خاتمة سيئة وأخرى حسنة

منذ 2004-07-02

يقول أحد العاملين في مراقبة الطرق السريعة ، فجأة سمعنا صوت ارتطام قوي فإذا بسيارة مرتطمة بسيارة أخرى ، حادث لا يكاد يوصف شخصان في السيارة في حالة خطيرة أخرجناهما و وضعناهما ممدين أسرعنا لإخراج صاحب السيارة الثانية فوجدناه قد فارق الحياة ، عدنا للشخصين فإذا هم في حالة الإحتضار ، هبّ زميلي يلقنهم الشهادة و لكن ألسنتهم ارتفعت بالغناء ، أرهبني الموقف و كان زميلي على عكسي يعرف أحوال الموت فأخذ يعيد عليهما الشهادة و هما مستمران في الغناء , لا فائدة بدأ صوت الغناء يخفت شيئا فشيئا سكت الأول فتبعه الثاني ، فقد الحياة لا حراك .

يقول لم أر في حياتي موقفا كهذا حملناهما في السيارة قال زميلي إن الإنسان يختم له إما بخير أو شر بحسب ظاهره و باطنه ، قال فخفت من الموت و اتعظت من الحادثة و صليت ذلك اليوم صلاة خاشعة.

قال : و بعد مدة حصل حادث عجيب ، شخص يسير بسيارته سيراً عادياً و تعطلت سيارته في أحد الأنفاق المؤدية إلى المدينة فترجل من سيارته لإصلاح العطل في أحد العجلات ، جاءت سيارة مسرعة و ارتطمت به من الخلف فسقط مصاباً إصابات بالغة فحملناه معنا في السيارة ، وقمنا بالإتصال بالمستشفى لاستقباله ، شاب في مقتبل العمر متدين يبدو ذلك من مظهره ، وعندما حملناه ، سمعناه يهمهم ، فلم نميز ما يقول و لكن عندما وضعناه في السيارة سمعنا صوتا مميزا ، إنه يقرأ القرآن و بصوت ندي سبحان الله ! لا تقول هذا مصاب الدم قد غطى ثيابه و تكسرت عظامه بل هو على ما يبدو على مشارف الموت ، استمرّ يقرأ بصوت جميل يرتل القرآن ، فجأة سكت ، التفتُّ إلى الخلف فإذا به رافع إصبع السبابة يتشهد ثم أحنى رأسه ، قفزت إلى الخلف لمست يده ، قلبه ، أنفاسه ، لا شيء ، فارق الحياة !!

نظرتُ إليه طويلاً ، سقطت دمعة من عيني ، أخبرت زميلي أنه قد مات، انطلق زميلي في البكاء أما أنا فقد شهقت شهقة و أصبحت دموعي لا تقف ، أصبح منظرنا داخل السيارة مؤثرا و صلنا إلى المستشفى ، أخبرنا كل من قابلنا عن قصة الشاب ، الكثير تأثروا ذرفت دموعهم أحدهم لما سمع قصته ذهب وقبل جبينه ، الجميع أصروا على الجلوس حتى يصلى عليه.

اتصل أحد الموظفين بمنزل المتوفى كان المتحدث أخوه قال عنه أنه يذهب كل أثنين لزيارة جدته الوحيدة في القرية كان يتفقد الأرامل و الأيتام والمساكين , كانت تلك القرية تعرفه فهو يحضر لهم الكتب و الأشرطة و كان يذهب و سيارته مملوءة بالأرز و السكر لتوزيعها على المحتاجين حتى حلوى الأطفال كان لا ينساها و كان يرد على من يثنيه عن السفر و يذكر له طول الطريق كان يرد عليه بقوله إنني أستفيد من طول الطريق بحفظ القرآن و مراجعته و سماع الأشرطة النافعة و إنني أحتسب إلى الله كل خطوة أخطها . يقول ذلك العامل في مراقبة الطريق كنت أعيش مرحلة متلاطمة الأمواج تتقاذفني الحيرة في كل اتجاه بكثرة فراغي و كنت بعيداً عن الله فلما صلينا على الشاب و دفناه و أستقبل أول أيام الآخرة استقبلت أول أيام الدنيا ، تبت إلى الله عسى أن يعف عما سلف و أن يثبتني على طاعته و أن يختم لي بخير.

  • 24
  • 0
  • 26,014
  • nada

      منذ
    [[أعجبني:]] لقد أعجبني أنتباه العامل لعمله وتركيزه مع المصاب وأجد أن قلبه لازال به خير للعودة إلى طريق الحق وأتمنى أن يتعظ كل إنسان من الأحداث التي يراها لأنها ليست صدفة وإنما هي رسالة من الله عز وجل
  • وائل فؤاد

      منذ
    [[أعجبني:]] هى حالة والدى رحمة فقد ظل فى غيبوبة لمدة أربعة أيام قالوا عنها غيبوبة كبد مع أنه لم يشتكى بكلمة طيلة حياته حتى فى مرضه الأخير المهم أن أبى دخل الغيبوبة ودخل معها عالم جديد حيث يقرأالقران ويردد آيات معينة مثل إلى الله ذى المعارج يعرج الملائكة والروح إليه فى يوم كان مقدارة خمسون ألف سنة - وكان يحمد الله بذكر ظل يرددة يوما بأكملة وهو الحمد لله أحمدة وكان أبى فى حياته بارا بوالدته طيب القلب مات ولم يكن يحمل فى قلبه بغضا لأحد كان حاملا لكتاب الله تاليا له وكان له ورد يومى وورد خاص فى شهر رمضان وكان محبا للمسجد فكان دائم الذهاب للمسجد قبل الأذان ومنذعشرون عاما هى مدة وعى التام له ومكانه خلف الإمام مباشرة فى الصف الأول وكان يؤم المصلين أحيانا فرحمه الله علية لقد عايشته فى مرضة الأخير وكنت قريبا منة جدا وكنت لا أنام إلا ساعتين عساة أن يفيق من الغيبوبة ولكن الحمد لله على كل شئ وإنا لله وإنا إلية راجعون
  • ولاء الدين يحيى

      منذ
    [[أعجبني:]] لقد تأثرت كثيرا بالفرق الكبير بين الحدثين و أثارت فى نفسى عزيمه كبيرة فى عدم ترك أي فرصة إلا و نتقرب إلى الله سبحانه وتعالى - جزائك الله خيرا وثبتك الله
  • مسعد أحمد

      منذ
    [[أعجبني:]] ما أعجبني أنها ذكرتني بصحابة رسول الله صلي الله عليه وسلم فهذا سعد بن معاذ يقول وهو على فراش الموت ت اللهم شدد علي سكرات الموت( ونحن الآن نقول اللهم خفف علينا سكرات الموت) فيسأله أصحابه يا سعد اتقول الله شدد علي سكرات الموت وأنت فى هذه الحالة قال سعد(رضي الله عنه وأرضاه) إن الله إذا أحب عبداً شدد عليه سكرات الموت) وهذا عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه وأرضاه دخلت عليه ابنته وهو يفارق الحياة فوجدته شاخص النظرإلي سقف الحجرة وهو يقول "جنات عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين" وشهق ومات وهذا الفاروق عمر بن الخطاب جاءه الموت ودخل عليه ولده فرفع رأس أبيه على فخذيه فقال له يا عمرو ضع رأسي على الأرض عسي الله عز وجل أن ينظر إلي نظرة رحمة وهذا الصديق رضي الله عنه دخلت علي ابنت فنعته للموت فقال لها يا ابنتي لا تنعيني وقولي "وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد" وأخيراً هذا أخي رحمه الله عمره 7 سنوات توفي أثر مرض بالكبد وبكي عليه أبي حتي كاد أن يموت من خلفه حزناً فجاءه فى المنام وقال له يا أبي لا تبكي علي : ان المتقين في جنات ونهر فى مقعد صدق عند مليك مقتدر" ألله أحسن خواتيم أعمالنا واجعل أخر كلامنا لا إله الا الله محمد رسول الله ( والحمد لله رب العالمين) والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته [[لم يعجبني:]] ملا لا يعجبني ليس فى هذه المقالة ولكن من قرأتها ولم يعمل بها فعسي ما قرأتموه فى ردي هذا عملاً خالصا لله على أن يجعله لنا ذخيرة لهذه الدنيا الفاتنة المقبرة لكل نفس
  • أمة الله

      منذ
    [[أعجبني:]] ليتنى مثله -وما اذكى على الله احد

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً