علمتنى أسماء بنت يزيد بن السكن

منذ 2020-10-11

فقط قدمي النية لتفتح لك أبواب الخير كما فتحت لهذه الأنصارية  توفيت أسماء فى سن السبعين من الهجرة ولا تزال آثارها باقية نتعلم منها ونتربى فى مدرستها

إنها صحابية جليلة  نقترب منها ونتعلم ولا نقول أنها من زمن مضى  فالصحابيات أحق أ ن نقتدى بهن من المغنية  أوالممثلة الفلانية  ، لعلنا نراها في الجنة فتعرفنا ونعرفها  كنيتها أم عامر وهي ابنة عم معاذ بن جبل وقريبة سعد بن معاذ كانت أول من بايع الرسول صلي الله عليه وسلم من نساء الأنصار هذه هي البيئة التي أخرجت هذه الصحابية الجليلة التي أهّلتها لتقف بين يدي الرسول الله صلي الله عليه وسلم هذا الموقف .روي عنها مسلم بن عبيد : أنها أتت النبي صلي الله عليه وسلم وهو بين أصحابه فقالت بأبي  وأمي أنت يا رسول الله أنا وافدة النساء إليك إن الله عز وجل قد بعثك  إلي الرجال والنساء كافة فآمنا بك وبإلهك وأنا معشر النساء محصورات مقصورات قواعد بيوتكم ومقضي شهواتكم وحاملات أولادكم وإنكم معشر الرجال فضلتم علينا بالجمع والجماعات وعيادة المرضي وشهود الجنائز والحج بعد الحج وأفضل من ذلك الجهاد في سبيل الله عز وجل وأن الرجل إذا خرج حاجاً أو معتمراً أو مجاهداً حفظنا أموالكم وغزلنا أثوابكم وربينا لكم  أولادكم أفما نشاطركم في هذا الأجور والخير ؟ فالتفت النبي صلي الله عليه وسلم إلي أصحابه بوجهه كله ثم قال " هل سمعتم مقالة امرأة قط أحسن من مساءلتها في أمر دينها من هذه ؟ "

فقالوا : يا رسول الله ما ظننا أن امرأة تهتدي إلي مثل هذا فالتفت النبي صلي الله عليه وسلم إليها فقال " افهمي أيتها المرأة ، واعلمي من خلفك من النساء أن حسن تبعل المرأة لزوجها وطلبها مرضاته واتباعها موافقته يعدل ذلك  كله  " 

أرأيتم كيف جرأتها فى الحق فقد كانت تسأل رسول الله لأنها تريد أن تتعلم دينها ، وهو يتعجب من حسن بيانها وشجاعتها استحقت أن تكون خطيبة النساء

أرأيتم فيما تفكر هذه المرأة وما يشغل بالها حتى تأتي النبي صلي الله علية وسلم  نائبة عن نساء كثيرين مثلها يشغلهن نفس الفكر الذي يشغل بالها ألا وهو  الاجتهاد فى  الطاعات ومفهوم الطاعة  عندها ليست مجرد حجاب أو صلاه أو صيام ولكن مفهومها أكبر من ذلك إنها تريد أن تشارك الرجل في أجر كل الطاعات وتعمل لله مثل ما يعمل وليس في حمل الأثقال أو في السباحة أو.........أو.......... كما نرى الآن من فهم مغلوط للمساواة ولكنها سمعت قول المولى عزوجل فاستبقوا الخيرات أرادت أن تسابق إلى الخير حبا فى الطاعة ومرضاة لربها وأنت يا أختي الحبيبة كيف تنظرين إلي حياتك بأى عمل تحبين أن تلقى الله ؟

اسمع الآن من تقول ماذا تريدين منا أكثر من لبس الحجاب والصلاة والصوم  .

أهذا هو كل مفهوم الطاعة عندك !! ....

انظري إلي هذه القائدة التي قادت نساء الأنصار إلي الخير ، فلما لا تقودين أنت بنات جيلك وتكونين قدوة لهم في عمل الخير من إنشاء جمعية خيرية  أوإطعام الطعام أو فتح مشغل خياطة  مثلاً أو إذا كنت طبيبة تكفين النساء الاحتياج إلى طبيب رجل ويكون لك نصيب من علاج المرضي بالمجان أو كاتبة تكتب لإصلاح المجتمع والاخلاق لما تستهينين بنفسك وأنت عند الله ورسوله غاليةةن وعزيزة هناك سور فى القرآن باسمك  منها سورة النساء ومريم والمجادلة أنت عزيزة عند الله عندما جعل لك زمة مالية خاصة وأنزل لك القول الفصل فى كل أمور حياتك من زواج أو طلاق أو رضاع أو نفقة فلم يترك المجال لبشر أن يتحكم فيه  فهل أدركت أنت قيمة نفسك ؟ وأنك تستطيعين فعلا أن تفعلى شيئا من أجل إعلاء كلمة الحق ؟. وقد قدمت أسماء الدليل على شجاعتها فقد شهدت اليرموك وقتلت يومئذ تسعة من الروم بعمود فسطاطِها وعاشت بعد ذلك دهرًا فلما لا تكونين أنت المرابطة فى ميادين الحق والخير وهذا لا يعنى أن تستهين المرأة بأمر رعاية الزوج والأولاد فهذا ليس من الفهم الصحيح للدين فإن تلميذات بيت النبوة لم يمنعهن طلب العلم والتفقه فى الدين من أن يكن زوجات ناجحات وأمهات تحسن تربية أبنائهن ليقودوا العالم بعد ذلك وعلى بعض الأزواج ألا يستغلوا هذه الاحاديث فى إساءة معاملته الزوجة ويعتبرها ملكية خاصة له فيقيض حريتها حتى فى فعل الطاعات
علمتنى اسماء أن المراة تستطيع أن تعمل توازناً بين حق المجتمع ومسؤليتها تجاه بيتها وزوجها فلم يمنعها التفقه  فى الدين وحبها للتعلم فقد روت عن النبى أكثر من ثمانين حديثا لم يمنعها هذا من تعلم فن من فنون المرأة وهو الزينة فكانت تزين النساء ليلة عرسهن واشتهرت بأنها "مزينة عائشة " زوجة النبى

كما علمتنى أسماء أنه لاحياء فى السؤال عن أمور دينية أو حياتية تقربنا أكثر من الله عزوجل وتعرفنا ما لنا وما علينا من الحقوق والواجبات صدق فيها قول  السيدة عائشة رضي الله عنها: «نعم النساء نساء الأنصار، لم يكن يمنعهن الحياء أن يسألن عن الدين، ويتفقهن فيه».  كما علمتنى أن النية الصادقة لله تجعل المرأة تنال أجر الجهاد مرتين مرة بطاعة زوجها ومرة فى ساحات المعركة فقد كانت تداوى الجرحى وتسقيهم, فقط قدمي النية لتفتح لك أبواب الخير كما فتحت لهذه الأنصارية  توفيت أسماء فى سن السبعين من الهجرة ولا تزال آثارها باقية نتعلم منها ونتربى فى مدرستها فما هو الأثر  الذى  تركناه ليسير عليه من بعدنا ؟ هذا هو الدرس الذى علمته أسماء  لكل مسلمة تريد أن تكون سباقة إلى ميادين الخير فى الحياة  وتترك الاثر بعدالممات  .  

  • 7
  • 1
  • 4,794

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً