بجمع القرآن بعدما استحر قتل القراء في موقعة اليمامة.
الخليفة المجاهد جامع القرآن
من أعمال الصديق رضي الله عنه في الخلافة
الجهاد في سبيل الله وبداية الفتوح الكبرى وملاقاة فارس والروم والحرص على نشر الإسلام في الأرض
ومن أهم أعماله أيضاً أمره بجمع القرآن بعدما استحر قتل القراء في موقعة اليمامة.
قال العلامة محمد بن عبد الرحمن بن قاسم:
شرع في قتال أهل الكتاب إلى أن يسلموا، أو يعطوا الجزية:
بعد غزو النبي لهم في مؤتة، وبعد فراغ النبي من قتال العرب.
شرع رضي الله عنه في قتال فارس والروم، ومات والمسلمون محاصرو دمشق، وهو ممن دعوا إلى قتالهم قوله تعالى: {سَتُدْعَوْنَ إِلَى قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ} وأظهر الأقوال في الآية: أن المراد ستدعون إلى قتال أولي بأس شديد أعظم من العرب - وهؤلاء هم الروم والفرس- لأن آية الجزية لم تنزل إلا بعد فراغ النبي - صلى الله عليه وسلم - من قتال العرب. وأول الدعوة إلى قتال الروم عام مؤتة، وأول قتال كان معهم في غزوة مؤتة عام ثمان قبل تبوك، فقتل فيها أمراء المسلمين زيد وجعفر وابن رواحة، ورجع المسلمون كالمنهزمين. وفي السنة التاسعة غزا النبي - صلى الله عليه وسلم - النصارى (بني الأصفر) عام تبوك.
وأبو بكر دعاهم إلى قتال المرتدين، ثم قتال فارس والروم، وكذلك عمر دعاهم إلى قتال فارس والروم، وعثمان دعاهم إلى قتال البربر ونحوهم . وقد حصل الاستخلاف في الأرض في زمن أبي بكر، وعمر، وعثمان، وتمكن الدين والأمن بعد الخوف لما قهروا فارس والروم وفتحوا الشام والعراق ومصر وخراسان وأفريقية، قال الله تعالى:
{وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}
7- أمره بجمع القرآن:
وفي سنة اثنتي عشرة أمر الصديق زيد بن ثابت أن يجمع القرآن من اللخف والعسب وصدور الرجال، وذلك عندما استحر القتل في القراء يوم اليمامة، كما ثبت به الحديث في صحيح البخاري عن زيد بن ثابت رضي الله عنه، قال: «أرسل إلي أبو بكر الصديق مقتل أهل اليمامة فإذا عمر بن الخطاب عنده، قال أبو بكر رضي الله عنه: إن عمر أتاني فقال: إن القتل قد استحر يوم اليمامة بقراء القرآن وإني أخشى أن استحر القتل بالقراء. بالمواطن فيذهب كثير من القرآن، وإني أرى أن تأمر بجمع القرآن. قلت لعمر: كيف أفعل شيئًا لم يفعله رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: هو والله خير، فلم يزل عمر يراجعني حتى شرح الله صدري لذلك، ورأيت في ذلك الذي رأى عمر ... » الحديث (البخاري) .
أبو الهيثم محمد درويش
دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.
- التصنيف: