من العبارات الرقائقية الجميلة لابن تيمية رحمه الله
" من كان في الله تلفه ، كان على الله خلفه "
من العبارات الرقائقية الجميلة لابن تيمية رحمه الله ،والتي تؤصل لقاعدة كلية مهمة ، قوله " من كان في الله تلفه ، كان على الله خلفه " قاعدة في الصبر ص 99 .
ومعنى ذلك : أن كل من بذل شيئا لله ، أو فقد حظا دنيويا ابتغاء مرضاة ربه أو بسبب عمله لدينه ، وكان مخلصا في ذلك ، فعوضه على ربه ، وجزاؤه الذي لا يضيع أبدا عند مولاه .
ويشمل ذلك من بذل مالا ، أو وقتا ، أو أصابه أذى في نفسه أو أهله أو عمله ، أو ترك مكسبا أو عملا لحرمته ، أو نزل به ضرر أيا كان من جراء امتثاله لأمر ربه ، فعوضه في هذا كله على الله .
وهو سبحانه إن شاء عجل له العوض في الدنيا ، وجمع له بين حسنة العاجلة والآجلة ، وإن شاء ادخره له كاملا غير منقوص في الآخرة ، كما أن باب العوض واسع وليس قاصرا على المال فحسب ، فقد يكون في صحة الجسم ، أو صلاح الزوجة والولد ، أو الفتح في باب العلم ، أو جميل الذكر بين الخلق ، أو طول العمر مع حسن العمل ، أو طيب النفس ، وهناءة العيش .
ويشهد لذلك كله الأدلة الشرعية العامة مثل قوله تعالى {هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ } وقوله تعالى {إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} وقول النبي صلى الله عليه وسلم " «إن الخير لا يأتي إلا بالخير» " وقوله صلى الله عليه وسلم " «إنك لن تدع شيئا لله عز وجل إلا بدلك الله به ما هو خير لك منه» "
- التصنيف: